30 Mar
30Mar

كتب الدكتور محمد السهر 24 آذار 2023 على صفحته الشخصية :

كثيرة هي عثرات حكام العراق، وخطاياهم الكبرى التي أوصلت البلد إلى الأزمة الحالية؛ يمكن إجمال ما حدث منها في شهر آذار على وجه الخصوص بالآتي:-

1- إعلان الزعيم عبد الكريم قاسم الانسحاب من حلف بغداد في مثل هذا اليوم الرابع والعشرون من آذار 1959.

2- مناداة الملك غازي في آذار 1939 بضم الكويت إلى العراق بعد التظاهرات الكبيرة التي اجتاحت الكويت أواخر شباط من ذلك العام، والتي جاهرت بالعداء لأمير الكويت،وكانت الأصوات تصدح بهتاف( انقذنا يا غازي من آل صباح)، كما أنها رفعت شعارات مركزية تدعو صراحةً بالانضمام إلى الوطن الأم..

3- قيام نائب رئيس الجمهورية صدام حسين بعقد اتفاقية الجزائر مع شاه إيران في 6 آذار 1975..

إن النماذج الثلاثة من الزعماء العراقيين في الأمثلة المُشار إليها هنا قد وقعوا جميعاً في (فخ رد الفعل)، وليسَ الفعل المبني على أفكار موضوعية وتخطيط مُسبق،وتنبؤ علمي يمكن من خلاله قراءة ما سيحدث مستقبلاً  من حالات عداء وضغينة تجاه العراق تصدر عن القوى الكبرى ممثلةً ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أو من قوى إقليمية فاعلة ليس للعراق قبل بمواجهتها ممثلة بإيران وتركيا..

فيما علّق المدون  فاروق الرماحي قائلا:

ماكتبه الاستاذ محسن حسين جواد شيخ الصحفيين العراقيين  فيه اجابة على ما تفضلت به واعتبرته خطأ تاريخي للزعيم عبد الكريم قاسم .

اليوم (  ٢٤ )  آذار  هو يوم الحرية الذي نسيناه.

في مثل هذا اليوم 24 اذار عام 1959 أعلنت  حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم وبقرار جريء إنسحاب العراق من حلف بغداد فأعادت لوطننا حريته وسيادته.

حلف بغداد لمن لا يتذكر كان يضم العراق و المملكة المتحدة ( بريطانيا )  وتركيا وإيران وباكستان. وحمل الحلف اسم بغداد باعتبارها عاصة البلد الذي كان يخضع اكثر من غيره للاستعمار البريطاني منذ بدايات القرن العشرين بعد حرب دامت سنوات انتهت بالقضاء على الدولة العثمانية وانشاء دول عربيىة قيل انها مستقلة ومنها العراق الذي ظل خاضعا لبريطانيا بعد تاسيس دولة ملكية نصب فيها الامير فيصل ملكا على العراق,

اول امين عام للحلف عرااقي

ومنذ ذلك اليوم ظل العراقيون لعدة سنوات يحتفلون به  لكن الحكومات المتعاقبة ألغته اوتناسته وخضعت بشكل او اخر لدول كبرى وحلت الولايات المتحدة الامريكية محل المملكة المتحدة (بريطانيا) في العراق.

عين مجلس وزراء الحلف عراقيا اول أمين عام للحلف لمدة ثلاث سنوات هو عوني الخالدي  من عام 1955 الى 31 كانون الاول عام 1958

وحلف بغداد هو أحد الأحلاف التي شهدتها حقبة الحرب الباردة، أسس عام 1955 للوقوف بوجه المد السوفياتي في الشرق الأوسط، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة فكرة إنشاء هذا الحلف رغم انها لم تكن طرفا فيه لكنها وعدت بتقديم العون الاقتصادي والعسكري للأعضاء، وقد وكلت الولايات المتحدة بريطانيا لتنفيذ الفكرة وهكذا كان العراق  من المؤسسين لهذا الحلف

لماذا تاخر انسحابنا من الحلف؟

ولم يكن سهلا التخلص من حلف بغداد بعد تاسيس النظام الجمهوري في ثور 14 تموز 1958 اي قبل اتخاذ قرار الاتحساب من حلف بغداد بنحو 6 اشهر

بعد ثورة 14 تموز كما اذكر سئل الزعيم عبد الكريم قاسم عن موقف العراق من الحلف قال:"إن دول الحلف لم تعترف بعد بالثورة، ولذلك فإن موقف العراق سوف يتحدد على ضوء مواقف دول الحلف"، ويستشف من هذا التصريح أن جزءاً من سياسة التهدئة التي يحاول قادة الثورة إتباعها خشية من التدخل الخارجي أو الأجنبي ضد الثورة وهي في مهدها. أما بعد ذلك فقد اتخذ العراق تجميد عضويته في الحلف منذ اليوم الاول للثورة حتى  24 آذار 1959، حيث اعلن انسحابه منه رسمياً ونهائيا

تطويق الثورة المصرية

وفشل الهدف الأساس من وراء تأسيس هذا الحلف في وقف نفوذ الاتحاد السوفيتي الذي وطد ووسع علاقاته في الشرق الأوسط خلال تلك الفترة مع مصر والعراق وسوريا واليمن الجنوبي والصومال.

وكان الحلف يسعى الى تطويق الثورة المصرية برئاسة جمال عبد الناصر لكن المباحثات التي جرت في  سرسنك عام 1954 بين نوري السعيد ومبعوث الحكومة المصرية فشلت كما فشلت مباحثات اخرى في اواخر العام نفسه اجراها نوري السعيد في زيارته القاهرة ولقائه بالرئيس عبد الناصر.

وكما يقول المؤرخون فان حلف بغداد أحد أقل الأحلاف نجاحاً في فترة الحرب الباردة، اذ انسحب العراق من الحلف بعد ثورة 14 تموز 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم

حلف السنتو بدل حلف بغداد

وكان لنوري السعيد احد ابرز حكام العراق في العهد الملكي دور كبير في إنشاء هذا الحلف وبعد ان اعلن الزعيم عبد الكريم قاسم  في مثل هذا اليوم 24 اذار عام 1959 الانسحاب من حلف بغداد عدل اسم حلف بغداد Baghdad Pact)) وتبنى اسم CENTO (اختصار Central Treaty Organization). كما نأى الحلف بنفسه عن الصراع العربي الإسرائيلي في فترة الستينات وامتنع عن تقديم العون لباكستان في نزاعها مع الهند. وبعد غزو تركيا لقبرص عام 1974 أوقفت أمريكا مساعداتها العسكرية لتركيا.

لكن الحلف باسمه الجديد  تم حله في عام 1979 مع سقوط نظام شاه ايران في ذلك العام.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن