١-مهرجان كان السينمائي العالمي افتتح قبل يومين من(١٥-٢٥ مايو) ليقدم للانسان أفضل انتاج سينمائي عالمي في مدينة كان الفرنسية الساهرة على شواطئ البحر الابيض المتوسط والغارقة بالنجوم والاضواء والازياء العابرة للخيال والغرور والفرح
٢-مهرجان كان السينمائي يقام كل عام منذ تأسيسه عام ١٩٤٦ حيث يلتقي فيه نجوم السينما وتقدم فيه جوائز كثيرة للاعمال الفائزة وأكبر جائزة تقدم هي (السعفة الذهبية) وهي سعفة ذهبية مرصعة ب١٦٧ حبة من الماس لتزداد بريقاً الى بريقها الذي يخطف الابصار والسعفة تم اختيارها هنا لكثرة النخيل على الواجهة البحرية للمدينة
وتعتبر (السعفة الذهبية) حلم العمر لصنّاع السينما من مخرجين وممثلين ليحملوا السعفة(بنت النخلة)العظيمة في لحظة فوز مبهر للعيون والقلوب
٣- (مهرجان خالٍ من الجدل) هو رغبة ادارة المهرجان في ان تقدم للعالم مهرجاناً(للسينما) بعيداً عن (المختلف) والمتشابك في عوالم السياسة والنفوذ والتمدد وحرصت ادارة المهرجان ان تكون لجنة الاختيار (بلا ايديولوجيا) لفرز الاعمال وفحص محتواها واهدافها
وهكذا يتمدد الاختلاف الى السينما والفن ليؤكد ان الكون والانسان والحياة متداخلة في بعضها بخيوط مرئية محسوسة ولحظات جمال ساحرة لاتري بالعيون المجردة
٤- (التنوع) شعار المهرجان لهذا العام والتنوع يمتد على مساحات متعددة من الكون والفنون والالوان وهو إقرار للجميع بالحق في العيش والعمل والابداع والانتماء والحرية والتملك والعطاء وان الاصل في هذه الحياة هو(التنوع) وهو أصالة الاشياء وليس من نوافلها
٥-فلسطين وغزة حضرت هناك قبل افتتاح المهرجان حيث تم منع اي مظاهرة (انسانية)تشير الى مذابح غزة وأطفالها ونسائها وتم وضع (١٥) جدار أمني يحول دون ذلك ودون الوصول الى حافات المهرجان كذلك منع حمل اي اشارة او علم او (دبابيس) ترمز الى غزة ومأساتها وتم تكليف فريق أمني كبير لمراقبة ومنع حمل وارتداء زي او كوفية فلسطينية
٦-في العام الماضي سمح للرئيس الاوكراني بالظهور عبر الفيديو يوم الافتتاح بخطاب ناري وعد الجميع بالانتصار وسط تصفيق حاد من جمهور المهرجان وحين سئلت ادارة المهرجان عن سبب المنع لهذا العام كانت الاجابة هي(الرغبة في مهرجان غير جدلي) وهنا تذكرنا مفردات (مرشح غير جدلي) و (شخصية غير جدلية) وعلق احد الحضور قائلاً (يبدو ان الحرب على غزة جدلية) والعالم يريدها (غير جدلية ليسمح لها بالعرض )
٧- ًنورة ' هو فيلم سعودي (خالص) من كاتبه الى مخرجه الى أبطاله عبر محطات الفحص والتمحيص في انجاز غير مسبوق من قبل ووصل الى صالات مهرجان كان ليشاهده المشاهد الدولي كأول فيلم روائي طويل للسينما السعودية
٨-فيلم نورة يقدمه مخرجه كرواية لمرحلة التسعينات يوم كان( الفن بجميع اشكاله والوانه غير مقبول) ولهذا حرص المخرج ان يسجل عدة أهداف ويصطاد عشرة عصافير بحجارة واحدة في مفردات اصبحت تتداول بسلاسة في المناخ السعودي الجديد وهي مفردات(الامل والحرية وحق التعليم والسياقة ورفض (خشونة الرمل ) والرجال
٩-الذكاء الاصطناعي حضر المهرجان من بداية المكان عبر البوابات التي يديرها بكفاءة الى افلام ومقاطع اعلان ودعايات جعلت احد الحاضرين يقول (اتوقع لا اختراع بعد الذكاء الاصطناعي وربما سيستغنى عنا في السنين القادمة ) وتندر ممثل آخر (سننام على الارصفة اذا استمر الذكاء الاصطناعي في زحفه المخيف)
١٠-السؤال (السر) هو بعد ان اختلف العالم في الحرب والسياسة والاقتصاد والسيطرة والنفوذ والفن والرياضة فعلى أي هدف سيتفق وتكون له وحدة قرار خصوصاً بعد ان اصبحت (الدماء وجهة نظر) وليس محرمة انسانية
ربما هناك رأي آخر ولكن منعه (الذكاء الاصطناعي) من الظهور لانه من جنس آخر
النائب عباس حسين الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية