١- بعد خمسة شهور على حرب غزة وانتشار أخبار الجوع وصور المرضى ورائحة الموت في كل مكان أخبر الرئيس الامريكي بايدن الكونكرس بانه عازم على بناء ميناء (عائم)ومؤقت على ضفاف غزة التي لايصال مساعدات انسانية لسكان غزة بعد التشاور مع (الكيان الاسرائيلي) وضمان موافقته
٢- الميناء سيقام على بعد ٥٠٠ متر من سواحل غزة لضمان عمق يكفي لاستقبال السفن والبواخر الكبيرة ويتم ايصال هذه(المنصة) بجسرين الى البر في غزة لتنقل عليه الشاحنات الموادوالبضائع الى داخل القطاع
٣- سيتم تجميع المواد المراد ايصالها الى غزة على سواحل جزيرة قبرص التي تبعد حوالي ٣٥٠كم عن غزة حيث يقوم (الصهاينة) بالكشف والمعاينة وعزل المواد غير المسموحة قبل ان تنقل عبر البواخر الى ميناء بايدن في غزة
٤- كان لغزة ميناء على البحر تم تدميره من قبل الجيش الصهيوني وتحول الى أطلال يحكي قصة موت بحارة يستيقظون قبل الشمس للغوص والصيد والعودة لمن ينتظرهم بهدايا البحر التي أخذت بركتها من (المسجد الاقصى الذي باركنا حوله) على لسان وحي أمين
٥- جاء الموقف (الاسرائيلي) موافقاً على اقامة الجسر بعد ان تيقنت(اسرائيل) انها استدرجت الاميركان الى حرب غزة والتي لن تعود على الجمهور الاميركي الا بالسخام الاسود من جراء القتل والجوع والتشريد لشعب محاصر بين النار والنار وراح يتهاوى على طرقات الموت من الجوع والوهن
٦- يعتقد بعض المحللين الاميركان ان ميناء بايدن (الانساني) هو لتبييض صورة بايدن والخشية من خسارة جمهور الديمقراطيين وخصوصاً السود والمسلمين والعرب في المنازلة القادمة(وغير المضمونة) مع ترامب العائد والمتوعد (بكنس)المحتالين من دائرة الحكم وساحة القرار
٧- بعض المحللين الامنيين يرى ان الميناء سيكون محطة تشجع الفلسطينين على الهجرة الى دول العالم والضياع في الشتات وافراغ غزة من شعبها والذي بلغت قلوب ساكنيه الحناجر من الموت والموت بالمفرد والجملة وضاقت عليه الارض بما(قصفت )وليس بما (رحبت) لانها رحبة بالامن والرغيف الكريم
٨- ويرى أخرون ان الميناء البحري سيخرج معبر رفح من الخدمة وسيقطع اي تواصل بري مع غزة وكذلك منع اي سيطرة فلسطينية على المعابر خصوصاً ان(اسرائيل)تعتبر معبر رفح هو بوابة دخول الاسلحة والمعدات الى القطاع مع وجود جار(شعبي مصري)يتعاطف مع أهل غزة من فوق الارض ومن تحتها
٩- يرى مسؤول أمني عراقي ان الميناء سيكون بمثابة قاعدة تجسسية ملاصقة لغزة وكذلك موضع قدم للجيش الاميركي (مجانية)يمكن ان يؤسس ويطور عليها أعمال عسكرية اخرى
١٠- بعض تجار الحروب ومابعدها يرون احتمالية تحويل الميناء في المستقبل الى منشأة تجارية للربح والترفيه والمقامرة والتبادل التجاري (الحر) بما يساهم في إشغال الكثير من الشباب والعاطلين في شوارع غزة قبل ان تخطفهم الفصائل المسلحة اليها
١١- وهناك من يرى ان كل ما يجري لن يغير طريق قطار الموت المعبأ بالكراهية والقسوة وهو يمر بطرقات غزة على أضلاع أطفالها اليابسة من كل شي الا من العزيمة على البقاء هناك ولو بكلفة الحياة
١٢- غزة ليست قطعة أرض أو حفنة شعب أو بحر مالح لايروي صائميه الذين صاموا من قبل رجب وشعبان على قطرة ماء وشقة تمر من نخلة مريم التي لم تنقطع من هباتها هي قصة طهر لعذراء اعتكفت رجاء الخير للانسان وحملت ب(منقذ) يكلم الناس في المهد وصبياً يبرئ الاعمى ويحيِّ الموتى من ضحايا الفقر والظلم قبل ان يحتشدوا على شنقه بحبل الانانية الطويل
النائب عباس الجبوري عضو لجنة العلاقات الخارجية