نعيم عبد مهلهل
يحمل الصحفي والاديب علي الغريفي رئيس تحرير جريدة المواطن على احياء مكان يعتقد انه يستحق الجهاد من اجله واعادة الحياة اليه بعد ان اهملته الطبيعة والمؤسسة الحكومية ، والغريفي يعتقد أن مكانا مثل أهوارأم الودع يمكنه ان يعيد فردوس الاخيلة السومرية الى عهودها السابقة ان يكون المكان بوابة لجنة عدن التي تخيلها اجدادنا وجغرافيتها المكانية والاسطورية تمتد من أهوار أم الودع وتذهب عميقا حتى تمتد الى كامل سلالات القصب والماء في محافظات الناصرية والبصرة وميسان.
أنا ايضا اعيش هاجس صاحبي في التمني واشعر ان الاهتمام بأم الودع وتطوير المكان وايصال الخدمات والمياه اليه من خلال نهر الفرات الذي توفرت فيه كميات جيدة من المياه نتيجة للسيول والأمطار التي هطلت على العراق في منتصف الشتاء وأول الريع ،يمكننا ان نعيد البهجة الى مكان لايحتاج سوى الى الماء ليعود جنة لجنوب تؤطره احلام الناس الطيبة من سكان أم الودع من مربي الجاموس والصيادين وزارعي محصول الشلب او الذين يمارسون الصناعات الشعبية .
أحمل أنا وصديقي الغريفي الكثير من الرؤى والاحلاموالتصورات من اجل اعادة الحياة الى أهوار أم الودع ،فالمكان يصلح ليكون في حال توفر المياه والاهتمأم،يصلح ليكون محمية طبيعية ،ومختبر جغرافي تجمتع في سمائه وغابات القصب والماء انواع كثيرة من الطيور المهاجرة التي تعودت في الازمنة الماضية ان يكون هذا المكان واحدا من اجمل مشاتيها .
ومادمت الدولة بوضع مالي جيد بسبب ارتفاع اسعار النفط والعراق بات يصدر قرابة الاربعة ملايين برميل في اليوم ،فان الموازنة تتحمل كثيرا رصد الأموال اللازمة لتطوير الأهوار وانعاشها ومنها هو أم الودع ، ذلك المكان الذي تميزه صباحات الهدوء والجمال والارث التاريخي ( السومري ) وأريث مجتمع مدينة سوق الشيوخ وريفها الجميل الذي متى بدا الاهتمام فيه سيكون وجهة مقصودة لحشود هائلة من السواح الذين سيجيئون الى أور واثرها العظيم وستكون أهوار أم الودع على مرمى بصر منهم فتناديهم مرحبة من خلال طبيعتها الجميلة وسهولة الوصول اليها في طريق معبد يبدأ من المدينة الأثرية والى مدينة سوق الشيوخ.
هذه الرؤية المتمناة تعيد صدى اكثر من نداء وبدايات حملة وطنية من أجل مكان نعتقد انه من بعض جماليات جنوب نعيش فيه ليس لنكون جنوبيين فقط ،بل عراقيون نحب هذه البلاد وكل مكان ساحر فيها .