علي السنافي
نشأت السياسة كوسيلة لتنظيم العلاقات بين الأفراد والمجتمعات بهدف الحفاظ على النظام وتحقيق الاستقرار.
يمكن القول أن السياسة تعود جذورها إلى بدايات التجمعات البشرية، حين كانت المجتمعات صغيرة وتعتمد على التعاون للبقاء.
ظهرت الحاجة إلى اتخاذ قرارات جماعية حول الموارد وتوزيع العمل وحماية المجتمع من الأخطار الخارجية، مما دفع الناس إلى تشكيل هيكل قيادي أو نظام إدارة.
أحد أقدم أشكال السياسة ظهر في المجتمعات القبلية، حيث كان الزعيم أو الشيوخ يتولون توجيه القرارات المهمة بناءً على التقاليد والأعراف. بمرور الوقت، ومع تزايد حجم المجتمعات وتعقيدها، نشأت الحاجة لنظم أكثر تطورًا.
ففي بلاد ما بين النهرين و مصر القديمة ، ظهرت نظم حكم مركزية حيث حكمت الأسر المالكة، وفرضت القوانين، وتم تنظيم المجتمع بشكل هرمي. هذه النظم تعد من أولى التجارب السياسية المنظمة التي تعتمد على القوانين والإدارة المركزية.
في الحضارة اليونانية القديمة، تطورت السياسة بشكل كبير، حيث شهدت مدينة أثينا بداية الديمقراطية، وهي شكل من أشكال الحكم حيث كان للمواطنين الحق في التصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات. كان للفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو دور كبير في تطوير الفكر السياسي، حيث ناقشوا مبادئ العدالة والفضيلة، وأسهموا في فهم طبيعة السلطة والحكم.
السياسة استمرت في التطور مع مرور الزمن وتغير المجتمعات، حتى وصلت إلى ما نعرفه اليوم من نظم سياسية معقدة تشمل الديمقراطيات والأنظمة الملكية والدكتاتوريات وغيرها.
أصبحت السياسة تمثل نظامًا شاملاً يحدد كيفية تنظيم وإدارة الموارد والقوة في المجتمع، وكيفية التعامل مع القضايا العامة وحل النزاعات. و ختاماً تعد السياسة اليوم أداة جوهرية لتحقيق التنمية وتحسين حياة الأفراد وضمان الحقوق والحريات، وتجسيد لرغبات الشعوب وتطلعاتها.