هاوكار قادر
كان يوم 13 آب هو يوم كركوك وأهلها، عندما صدر مرسوم جمهوري وقعه فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد بتعيين محافظ منتخب من قبل مجلس محافظة كركوك، منهياً قصتين طويلتين.
قصة تعيين محافظ منتخب لكركوك بعد نحو ثمانية أشهر من انتخابات مجلس المحافظة كانت من القصص الطويلة التي تم حلها بعد مفاوضات شاقة و مكثفة، وكما هو متوقع، كانت المحافظة الأخيرة (من المحافظات غير المنتظمة بأقليم) التي تم حل مشكلة انتخاب محافظها متأخراً، وهذا فقط بسبب طبيعة نسيج سكانها، حيث يمكن القول بأن كركوك عراق مصغر يتمثل فيه الوطن بكل تلاوينه القومية و طوائفه الثرية
أما القصة الثانية التي انتهت ولن تعود، فهي نهاية قصة محافظ بالوكالة غير منتخب، تم تعيينه رغماً عن إرادة أغلبية سكان كركوك واستمر في منصبه سبع سنوات.
وبعد هاتين المرحلتين، الآن وصلنا إلى مرحلة جديدة وفتحت صفحة بيضاء، هناك رغبة في ملئ تلك الصفحة بالنوايا الحسنة و الصافية، والأفكار الجيدة، والرؤى البناءة لخدمة اعمار المدينة
وفي هذه الصفحة الجديدة، كما قال فخامة رئيس الجمهورية لمحافظ كركوك الجديد في يوم توقيع المرسوم، من المهم العمل على ثلاث أولويات؛ العمل معاً والتنسيق مع جميع المكونات، خدمة كركوك وأهالي كركوك دون تمييز، مكافحة وباء الفساد وتعزيز الرخاء والسلام والاستقرار.
ومع انخراط المحافظ الجديد في هذه القضايا وتنفيذ خططه المستقبلية والوفاء بالوعود التي قطعها في هذا السياق، فمن المتوقع أن تدخل كركوك مرحلة إعادة الإعمار والرفاهية وتعزيز البنية التحتية، لتصبح المحافظة التي يستحقها أهلها الذين عانوا كثيراً على أيدي الشوفينية وسياسات النظام البعثي المنحل وعانوا من الصراعات والاستقطابات غير المجدية
وبما أن الرئاسة هي خيمة للجميع وكعادتها فأن بابها مفتوح أمام العراقيين بتركيباتهم المتنوعة، في هذا السياق يقول محافظ كركوك المنتخب؛ في حال حدوث أي مشاكل سياسية وسوء تفاهم بين مکونات المحافظة، سنجعل من الرئاسة مرجعية سيادية وا لجأ إلى الرئيس لجمع الجميع وتجاوز المشاكل.وجدد وعده بجعل كركوك مركزا للتعايش والعمل الجماعي لمواصلة مسيرة الرئيس الراحل مام جلال والسير على خطاه الوطنية وخاصة في ملف كركوك.