جعفر الونان
تتحسس " النخبة السلطوية" كثيراً من دعوات مقاطعة الانتخابات بعد موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا أنصاره ومحبيه إلى مقاطعة علنية وصريحة لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
وتبقى واحدة من كبار عيوب الطبقة السياسية الحاكمة هي فقدان التواصل مع المجتمع الذي بدأ يفقد الثقة بها بعد ملل الذهاب إلى صناديق الاقتراع من دون جدوى منظورة على الأرض.
سؤالان يتوجهان إلى المجتمع هذه الأيام
-لماذا المقاطعة للانتخابات؟
-لماذا المشاركة في الانتخابات؟
المشاركون مع -حسن النية- يعتقدون أنه لاخيار لتحسين الأوضاع الحالية الا عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع، بينما يرى المقاطعون -وهم أغلبية-في كل الانتخابات الماضية أن المقاطعة وسيلة من وسائل العقوبات الرادعة للقوى السياسية الحاكمة على سوء إدارة البلد وهي تقبض حكمه على مدار عشرين عاما. من الزمن.
لم تحسن غالبية القوى السياسية فكرة "الانتخابات " فقد تحول التخادم وشراء الذمم والضمائر والمال السياسي إلى منهاج متكامل يوازي الخطاب السياسي.
في هذه الأجواء يتعكز المقاطعون للانتخابات على عصا عدم التهيئة العامة لمناخ الانتخابات، فوظيفة الانتخابات ليس فقط الوصول إلى السلطة بل يرافق ذلك تدعيم النظام السياسي وتحسين الثقة بينه وبين الجماهير!
ركيزة من ركائز المقاطعة هي الغرور المتين الذي تعيشه القوى السياسية الفاعلة و الحاكمة الآن التي تظن أنها في مأمن من المجتمع ولا تفعل شيئاً لتحقيق الاصلاح في العملية السياسية وتقبل بالانتخابات كـ"ممارسة" شكلية لغرض البقاء والهيمنة حتى لو كانت الولاية على حجارة ونصف! .