30 May
30May

(بقلم الدكتور عقيل عبد ياسين رئيس جامعة الكوفة سابقا )


سألني مؤخرا احد اساتذة جامعة الكوفة عن كيفية انطلاقة مشروع  انشاء كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة وذلك لقلة المعلومات المتوفرة حول هذا الامر  وتضارب الآراء وادعاء بعض الناس بانهم قد  لعبوا دورا في انشاء الكرسي . 

ولادة مشروع كرسي اليونسكو  : 

لقد جاءت فكرة كرسي اليونسكو لحوار الاديان بعد ان تم تعييني في عام ٢٠١١ رئيسا لجامعة الكوفة،  حيث كنت اعمل حينها استاذا في جامعة الستر البريطانية وبعد تكليفي من قبل الاخ الاستاذ علي الاديب لادارة الجامعة.   وقد زارني خلال تلك الفترة الكثير من وجهاء مدينة النجف ومن بينهم المرحوم الاخ السيد  صالح الحكيم، الذي كانت تربطني به علاقة قديمة منذ الطفولة وحيث كنا نصلي سوية في جامع الكوفه المعظم. وقد حدثني 

 السيد صالح الحكيم (رحمه الله)، كثيرا عن نشاطاته وحضوره لمجموعة من اللقاءات حول التعايش السلمي بين مختلف المذاهب والاديان في العالم والمحيط  الاسلامي بدعم من مرجعية السيد محمد سعيد الحكيم (رحمه الله). 

لقد وجدت هذا الموضوع رائعا ومناسبا لجامعتنا التي تحتوي على كلية فقه ثرية في نتاجاتها العلمية . وقد اعلمت  حينها السيد المرحوم  صالح الحكيم عن استعداد جامعة الكوفة في المساهمة بهذه النشاطات واهمية التنسيق لارسال باحثين يمثلون الجامعة في الملتقيات . وقد تجسد نشاطنا الاول  في مشاركة الجامعة في المؤتمر الدولي لحوار الاديان الذي انعقد في فينا بحضور الدكتورة  هناء العكيلي عميدة كلية الاداب وحاصلة على الدكتوراة من جامعة شفيلد في انكلترا، حيث قدمت محاضرة  باللغة الانجليزية حول دور الجامعات في نشر ثقافة التعايش السلمي في العراق.

لقد قمت بالاتصال باليونسكو في باريس وابلغتهم رغبة جامعة الكوفة بالحصول على كرسيي اليونسكو في حوار الاديان وقد رحبت المنظمة الدوليه بذلك ورشحت لنا الدكتورة جيرالدين جاتلير في عمان للمساعده في ذلك. ولقد تفاعل مكتب اليونسكو في عمان مع مشروعنا وخصوصا الدكتورة سامية سعداوي التي وضعت الخطوط الادارية لهذه  المسيرة وقمنا 

بدعوة الدكتورة جيرالدين جاتلير الى الجامعة واعلمتنا عن طبيعة النشاطات المطلوبة في هذا المجال ( مؤتمرات - تأليف كتب- ندوات - تدريبات،..) 

في اطار تقديم ملف مقبول اكاديميا واقناع منظمة اليونسكو في استحقاق  الجامعة لهذا الانجاز الكبير ( كرسي اليونسكو) .

وهكذا انطلقت في جامعة الكوفة ورشة عملاقة اسمها ( مشروع كرسي اليونسكو )لعب فيها   

الدكتور محمد القريشي منذ اليوم الاول دورا بارزا ومميزا في تحقيق عملية الحصول  على كرسي اليونسكو. 

  وما ان باشر الدكتور القريشي في عمله  حتى بدات المسيرة وتسارعت خطواتها : عمل  

تحليلا

استراتيجيا لواقع الجامعة وبيئة النجف والعراق  في مجال الدراسات الاكاديمية للحوار الديني وحدد نقاط  الضعف والقوة والفرص والتحديات ورسم الاهداف وفق خطة طموحة تكللت بحصول الجامعة على  الكرسي عام ٢٠١٤. استقبلت الجامعة خلال هذه الفترة زيارات اكاديمية لاساتذة من جامعات اوروبية وعربية ( ومن بينها الباحثة الفرنسية المرحومة مريم ابو الذهب التي اختارت ان تدفن في النجف) وبعثت الجامعة باحثين

الى جامعات مختلفة في العالم و اقامت العديد من الورش والمؤتمرات والندوات شاركت فيها شخصيات  من مختلف الديانات والمذاهب اضافة الى الكثير  من الشخصيات العراقية المعروفة .كما دعمت الجامعة اصدار عدد من الكتب وصولا الى اقامة المؤتمر الدولي الذي حضره كبار الباحثين من امريكا وبريطانيا والقى فيه الامير الحسن بن طلال كلمته دعما للجامعة. 

وفي المرحلة الاخيرة،  تم الاتفاق مع السيدة جيرالدين جاتلارد  ممثلة اليونسكو والسيدة سامية سعداوي 

على البدء بملأ الاستمارات الخاصة في مركز اليونسكو في عمان / الاردن لتقديم الاستمارات الى مقر المنظمه الدوليه في باريس خلال شهرين . وقمنا  بايفاد اثنين من التدريسيين الى الاردن للبدء لانجاز المشروع بشكل نهائي بعد الحصول على موافقات ممثل اليونسكو في بغداد ووزارة التعليم العالي في العراق وتعهدهم  بدعم نشاطات الجامعة ماديا ومعنويا.

واخيرا أنشأت جامعة الكوفة الكرسي الاول لليونسكو في العراق محدثة نقلة اكاديمية نوعية وحجر اساس لمشاريع مماثلة في بلدنا الحبيب .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن