(التذكر المنهج ضروري لسلامة المجتمعات لأسباب عدة منها، كونه يمنح قيمة معنوية واستثنائية للضحايا ويعوضهم عن الضرر الذي لحق بكرامتهم، ولأن عملية تذكر أفعال الموتى تمثل مقاومة اجتماعية لخسارتهم المادية وتجعلهم خالدين في مجتمعاتهم كما إنها تشكل جسرا بين الماضي كمستودع للحكمة والمعرفة والحاضر كواقع معاش باحث عن الكمال. وهنا تكمن فائدة المناسبات الاجتماعية والطقوس والتماثيل وباقي التعبيرات في جعل الذاكرة ثابتة ومتاحة للجماعة وعابرة للعهود وخصوصا عندما تكون منسجمة مع بيئتها ومعبرة عن قيمها.
بعد وفاة سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي الأسبق (جورج مارشية) في 16 نوفمبر 1997 وضعت بلدية مدينة فيلجويف قلعة الشيوعيين في فرنسا، نصبا له في إحدى ساحاتها وبعد عقدين من الزمن وخسارة الشيوعيين مقاعدهم في بلدية المدينة أمام الجمهوريين، جرى التصويت على إزالة نصبه ووضع نصب العالم في طب السرطان "جورد ماثية" بدلا عنه ولكن هذا الاجراء لاقى رفضا من السكان تحت شعار "لا يمكن محو ذاكرة فرنسا السياسية بسهولة.. )