• يتفاعل السياسيون مع الرأي المختلف استنادًا إلى مصالحهم ودرجة وعيهم وثقافتهم السياسية. فمنهم من يرى في الرأي الآخر فرصة للشحن السياسي لتحقيق مكاسب مثل زيادة النفوذ أو عدد الأتباع أو الأصوات، وغير ذلك. ومنهم من تُسْتفَزْ (الأنا) لديه فيغضب أو ينتقم.
• أما بالنسبة لرجل الدولة (أعلى مرتبة في القيادة والحكمة والزهد بالمنافع)، فإن اختلاف الآراء يمثل له مجالًا لإدارة الاختلافات وفرض الوجود كراعٍ للتنوع. يرى رجل (أو امرأة ) الدولة في الرأي الناقد فرصة لإبراز الوجه الأخلاقي للدولة وهيبتها، حيث يُعد احترام الحريات وأصحاب الرأي أحد مؤشرات نجاح الديمقراطية.
على سبيل المثال، عندما تعرض الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول لضغوط من المقربين منه لاعتقال الفيلسوف جان بول سارتر بسبب انتقاداته الحادة لسياسات الحكومة، أجاب بأن هيبة الدولة ترتبط بوجود الرأي الآخر.
• الرجل (أو المرأة) المؤدلج:الرجل المؤدلج لا يعتبر الرأي الآخر فرصة لمعرفة الحقيقة من وجهة نظر مختلفة، بل يميل بسرعة إلى الاستقطاب والتحصن في موقفه، مهاجمًا الرأي الآخر وصاحبه.
وبهذا السلوك، لا يحصل على فكرة جديدة من النقاش، ويخسر العلاقة مع صاحب الرأي المختلف في نفس الوقت .
(وتُعد خسارة الرأي المختلف من أكبر الحماقات التي تُرتكب في عمليات التواصل الاجتماعي).
• الأكاديمي:يناقش الأكاديمي الرأي الآخر استنادًا إلى الآراء المختلفة المطروحة للنقاش أو تلك التي مرت عليه. يسعى من خلال ذلك إلى اشتقاق فكرة جديدة من احتكاك الآراء وتفاعلها.
د. محمد القريشي