18 Aug
18Aug


١- كان المشيعون لجثمان المرحوم اسماعيل هنية يسمعون بهمس من بعض الاعلاميين والمحسوبين على الخط الاخواني (القح) ومن رواد مراكز البحوث وكتابها المنتشرين في تركيا وعمان وقطر  ..يسمعون بصوت منخفض (رسائل) بنكهة التحشيد والتوصية لجهة تشجيع قادة حماس على ترشيح (خالد مشعل) ليكون قائداً من لحماس  لاسباب لم يفصحوا بها  في موسم الدفن الحزين ..


٢- في الطائرة العائدة الى بيروت ..كان الموضوع محل بحث بين قيادات فلسطينية ..و مرَّ الحديث على (مشعل )..وكانت النتيجة ان (انتخاب) مشعل يعني عودة الى عشرية (الربيع العربي) التي أحرق (مشعل) بها الكثير من الاخوة والاصدقاء وهو يتنقل من فضائية الى فضائية ومن دولة الى اخرى ومن جالية الى جالية (ليحرر الدول العربية ) من الدكتاتورية والكبت السياسي .. ناسياً (فلسطين) التي اصبحت لديه في (المحل الثاني)       

 ٣- بعد  (الخريف ) الذي أسقط الكثير من أوراق الربيع الملونة   غادر (مشعل) الى عالم آخر   غير جهادي ..يناسب المرحلة بين الخريف والشتاء..فاقترب من رجال الاعمال وجنح الى برامج الذكريات واللقاءات الخفيفة   ..ليصبح سفير (نوايا حسنة)لسياسي خليط من (الطائفية والتجارة والعلاقات العامة)  فبهتت الاضواء فوق رأسه الا في جلسات خاصة على البحر الاسود أو ساحل الخليج 


٤- كان القادة الفلسطينيون الاخرون في مطار الدوحة وهم ينتظرون الطائرة العائدة الى اسطنبول يتخوفون من (ضياع  خط الاستواء ) الذي خطه هنية برحابة صدره وثقافته القرآنية وسيرته الجهادية في  أزقة غزة وخنادقها ..وكانوا مصرين ان يتشاوروا في زاوية المطار الفارهة  ليقطعوا  الطريق على  (سراب) مشعل ان يركض ورائه  البعض في هذا الصيف المترامي  بحرارته وسراباته العريضة .. كانوا يلحون على (القطع ) باختيار آخر ..قبل ان تضييع الخطوط ..مرة ثانية.. فيتبع البعض .. ويختنق الاخر  …من غبار الملح والرمل 


٥- كان الاتصال بغزة (مرهقاً)..وكان لابد من مشاركة قادة الداخل الفلسطيني بقرار اختيار رئيس لهم ..وبعد ساعات تم تأمين الاتصال بطرق (خيالية) .. وحسب الرواية  تم الاتصال  بطرق مختلفة ومتنوعة ل(تشتيت ) المتابعة والتجسس عليها.. وكانت كالاتي…

أ- مجموعة عملت (دائرة تلفونية) موضعية صغيرة 
ب- مجموعة أمنت الاتصال عن طريق هواتف أرضية (بالية) وقديمةج-مجموعة خيطية تتصل بدراجات بخارية ودراجة(سكوتر)..د- مجموعة شباب راجلة تتحرك على الاقدام  وهي تحمل (رسائل شفوية)..
٦- غزة قالت .. ان المعركة لاتحتمل (رأسين ) وتعني رأس سياسي ورأس عسكري.. 


أ- لضرورات الميدان الذي يرى وحدة القرار  يكتنز الكثير من الفوائد على مستوى الحرب اليومية.

ب- سرعة القرار عنصر مهم في المواجهة

ج-ترميز ملهم (للخندق) الذي يتقدم على كل حركة ومكان تحت لافتة(علوية الخنادق والبنادق)..

د-التخلص من الضغوط العربية والاقليمية والدولية التي تطوق القادة خارج فلسطين وتدفعهم الى(تمييع) الكثير من المفردات

 هـ-غلق باب الاختراق المخابراتي على خطوط التواصل التي بدأت بالتقطع والاختراق و-قيادة الميدان تثير التعاطف والاعجاب وتربي وتصنع صوراً عظيمة في نفوس الشعوب 

ز-اعادة تعريف حماس على انها حركة تحرير (فلسطينية ..)..فلسطينية فقط وبذلك أسقطت عن ظهرها أوراق كثيرة كانت ترهقها في سيرها العربي والاسلامي ..


٧- السنوار او كما يسميه البعض( مفتاح النار) تم تكليفه برئاسة حماس وهو (مشتبك) مع العدو من خندق الى خندق ومن نفق الى نفق..لم (يلتفت) الى الوراء حينما ناداه بعض (سكان النفق)بنداء (الريس) لأنه كان منشغلاً بشرح خريطة على جدار النفق لمجموعة من الملثمين بتركيز عال ..وسيقان مستقيمة..ولما انتهى من الدرس بادرني بالسؤال عن أحوال الكثير من الاسماء والعناوين في سوريا ولبنان وايران واليمن ودول الخليج ..ثم تمدد على الارض بنعاس ثقيل..


٨- كيف يمكن لحركة مثل حماس أن تضيع ..أو تميّع وهي التي لم تنصهر في النار ….؟أجاب الخبير الامني الذي زار العراق مؤخرا …يمكن ذلك بطريقين متوازيين الاول أن(تقطف رؤوس كبيرة)تعتبر بوصلات لمسيرة البداية والتأسيس…لتدفن معها الكثير من الخبرة والصلابة…والثاني سرقة الشعار والحركة عبر عمل تنفذه (سلطة الدولة في الضفة الغربية) وبتعضيد من دول الجوار الفلسطيني وبتسهيلات مادية ضخمة من دول نفطية …فيتم تغيير مسؤولية المشهد  الدامي للحركة واخراج شهادة (الوفاة) لشهود زور تدعي (النسب) وتغمر الجمهور بهدايا تلهيه عن التعمق بحقيقة الاشياء الموجعة وأسبابها..
٩-يسأل البعض ماذا لو تم قتل السنوار في المعركة..هل سيؤدي ذلك الى دفن حماس في نفقه..وتنعكس (كارثة عامة) على سقوط حماس…يجيب أحد القادة الفلسطينيين بكلمات أقرب الى الشعر .. وأقصر الى خيال..وأرهف من الجنون..وأصدق من العيون …وقال  بكلام  من وراء الغيب ..سندفن مرة اخرى..وأخرى ..في هذه الارض(مركز ثقل الكون).. وسيلومنا الكثيرون..ويبكينا آخرون..ولكنا سنبقى نتحدث لغة غريبة (لغة المخيمات) التي كانت خاوية من كل شي الا(لغة الام)..وذلك قدر هذه الارض التي (ربك أوحى لها)…(لتخرج أثقالها)..بأحتدام البراكين  ..مرارة ولهباً ونكبات ..وكسرة قمر
عباس الجبوري عضو مجلس النواب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن