02 Jun
02Jun


١- مرشح التسوية ..يعرف على انه الشخص الذي يوافق (المتخاصمون )على ترشيحه عن طريق تفاهمات بينهم ورغبة في عبور حالة معينة من الانسداد او الاستقطاب وكذلك لوجود صفات خاصة به يقتنع بها الطرفان المتراشقان على ضفتي النهر او على جانبي الطريق..وربما يكون سعيد الحظ مستقلاً سياسياً او من جهة (خضراء)على شاكلة حزب الخضر الوديع أو(يتمسكن الى ان يتمكن) في حركات اختفاء وظهور (واوية) تبقي خطورتها عند مواسم الحصاد اللاهبة ..


٢- يرى البعض ان مرشح التسوية هو (قريب نسبي) لكلا الطرفين ..فحين تحسب نقاط القرب والبعد ..يجد الطرفان بعض النقاط قد توفرت لكل واحد منهما وبذلك يحصل(الرضا) باختياره بعد ان تقاسمت نقاطه بينهما وتم ضمان عدم الغلبة في صفقة التسوية ذات الربح الشحيح تحت قاعدة (شي احسن من لاشي) لان (الماكو) يورث حسرات في عالم التسوق والتشغيل


٣- هناك من يرى ان مرشح التسوية لايحل المشكلة وانما يعمل على ترحيلها الى مرحلة قادمة وبذلك يكون (مرشح التسوية) قد قام بابعاد المشكلة زمناً معيناً وسيعود الطرفان الى ألاجواء السابقة عند اول منعطف او فعل او حديث او موقف يقدم عليه مرشح التسوية وسيقاس بمقياس حساس محفوفاً بالعواطف والمصالح المتشابكة او كما يقول البغداديون (سجينة خاصرة) على طول الطريق


٤- سينشغل الطرفان بالمراقبة القريبة والبعيدة وباستخدام الكاميرات (النفسية والحرارية) في ساحات الشكوك الخاصة والعامة لينشغل الجميع بالحسابات وتدقيقها وتتراجع اجواء العمل والنشاط الايجابي لصالح التجسس والرصد والتصيد للاخطاء والتخلي السريع عنه او تركه في مهب المسيّرات الكلامية والفضائيات الطامحة بالشهرة والثراء ويبتعدوا عن مهامهم التي تغفو على رفوف ويغفو فوقها غبار النسيان


٥- هناك من يرى ان موافقة الطرفين على مرشح التسوية لم تكن لتتم الا بعد ان (سقطت كل الاسلحة) المتوفرة لدى الجانبين وبلغت الامور الى حد اليأس من الوصول الى الحلول ولذلك سوف تعود المنافسة والمشاكسة حال توفر (أسلحة جديدة) بيد طرف واحد او طرفين ولهذا يعتبر مرشح التسوية(هدنة مؤقتة) لالتقاط الانفاس او لتاجيل الحسم او للمناورة النشطة وهنا سنجد الطرف الثالث او الرابع يقوم بعملية التغذية السلبية لتوتير الاجواء واعادتها الى الدائرة الاولى التي تصيب الكثيرين بالدوار على أسوارها الخارجية


٦- عندما تكون المعادلة بين الطرفين (صفرية او عدمية) سيكون مرشح التسوية اختياراً شعورياً وعاطفياً غير محكوم بحسابات الارقام والارباح والخسائر لان الاختيار تم بين الادغال والحشائش والظنون والاوهام والرغبة في الاقصاء والتهميش وبالتالي ستتنزل (قيمة) الاختيار الى قعر البئر للاقتناع بمرشح (بلامواصفات) كيمياوية وربما لايشتعل ولكن سيساعد على الاشتعال

٧- بعض المحللين يرى ان مرشح التسوية هو(احتيال)على اصوات الناخبين ومصادرة حقهم الانتخابي وتصغيراً لشأنهم وتقزيماً للعنوان الحيوي (للنائب المشرّع) والذي سيتحول الى مجرد (كاتب )او(شاهد)او(حصالة) تجمع الارقام بعد فرز الصناديق ..وهذا يضرب في عمق العمل الديمقراطي والانتخابي وانعكاساته على المشاركة ونسبتها في المواسم القادمة بالكثير من اللامتوقع للنائمين على سطوح الاشياء


٨- هناك من يرى في رئاسة مجلس النواب نافذته الكبرى التي سيطل بها على جمهوره ..وبما تحوي من امتيازات سيعمل على تنشيط وتفعيل هذا الجمهور ..ومن هنا يكون مرشح التسوية قد حرم (مرشحي الطرفين)من اداء دور تعبوي وجماهيري يسخن للانتخابات القادمة ..فيعمل الطرفان على (التسلل الخفي) الى ساحة مرشح التسوية والتأثير او الاستفادة او التشويش من خلالها تحت براءة تقديم خدمات ومساعدة محتاجين او الانفتاح على دول (سمينة)..


٩- (صنع في الخارج )سيكون هذا اول اوصاف مرشح التسوية باعتبار ان التسويات الكبيرة تحتاج الى جهود طرف كبير و وازن بمستوى دولة بما تملكه من مقدرات وتأثير و(بذل) يمكن ان يهدّأ المتنافسين بعد مراعاة ظروفهم وعناوينهم الخاصة والعامة وبسعر الصرف الجديد ..وتلك رواية اعتادسماعها المارة في مكاتب التحويل الخارجي والصيرفات (المنزلية)..


١٠- بدل ان يكون رئيس مجلس النواب (مراقِباً) بكسر القاف ومشرعاً في عمله اليومي سيكون ( مراقَباً)بفتح القاف (تحت الرقابة المركزة) للفريقين وللاخرين كذلك ..لان الصفقة تمت في زمان ومكان لم تصل له العين المجردة وان شاهدت دخاناً اسوداً وابيضاً في جلسة التسوية وبورصة الزئبق الذي يتعب في مثل هذه الايام لكثرة الزلازل واهتزازات الارض وتقلبات طقس اقليمي لم يستسلم لكفة العدالة (المائلة )عن سنابل المتعبين ..


النائب عباس الجبوري عضو لجنة العلاقات الخارجية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن