16 Oct
16Oct

من بين15 مشروعاً من 8 دول عربية

كتب-عبدالعليم البناء      

  يتواصل الحراك السينمائي العراقي عبر المزيد من الانتاجات السينمائية داخل وخارج العراق حيث يعمل مبدعونا السينمائيون على إيجاد فرص إنتاجية لأفلامهم وفق صيغة الإنتاج المشترك التي باتت وسيلة الإنقاذ الإنتاجية الحقيقية لهؤلاء الطامحين والحالمين بسينما عراقية أصيلة في وقت مازالت فيه محاولات الحكومة العراقية بدعم عملية الانتاج السينمائي تتعثر ..

 وقد شاهدنا الكثير من الأفلام العراقية الطويلة والوثائقية والقصيرة قد حصلت على مختلف أنواع الدعم والتطوير قبل وأثناء عملية انتاجها من العديد من الجهات المانحة والمهرجانات السينمائية العربية والأجنبية . وفي هذا السياق أعلن ملتقى القاهرة السينمائي عن المشاريع التي تم اختيارها للمشاركة في نسخته العاشرة من أيام القاهرة لصناعة السينما، المقرر إقامتها خلال فعاليات الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي تقام من 15 إلى 24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وتتضمن القائمة 15 مشروعاً سينمائياً في مرحلتي ما بعد الإنتاج والتطوير من 8 دول عربية، وفي مقدمتها مشروعان من العراق (أناشيد آدم) لعدي رشيد،  و(البصير) لعلي الفتلاوي  حيث يشارك 5 مشاريع من مصر، و2 من تونس، و2 من العراق و2 من لبنان ومشروع واحد من السودان، فلسطين، المملكة العربية السعودية، والجزائر. 

حيث وقع الاختيار على 5 مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج كان من بينها (أناشيد آدم) فيلم روائي لعدي الرشيد ، (البصير - العبّار الأعمى)  فيلم روائي لعلي طوفان الفتلاوي. حسب المخرج عدي رشيد.. تدورأحداث الفيلم الروائي الطويل (أناشيد آدم) حول حكاية صبي يُدعى آدم، بدأ محاولته الأولى في إيقاف الزمن، من دون أن يكترث لمروره الحتمي في الآخرين حوله. 

وقد عمل رشيد على السيناريو أعواماً عدّة، والسيناريو مرّ في مراحل، قبل بلوغه الصيغة التي تم تصوّير الفيلم على أساسها والذي تم في غربي العراق، وتحديداً في ريف مدينة هيت ، حيث الفرات في صراع أزلي مع التصحّر حوله، والتصحّر هنا في ثنائية المعنيين، الجغرافي والمجازي.وقد أدى الصبي عزام أحمد من الفلوجة، دور آدم. 

ليشكل محور الحكاية. من خلال انتمائه وإيمانه بالفيلم، ثم تماهيه بالعمل في ظروف مناخية صعبة للغاية، ولساعات طويلة، فكان مكسباً حقيقيٌّ لترجمة مَشاهد الحكاية. من المعروف أن عدي رشيد مخرج وكاتب أفلام. درس في كلية الفنون التطبيقية في بغداد، وكرّس نفسه للسينما. عمل كاتباً مستقلاً لمقالات نقدية، ثم درس السينما في كلية الفنون الجميلة. 

بعد أفلامٍ قصيرة (بياض الطين)، و(مقدمة أخرى)، و(نقص التعرض) والوثائقي (كلكامش: الملحمة.. المكان)، وفيلمين روائيين طويلين (غير صالح) و( كرنتينة)، غادر إلى نيويورك، وأقام فيها.وعرضت أفلامه في مهرجانات سينمائية عربية ودولية، ونال بعضها جوائز. 

أما الفيلم الثاني فهو (البصير) للمخرج علي الفتلاوي الذي استلهم من ملحمة جلجامش بعض أحداث فيلمه الذي يطرح موضوع الأحاسيس الإنسانية وقدرتها على لمس جوانب كونية لا تطالها العين، من خلال البطل الذي ولد كفيفاً في منطقة (الأهوار) جنوبي العراق، وقصة حبّه التي ينكرها كلّ من حوله ويخالونه ممسوساً من الجن... وبينما يتتبع (البصير)أيوب في أهوار جَنُوبي العراق..

