١- على هامش مباريات كأس آسيا في دوحة قطر كانت موجات من الجماهير قد وصلت الى سواحل البلد المضيف لتتحرك باتجاهات متنوعة في حملات تشجيع ومساندة للفرق التي يمثلونها
٢- لكل دولة فريق ينافس وتتباهى بفوزه وتصفق له وتهتف لرفع معنوياته وتحزن لخسارته وتلك طبيعة الاشياء في حياتنا اليومية والموسمية وميادينها الكثيرة
٣- كان للعراق في الدوحة فريق يلعب في ملاعب قطر العالمية في فخامتها ومواصفاتها وكان هناك فريق آخر بآلالاف من المشجعين والشعراء والفنانين والمغنين والمشاهير يتمدد من الملعب الى الشوارع ومداخل الفنادق الرحبة وانتهاءاً بمنصة الحرية في (سوق واقف)الذي يختم به الجمهور لياليه
٤- قدم الفريق (المنتخب)العراقي مباريات طارت معها القلوب والارواح وصفقت له الحشود وتعالت لها الحناجر ورقصت لها النفوس متمايلة بالشوق ومكتظة بالشوق ومسحورة بالاهداف التي هزت الشباك والخواطر فرفرت المهج في سماوات الفرح شاكرة لربها (بلدة طيبة ورب غفور)
٥- تميز كل الفريق وتميز كل الجمهور وتميز كل العراق وتميز(سوق واكف)الذي قدمه الجمهور العراقي الى العالم باحة للشعر والغناء والابداع والراحة والزفات والفخر البريء والعناد الطفولي بطعم البساطة ولذة العفوية فسهروا وسهرنا حتى غارت النجوم
٦- الشاب الممتلئ (رسول ابو القوزي) خطف كل الاضواء بصوته العذب ونكاته المبعثرة على طرقات الضحك وتحدياته التي تعبر الحدود الدولية بسرعة الصوت ولمحاته التي تدمع لها العيون من الدهشة وفخره العراقي الذي يدغدغ المشاعر بطرق متعددة ولم يتعمد الخدش رغم استرساله السريع والمتدفق بسوق المنافسة والتحدي افترش سوق واكف فرفعه السوق ببورصة دولية زاحمت الكواكب
٧- (بيت رشك )هم اخوان من شباب البصرة يملكون قلوباً ضاحكة يحاولون توزيع فرحهم على مساحة الوطن والعرب ونجحوا في مرات كثيرة وزرعوا كركرات وتغاريد وابتسامات على وجوه الجمهور الحي في قطر وعبر شاشات الهواتف الذكية التي ضحكت حد القهقهة بسوالفهم التي لاتشبه الاخرين
٨- الواوي والديك قدمه بيت رشك فلكلوراً عراقياً متفرداً بالقصة واللحن والصوت الشجي وحركات تأخذك الى هناك لتجد نفسك جالساً او واقفاً في سوق واكف او راكضاً تبحث عن الديك الذي تخلف عن وليمة ابناء العم الموعودين به
٩- كان بيت رشك يتسائلون عن الديك هل تمت سرقته او تم أكله من قبل الواوي الذي يتشهى الديكة من زمن الغابة بحيل وكمائن وخدع ينصبها للايقاع بدجاج وديكة القرية الاليفة ولم يحصل بيت رشك على جواب حاسم وموثوق عن سبب غياب الديك المتين
١٠- لقد تم التحايل على الديك واستدراجه عبر رش طريقه بالحنطة (الاسترالية) اللذيذة فسار خلف خيط الحنطة الى ان سقط في شباك الطمع فراح يستعطف الصيادين ويذكرهم بماضيه و ما (عوعى)لهم كل صباح فلم ينفعه ما توسل به وتلك عاقبة الجشع فذبح في المنفى بينما (ملاجه)مالكه القديم ينتظر عودته بشغف المحبين
١١- لقد صدقت شهادة بيت رشك ببراءة (الواوي)من دم الديك وترسخت المسؤولية بذمة حرامي (الجيران) الذي سرق بيت ابيه وهرب الى المجهول ماسحاً ملامحه في مغتسل للاجئين الفارين من جلودهم و للابقار الاسترالية (الضاحكة) قبل الاكل لترفع منسوب الشهية العاطل والذي توقف بسبب تهديدات حرامية النهار الذين يسرقون الكحل والعيون في الايام المشمسة
١٢- لقد تم تنشيط المدرب كاساس واللاعب الاساس والمحوري ايمن حسين حيث تم وضعهما على جهاز التنفس الاصطناعي في مشفى (السوداني )فخرجا يهرولان في شوارع الكرادة بفرحٍ غامر وروحٍ اندلسية موشحة ب (جادكَ الغيثُ اذا الغيثُ همىيا زمانَ الوصلِ بالاندلسِ)كان هذا هو النصف الاول لملحمة تكريم أبطال العراق في قطر ونحن ننتظر النصف الثاني (كتيبة الدعم والتشجيع ) التي قادوها بيت رشك وابو القوزي ليكتمل المشهد وهذه المرة بلا جهاز تنفس لانهم لديهم فائض اوكسجين يكفي لكل نخيل العراق و محبيه
النائب عباس الجبوري عضو لجنة العلاقات الخارجية