22 Oct
22Oct


   

النائب عباس الجبوري

١- عيد شم النسيم هو عيد مصري قديم من قبل الميلاد وهويمثل بداية فصل الربيع الذي يعتبرونه فصل بداية الحياة للازهار والاشجار 

يحرص المصريون على الذهاب الى الحقول والبساتين لشم عطرها الربيعي الفواح 

لقد أراد السيسي ان يغير موسم عيد شم النسيم الى فصل الخريف بدعوة رسمية فحضر بعض الضيوف ولم يخرج المصريون الى الحقول لإنشغالهم بالتظاهر في شوارع القاهرة حباً لغزة ونسيمها ولو جاء بعد (الربيع)


٢-موسم (شم الدم)في الحج الغربي المتعجل على الميقات الى(القدس) على ظهر بارجات وطائرات في زفة بايدن (الخفيفة) لعجوز اعتاد ان يصافح الهواء الا في هذه السفرة فقد استجمع الاحتياطي من قواه النفسية والجسدية ليبدو بمظهر (واهب القوة) بفائض قوة يتعدى الاشارات المرورية  

المظهر الذي انتظره نتن ياهو لتصديره صورة وموقفاً لجمهور غارق بالخوف وهو يقلب جوازات سفر أفراد اسره المتعددة 


٣-احد مراسلي صحيفة نيو يورك تايمز أوجز المشهد لطوفان الاقصى في جملة من تقريره تحمل شفرة عالية السرية والحذر حين قال(لأول مرة أشعر بالقلق على اسرائيل) فتلاقفته مكاتب المخابرات ليلتها باهتمام عال ولتسوقه (قلقاً وجودياً) في الموجز الاخباري الذي قدم الى بايدن بعد الافطار 


٤-(نسيم الدم)المنتشر

من القصف الهمجي المدمر على غزة أصرَّ نتن ياهو ان يشمه ويستنشقه بايدن العجوز من قرب  ولو  ب (رئة واحدة) تم تنشيطها في المركز الطبي للCIA  ليستقبل هذا النوع من النسيم المشبع بأنفاس وذرات الخدج والرضع المتطايرة من المستشفيات 


٥-(نسيم الكرامة)الذي شمه الجواهري من كربلاء في زيارته الاولى لقبر الحسين الشهيد ع 

فأرسله للاجيال نشيداً للصلابة برقةٍ جواهرية غير معتادة 

(شممتُ ثراكَ فهب َالنسيم

 نسيم ُ الكرامةِ من بلقعِ)

 

فكانت أنوفاً أبية بما شمت من نسيم الكرامة للشهداء و الضحايا ولو في مستنقع الموت الدامي  ( ولأنها أبية )


٦-كان هناك خيطاً اعلامياً مجهول المالك يجهد نفسه ويتعب ادواته لصناعة بضاعة او خبراً أو سداً يعرقل هذا الطوفان حينما قدم مشهد الصراع في فلسطين على انه جولة صراع (شيعية )مع الكيان الصهيوني ليمنع التفاعل والعون والنصرة 

وليحصر الصراع في زاوية حادة تختنق بها البطولة والعزائم وراح يؤشر على نوع المسيرات او الصواريخ او المدن والمواطن ليحدد خريطة مذهبية لأنصار فلسطين 


٧-التثقيف السياسي الطالع من جبل عامل وفقه الجهاد الذي يدرس في النجف الاشرف لم يؤشر يوماً ان الشيعة (طائفة فدائية)ذات ماركة محدودة باختصاص وحيز  حصري  وانما كانت (فدائية الشيعة)برسم الاسلام العام من يوم مبيته على فراش النبي (ص) ثم وقفته(الفدائية)في كربلاء  ضد الاستبداد والطغيان الاموي حتى (السجن الانفرادي) المسموم والقاتل في الزمن العباسي الغارق في التمرد والقسوة رغم وفرة السحاب الذي ينثر الخير والدفء والشعر على قصور الخلفاء السكارى بخمر السلطة والملك العقيم 


٨-مؤتمر القاهرة (للسلام) مع من ؟ تسائل الكثير من المراقبين بتجرد   ومن هي أطراف (السلام)المنشود ؟ومن سيوقف النار  عن حرق ماتبقى من وطن وذكريات وامهات بلا اطفال ؟

لقد قيل في المؤتمر قبل ان يعقد الكثير ولم يتوقع منه حتى القليل             عن وهو في زمن انعقاده كان القتل يفتك بلاحدود ولا شروط وكانت أصوات الانفجارات تسمع خارج قاعة المؤتمر لشدتها وصداها المرعب و المميت 


٩-(حين تكلم العراق) أحرج جميع من في القاعة من شارات عسكرية وخناجر عربية وعمائم حريرية مطرزة بزهو ولمعان 

كان العراق (بصوته) يزيح جبال الجبن والوهن من قلوب الحاضرين وكانت كلماته(بلدوزرا )يفتح الطرق الى غزة 

أما شعوبنا فكانت تتوزعها مشاعر الفرح والتباهي والحماس والحسد والترقب 

وحدها جماهير غزة تذوقت (البرحي) العراقي  بشهية مفتوحة على سماوات مفتوحة لعروج أدعية الصالحين والفقراء 


١٠-(كلمة العراق) كانت تعبيراً عن انسجامٍ تامٍ للداخل العراقي وهو يردد مقصورة الجواهري يوم فاض دجلة 

(تريكَ العراقيَّ في الحالتين

 (سخيّاً) في شحه ِوالندى

 

(كان سخاءً وكان دعاء

وكان رجاءً وكان هواء)


وصدقت تلك الساهرة في خيمة العرب قديماً حين قالت و عينها في السماء(حين يشتد الظلام تسطع النجوم)

 وهي الى الان لم تتحدث عن القمر !


النائب عباس الجبوري

عضو لجنة العلاقات الخارجية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن