19 Feb
19Feb



   

١-المدينة ميونيخ وهي أهم مركز صناعي وسياحي في ألمانيا وستجدها أغلى المدن في أسعارها في أسواقها المكتظة بكل ماتهوى السواح وما تشتاق 

تسترخي ميونيخ على ضفاف نهر (إيسار) قريبة من حدودها مع النمسا في امتدادات خضراء تريح العيون وتحط الرحال


٢-فندق (بير شير هوف)هو مكان المؤتمر وهو مبنى تاريخي غارق في العراقة فتح أبوابه عام ١٨٤١ويعد فندقاً من الطراز الاول 

تعرض الفندق للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية واعيد بناؤه بعد الحرب اعتزازاً وتفاخراً به  

يحتوي الفندق ٣٤٠غرفة وقاعات عديدة أهمها قاعة المرايا التي بقيت دون خدوش رغم الحروب وآثار السنين ربما لتظهر الملامح بصور واضحة في غمزٍ لخبايا النفوس 


٣-هذا العام تم إضافة فندق (روز وود ميونيخ)المجاور لفندق بيرشيرهوف لعقد بعض الجلسات (الخفية) وربما لزيادة عدد الضيوف الذي تجاوزال(١٠٠٠)ضيف

فتم نشر (٥٠٠٠)عنصر أمني وعسكري حول مكان المؤتمر إضافة الى مراقبة الكاميرات الدقيقة والحساسة التي تلتقط الانفاس والمشاعر لجميع المارة وهي تتنهد في ألازقة الفارهة 



٤-المسيّرات أو الطائرات بدون طيار كانت حاضرة في نقاشات وحوارات المؤتمر(ربما لأول مرة) كما قال احد المختصين 

و كذلك تم تطبيق منطقة حضر جوي للمسيرات بدائرة يبلغ نصف قطرها 5.5كيلومتر في سماء المؤتمر طيلة أيام انعقاده 


٥-اسم المؤتمر تغير عدة مرات من تاريخ اول جلسة عام ١٩٦٣ حيث كان يسمى (اللقاء الدولي لعلوم الدفاع) ثم الى(المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع) وأخيراً استقر على تسمية رشيقة (مختصرة وجامعة)باسم (مؤتمر ميونيخ للأمن) وفي الاسم ترميز لاشياء تجري خلف الابواب العازلة للصوت والعيون 


٦-إنعقاد مؤتمر عالمي بهذه السعة والمشاركة دفع البعض الى التساؤل عن (مصادر تمويله) فجاءت الاجابة مسرعة  من أ-الحكومة الالمانية

    ب-جهات قطاع خاص مثل شركة (پاير) وشركة أمازون العملاقة وكذلك شركة مايكروسوفت

وهذا يعكس النفقات والميزانية وكذلك يقترب من عالم المصالح وأصحاب رؤوس الاموال وأدوارهم في صناعة الرأي والاتجاه 



٧-عقدت حوالي (٦٠)جلسة حول سياسات الامن والطاقة والذكاء الاصطناعي والتغير المناخي  والامن الغذائي ودور اوروبا في الامن العالمي وحضرت اوكرانيا وغزة على طاولات الحوار والنقاش بعيداً عن أصوات المدافع والصواريخ والآلآم والدموع

وأختفت عن الاضواء جلسات عديدة ثنائية وثلاثية ومحورية لاصحاب القرار  بهمس يقترب من الاشارات 



٨-تم إستبعاد روسيا وايران عن المؤتمر وتم تبرير الموضوع الروسي بحرب اوكرانيا والموضوع الايراني بعدم رغبة الاميركان واكتفائهم بدعوة ايرانيين غير حكوميين وصناع رأي في تشفير حذر للمقاربة من الدور الايراني الذي يتطاير على الديار والبحار 

ويرى بعض المحللين ان الاستبعاد لبعض الدول يتعارض مع مبادئ وأهداف المؤتمر الذي  يتبنى حضور (المتحاربين) والحكومات المعادية لبعضها للاقتراب من الحلول ومن هنا كانت أهميته التاريخية على مر السنين 


٩-في احدى الصالات الخافتة الضوء إنعقد (أهم)اجتماع كما يرى البعض بين وزراء من (اميركا -المانيا -السعودية-قطر-بريطانيا-فرنسا-الاردن-ايطاليا)لبحث موضوع (غزة والتطبيع) وحاول المجتمعون احراج الموقف السعودي في وضعه مقابل (غزة) فكان للسعودية رأي آخر في التهدئة ووقف الحرب أولاً قبل كل حديث 


١٠-قلق اوروبي وعربي مشترك تخلل الجلسات الخاصة من (عودة ترامب) الى الرئاسة الاميركية والخوف من انتشار (الشعبوية السياسية) فامتلأت القاعات امنيات وعبارات الدفء والوصل القريب بالحث والمسافات 



١١-كان في المؤتمر (٥٠)رئيساً و(١٠٠)وزير وعشرات المستشارين وصناع الرأي وقادة فكر  

وحسناً فعلت الادارة الامريكية حينما أرسلت نائبة الرئيس بايدن الى ميونيخ لحيويتها ونشاطها وكذلك الخشية من ان يظهر بايدن بمظهر السخريا والتنمر وهو يصافح الهواء ورجال الشرطة ويبتعد عن مصافحة الزعماء او يحير بهم 


١٢-العراق تحرك وحاور وناقش واقترب بشبابية(ما استطاع اليه سبيلا) وقطف اعتراف الجميع بسلامة السياسة العراقية وحصافة أرائها 

في السيادة والامن والتوازن 

وحتى  كرة (مخيم الهول)

رماها السوداني في الملاعب الدولية لتسجل أهدافها حسب عائدية  اللاعبين والجمهور 

أسدل ستار المؤتمر وعاد السوداني الى بغداد وبغداد تحت المطر لها انشودة أبدعها السياب قبل ستين عاماً وهي تنتظر عازف جديد


النائب عباس الجبوري 


عضو لجنة العلاقات الخارجية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن