27 Aug
27Aug

حاورها – عبد العليم البناء

تعد النجمة آلاء حسين من نجمات المسرح العراقي ناهيك عن الدراما التلفزيونية والإذاعية والسينمائية وتقديم البرامج التلفزيونية، حيث قدمت وخاضت العديد من التجارب والأدوارالمتنوعة  التي أكدت حضورها اللامع، فتفوقت على الكثير من قريناتها ونظيراتها في الوسط الفني، وصقلت موهبتها مستفيدة من عوامل متعددة كتنفتها وتجلت في قوة شخصيتها وجمالياتها وأداءاتها شكلاً، ولم يأت هذا من فراغ فهي حاصلة على دبلوم فنون جميلة قسم فنون تشكيلية فرع التصميم في معهد الفنون الجميلة في بغداد، بالإضافة إلى البكالوريوس مسرح من فرع تمثيل الأولى في قسم الفنون المسرحية في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 2005 وكانت الأولى على دفعتها، لتصقل موهبتها وقدراتها وإمكاناتها بهذه الدراسة الأكاديمية التي فتحت لها آفاقاً إبداعية أوسع،  بدأت مشوارها الفني في تسعينات القرن العشرين، في عمر السادسة عشرة من خلال منتدى المسرح المعاصر، فقدمت مع فرقة مردوخ عروضاً تعبيرية: نار من السماء، وإله زو، وكانت أول بطولة مطلقة لها عام 1998 بمسرحية (العباءة) للشاعر يوسف الصائغ وإخراج حكيم جاسم والتي قدمتها في مسرح الرشيد وهي طالبة في المعهد، وحازت جائزة الدولة للإبداع عن فئة الشباب، وعملت مع أبرز مخرجي ومؤلفي وممثلي المسرح العراقي، ومن أعمالها المسرحية: العباءة، تفاحة القلب، سعيد السعداء، ذهان، اللؤلؤ المفقود، نزهة، دائرة العشق البغدادية، إنتر فيو، ضحك ولعب وجد وحب. وخاضت آلاء حسين تجربة التأليف المسرحي حيث كتبت (خمسة) نصوص، سبقتها توليفة مسرحية (نزهة) أخرجها د. أحمد حسن موسى، وقدمت مسرحية ( انترفيو ) لتعكس في نصها المسرحي المأخوذ عن الانتولوجي (عيون إينانا لكاتبات عراقيات معاصرات، تأثير العادات والتقاليد على حياة المرأة العراقية وجسدت واقعها اليومي جمعت فيه عناصر تنوعت بين الميلودراما وأسلوب المقابلة الشخصية والحوار والرقص التعبيري الحديث، وتقاسمت بطولتها مع النجم سعد محسن بإخراج الفنان أكرم عصام. وضمن الموسم المسرحي الجديد للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح لعام 2024، تعاود النجمة آلاء حسين تجربة التأليف المسرحي، وكذلك التمثيل في مسرحية (كواليس –backstage) مع المخرج أكرم عصام وتقاسم بطولة المسرحية مع النجم سعد محسن والنجمة شاهندة، وتصميم السينوغرافيا للفنان الدكتور علي محمود السوداني...وبغية الوقوف على أبعاد هذه التجربة الجديدة تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاُ وتقنيات وسينوغرافيا كانت لنا هذه الجولة من الحوار مع النجمة آلاء حسين فابتدأنها بالسؤال الآتي: 

*ما الفكرة التي ينطوي عليها العرض، وما الذي يميزه عن أعمالك السابقة في التأليف المسرحي؟  

   - الفكرة اجتماعية عن خسارتنا أواصر العلاقات العائلية الوطيدة، وكيفية تعاملاتنا أثناء الخلافات، وازدياد حالات الطلاق بأعداد مرعبة في مجتمعنا وأغلب المجتمعات الأخرى، وهي فكرة نوعاً ما خارجة عن تكرار انتقاد أداء الدولة العراقية الجديدة .. 

* وما الذي دعاك الى إعادة تجربة التأليف المسرحي، وهو العمل الثاني لك على ما أعتقد بعد (إنترفيو) ؟                            

 - في الحقيقة كتبت (خمس) مسرحيات سبقتها توليفة مسرحية (نزهة) أخرجها د. أحمد حسن موسى، إلا أن (إنترفيو) أول مسرحية ترى النور مع المخرج أكرم عصام، والآن مسرحية (كواليس). أؤمن بنجاح الكتابة بالتوازي مع خلق منظومة العرض المسرحي لخلق رؤية متكاملة ومواكبة لمتغيرات المجتمع، عبر تحديث المواضيع المراد طرحها للاقتراب من الجمهور أكثر، حيث أن أغلب المشاكل المطروحة سوف تلامس كل من يشاهد العرض الحالي.

 * وهذه هي المرة الثانية التي تتقاسمين فيها البطولة مع الفنان سعد محسن في عمل من تأليفك فهل هو خيارك أم خيار المخرج أكرم عصام؟                                                 

- منذ بدايات المشوار الفني تقاسمنا أغلب بطولاتنا معاً، روح الفريق التي خلقت في مسرحية (انترفيو) جعلت فهم طريقة اشتغال أسلوب روح الفريق، مع التوسع الحاصل - مؤخراً - بضم عناصر أخرى للفريق هي اختيارات المخرج لا شك. 

* لعلها هي المرة الأولى التي تقدم فيها الفرقة الوطنية للتمثيل عملاً من تأليفك فكيف تنظرين لهذه الخطوة؟    

- يسعدني جداً ثناء أعضاء اللجنة المحترمين.. وكلي حماسة لتلقي آراء المتخصصين والجمهور بعد العرض.. 

* هل سرقك التلفزيون درامياً وبرامجياً وبعد انقطاع طويل عن خشبة المسرح فأصبح قرارك عدم التمثيل إلا في عمل من تأليفك؟    

- نعم التلفزيون وبعض الظروف الخاصة الصعبة في السنوات الماضية، دخلت قبل الكورونا في تجربة مسرحية فريدة للمخرج رائد محسن والمؤلف الكبير فلاح شاكر، ضمت د. هيثم عبد الرزاق، و د. أحمد شرجي، و د. علي السوداني، إلا أن التجربة لم تر النور لأسباب فنية وتوقف التمارين أثناء فترة فايرس كورونا.

 * ولماذا لم تقدمي على إخراج هذا العمل (كواليس) وهو من تأليفك، لاسيما بعد تراكم تجاربك المسرحية ودراستك الأكاديمية للحصول على الماجستير في المسرح؟                                                                                         

- أنا ممثلة تخرجت من قسم التمثيل وأدرس الماجستير في التمثيل وليس في الإخراج ولا أفكر – حالياً- في إخراج عمل مسرحي، اكتفيت بصناعة قصة وأحداث ورسالة فنية وإنسانية عبر الكتابة. 

* إذاً ما الذي تراهنين عليه في هذا العرض ؟                               

- أراهن على المضمون السهل بالاقتراب من الجمهور بالتوازي مع الرؤية الأكثر حداثوية في خلق منظومة هذا العرض للمخرج أكرم عصام، خصوصاً بعد نيله الماجستير من جامعة أمستردام ، ودرس في داز ثييتر (DAS theatre)، وقام بالتدريس في أكاديمية بارتز للفنون المسرحية لسنوات في هولندا، وتقديمه لعروض مسرحية عدة هناك، في مسيرة استمرت ثماني سنوات، وكذلك إتــقاد  ذهنية د. علي السوداني في خلق بيئة العمل، ولا أنسى تكاملية هذه الحلقة بوجود أداء سعد محسن وشاهندة اللذين سيقدمان أداءً مغايراً عما قدماه مؤخراً، حيث تفرض منظومة المخرج أداءً سينمائياً داخل العرض المسرحي. 

* كلمة أخيرة.. 

- أسأل الله التوفيق .. وأتمنى أن يلامس العرض أوسع شرائح الجمهور  وإضاءة مناطق في التفكر والرجوع إلى الذات قبل استسهال الخسارات داخل أواصر العائلة..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن