كتب : الخبير النفطي فاضل علي عثمان
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع وانا اكتب عنه منذ عدة سنوت وبدون نتيجه ايجابية هو عدم شعور القطاع العام بان القطاع الخاص العراقي بإمكانه احلال بعض النشاطات له وخاصة في مجال النقل والخدمات وبعض المفاصل الفنيه الذي يمكن للقطاع الخاص ان يبدع فيها وبكفاءة اكثر من من القطاع العام لو تلقى الدعم الكامل من الحكومات المتعاقبه والمواطنين.
دعنا نبدأ اولآ من الغاز السائل كوقود مستعمل بكثره وخاصة في المنازل وبعض المصانع وزاد استعماله منذ عدة سنوات لما بدء انتاجه يتزايد عند معالجة الغاز الطبيعي المنتج من الحقول النفطية وبدات وزاره النفط بتصدير الفائض بدلا من استعماله كوقود لإحلاله بدلًا من البنزين والديزل. وتنبهت الوزارة لاحقا من منظور اقتصادي للبدء باستخدامه كوقود بدلا من البنزين عندما زادت كميات البنزين المستوردة من الخارج وبأسعار مرتفعة بارتفاع اسعار النفط وهذا ينطبق على الدول التي تعاني من شحة المنتجات النفطيه مثل العراق وتركيا وتحولت تركيا الى استعمال الغاز السائل في المركبات وتطورت الى استعمال الغاز المضغوط للشاحنات للاقلال من استعمال البنزين للمركبات وألغاز المضغوط للشاحنات بدلا من الديزل.ان استخدام الغاز السائل كوقود للمركبات له اهميه خاصه نظرا لمزاياه البيئية والاقتصادية المتعدده سواء للدوله او المواطن ومن اهمها تلافي الاثار الضاره للملوثات كا لرصاص السام المضاف للبنزين والشوائب الكبريتية الناتجة من استعمال البنزين كوقود في المركبات والاجهزة التي تستعمل البنزين كوقود ويفضل الغاز السائل لانخفاض العوادم الضاره عند إحتراقه لخلوه من المواد الملوثة وانخفاض ثاني اوكسيد الكاربون والمنتجات الكاربونيه الاخرى، ومن محاسن استعمال الغاز السائل للمركبات ان رقم الاوكتان ١١٠ بينما رقم الاوكتان للبنزين العادي لايتعدى ٨٠ والبنزين المحسن ٩٤-٩٥ولوجود الغاز السائل بكميات كبيره فيمكنه الاحلال بدلا من البنزين والمساعدة في تخفيض استيراد البنزين من الخارج الذي يكلف الدوله مبالغ باهضه ان استعمال الغاز السائل للمركبات بدء بعد قرار الامانة العامة لمجلس الوزراء المرقم ١٦٣ لسنة ٢٠١٧ ودخل حيز التنفيذ في ٣ اذار ٢٠١٩ اي بعد حوالي سنتين وجاء في هذا القرار ايقاف صرف السنويات لمركبات الاجره المسجله حديثًا الا بعد اضافة التحوير
وفي اجتماع مجلس الوزراء في ٦/٦ / ٢٠٢٣ أقر المجلس توصية المجلس الوزاري للطاقه ( ٢٣٠٣٥ط) بشأن استعمال الغاز السائل وقودا لمركبات الشحن التي تنص على تقديم وزارة الماليه الدعم المالي من خلال صرف مبالغ الدعم السنوي المقدمه من الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز وفقا لسقف الانتاج المقدره ب ٥،٢٥٠ مليار دينار سنويا عن فرق سعر الشراء عن سعر بيع المنظومة فقط لضمان استمرار عمل الشركة المذكورة وعدم التأثير على نشاطاتها الاخرى وذلك بعد إقرار قانون الموازنه الاتحادية لعام ٢٠٢٣
وهنا يكمن السوال لماذا لا يحول هذا النشاط للقطاع الخاص وخاصة وان الورش الفنية الخاصة المتناثرة في انحاء العراق وذات الخبرة والكفاءة في اصلاح المركبات بامكانها القيام بهذا النشاط.
وان تم اخذ هذا المقترح بنظر الاعتبار فبالامكان اجراء ما يلي:
١- تخويل وزارة التجارة بشراء المعدات والالات والاجهزة المطلوبة للتحوير وبيعها للقطاع الخاص فقط للورش المتخصصة بالتحوير بسعر الكلفة وبدون الاخذ بنظر الاعتبار الدعم الحكومي
٢- قيام الشركة العامه لتعبئة وخدمات الغاز عرض بيع الورش التابعة لها للبيع لورش التحوير فقط آو تخصيص هذه الورش لتحوير المركبات الحكومية وتحوير المعدات والاليات والمضخات وغيرها من الاجهزة التي تستعمل البنزين والديزل في المؤسسات الحكومية ورفع الدعم عن الكلف المبينة في قرار مجلس الوزراء ومطالبة الجهات الحكومية بالكلف الحقيقة للاعمال المنفذة للمؤسسات الحكومية.
٣- قيام الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز بتدريب العاملين في الورش الخاصة واعطاءهم شهادات الكفاءة التي تخولهم بالقيام بالتحوير
٤- قيام الدائرة الاقتصادية في وزارة النفط بدراسة كلف التحوير والمعدات اللازمه ومقارنة بالسعر التي فرضته الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز ومقارنة الاسعار في الورش الخاصة التركية
٥- قيام المحافظات العراقية بوضع احصاءات سنويه بعدد المركبات المحوره وكميات الغاز السائل المستعملة
٦- تشجيع المواطنين الذين لديهم مركبات خاصةً باستعمال الغاز السائل بدلا من البنزين
٧- فرض تحوير المركبات المملوكة للقطاع العام لاستعمال الغاز السائل وتزويد مجلس الوزراء باحصائية سنوية
٨- ادخال الغاز السائل كوقود في الورش والمصانع التي تستعمل البنزين والديزل .
٩- قيام الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز بتدريب ضباط المرور على فحص المعدات المحورة عند الفحص السنوي للمركبات
١٠-اعادة دراسة تخفيض سعر لتر الغاز السائل من ٣٠٠ دينار الى السعر السابق ٢٠٠ دينار بينما سعر لتر البنزين العادي ٤٥٠ دينار للتر و٦٥٠ دينار للبنزين المحسن
١١- ان اخر احصائية ان هناك فقط ١٧ الف مركبه حورت لاستخدام الغاز السائل بينما يبلغ عددٍ المركبات في العراق يبلغ ٧ملايين مركبه
١٢- ضرورة قيام الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز بدراسة استعمال الغاز المضغوط بدلا من الديزل للشاحنات ووسائط النقل الكبيرة