 في أحد الأيام يلتقي بامرأة غامضة ويقع في حبها، لكن لا أحد يعتقد أنها موجودة، عندما يتوقف الركاب عن الصعود إلى قاربه ويبتعد أصدقاؤه عنه، يُقدم البصير على عمل موغل باليأس. وحسب المخرج فالفيلم مستوحى من تجربة حياته الشخصية، مشيراً إلى أن "اثنتين من عماتي كانتا كفيفتين، وعشت الحروب في العراق في طفولتي خلال الثمانينات. عندما تركت العراق وانتقلت إلى زيورخ، دفعتني الحرب عام 2007 إلى الغضب الشديد.

 أردت حينها أن يكون جميع العراقيين مثل عماتي، حتى لا يطلقوا النار على بعضهم بعضاً، وهذه كانت نقطة البداية لفيلمي.   

مشروع الفتلاوي (البصير) شارك سابقًا في منصة الجونة السينمائية، ضمن 16 مشروعاً في منتدى لآتيليه للإنتاج المشترك الذي أقيم في الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي 2022. كما تشارك  في الملتقى 10 مشاريع في مرحلة التطوير وهي: حديقة الحرية فيلم روائي لحلمي نوح من مصر، حلمي أطير) فيلم وثائقي لأسماء جمال من مصر، يا بلدي فيلم وثائقي لديسيل مختيجيان من مصر، بعد نص الليل فيلم روائي لخالد منصور من مصر، أن تصبح عمر خيري وثائقي  لعلياء موسى من السودان، يوم الغضب قصص من طرابلس وثائقي لرانيا رفاعي من لبنان، عزيزي السيد تاركوفسكي روائي لفراس خوري من فلسطين، غرق روائي لمجتبى سعيد من المملكة العربية السعودية، أصداء وثائقي لسارة كشمير من الجزائر، صولو وثائقي لأمين بوخريسمن تونس.

 وقال الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: "ملتقى القاهرة السينمائي متنفس لصناع السينما المصريين والعرب لدعم وتطوير أفلامهم، وسعدت كثيرُا بالمناقشات التي دارت معهم في دورة المهرجان الماضية، وأنا سعيد بالنجاح والتأثير الذي يحققه الملتقى كل عام، وهو ما ينعكس في النهاية على صناعة السينما بدولنا العربية من خلال مشاريع قوية ومؤثرة يدعمها المهرجان.

وأضاف المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان: "سعيد بالدور المميز الذي يلعبه الملتقى، حيث شارك في النسخة التاسعة منه العام الماضي عدد كبير من الأعمال العربية المميزة والضيوف، وهو أمر نحرص على تكراره هذا العام من خلال توفير أكبر دعم نستطيع تقديمه لصناع الأفلام العرب، لنساعدهم على تقديم أفلامهم وتطويرها للمشاركة في المحافل العالمية الكبري كما حدث مع  فيلمي إن شاء الله ولد، وبنات ألفة الذي حصد 3 جوائز بمهرجان كان السينمائي الدولي.

وأضافت لينده بالخيريه مدير ملتقى القاهرة السينمائي: "تزامنًا مع الاحتفال بعقد من الريادة في دعم مشاريع السينما العربية، يثبت ملتقى القاهرة السينمائي نفسه كمنصة عالمية منذ إنشائها، ومساهمًا في نجاح العديد من الأفلام التي عُرضت في أهم المهرجانات الدولية، بالإضافة إلى تقديم مجموعة متنوعة من المواضيع المؤثرة، وتتميز اختيارات هذه الدورة بتواجد مشاريع قوية لمخرجات نساء، حققت توازنًا جندريًا بين المشاركين وهو أمر غالبًا ما يكون صعبًا في صناعة السينما، ويمثل هذا المؤشر علامة إيجابية  تدل على مواصلة المرأة العربية خطاها نحو التألق في السينما".

 يقام ملتقى القاهرة السينمائي في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، وهي منصة توفر فضاءً لإجراء النقاشات والتواصل والاجتماعات والورش والمحاضرات، وتستهدف دعم المواهب في العالم العربي وتسليط الضوء عليهم، ويشترط أن يكون مخرج المشروع المشارك عربيًا، وأن يكون الفيلم روائيًا أو وثائقيًا طويلًا في مرحلة التطوير أو ما بعد الإنتاج، وأن يكون مخرج المشروع عمل على فيلم واحد على الأقل، سواء كان طويلًا أم قصيرًا.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن