د.رزكار جرجيس عبدالله
فقد بطل العالم في الملاكمة مايك تايسون لقبه ودخل السجن وبعد أن قضى فيه ثلاث سنوات، عاد لينتزع اللقب، لكن وكيل أعماله فاجئ الجميع بأن أعد له لقائين تمهيدين مع ملاكمين دون المستوى ويسهل هزيمتهم يسمون بــ (ملاكمي علب الطماطم)، ففاز في مباراته الاولى بالضربة القاضية بعد 89 ثانية، وفاز في مباراته الثانية في الجولة الثالثة. ثارت العديد من الأسئلة لماذا فعل وكيل اعماله ذلك؟
لماذا جعله يواجه خصوم ضعفاء قبل مباراته المرتقبة أمام بطل المجلس العالمي للملاكمة؟ لماذا يضحي بسمعته وينهي استئناف مسيرته هكذا؟ كل تلك الانتقادات أصبحت هباء في ربيع عام 1996 حين واجه تايسون بطل المجلس العالمي فرانك برونو وانتصر عليه بالضربة القاضية في الجولة الثالثة فقط!
ما فعله وكيل اعمال تايسون يسمى بمبدأ "تأثير الفائز" وهو نتاج دراسة علمية نفسية تتلخص بأن: أقوى ما يصقل الانسان هو النجاح والفشل، وكلما فاز على خصوم ضعفاء ازداد احتمال فوزه في المستقبل ضد منافسين أقوى؛ لأن النّجاح يُغيِّر كيمياء الدِّماغ، ففي كل مرة تفوز، يرتفع مستوى هرموني التستوستيرون والدوبامين في جسمك، فتجعلك هاتان المادتان الكيماويتان أكثر ثقةً بنفسك، وأكثر جرأة، وأكثر تركيزاً، وأكثر ذكاءً.
نحتاج جميعاً تطبيق مبدأ "تأثير الفائز" في حياتنا وأعمالنا على اختلاف حياة كل واحد منا، يتجلى ذلك حين لا نحرق مراحلنا في هذه الحياة، ونتدرج في سلم النجاح، ونأتي كل فرصة تتاح من الباب المناسب له، ونقدم على كل مشروع رويداً رويداً.في نهاية المطاف ما نحن إلا كتلة نجاح او فشل تكونت شيئاً فشيئاً!