كتب : د. محمد سهر
على الرغم من أن هذه الكلمات تعود إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش؛ لكن الفكرة تعود إلى ما هو أبعد من ذلك بسنين، إن لم تكن بمدد زمنية طويلة..
...
ويرتبط مفهوم( أثر الفراشة) بالفيزياء تارةً، وبالفلسفة،ونظريات المؤامرة تارةً أخرى،ويشير المصطلح في الأساس إلى التأثيرات الكبرى التي تأتي نتيجة لأحداث صغيرة جداً لا تكاد تُذكر.
ويذهب المتطرفون لتأييد هذه النظرية إلى الحد الذي يعتقدون من خلاله أن ( رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب بحدوث فيضانات واعاصير في أمريكا أو أفريقيا)..
ويذهب يوهان غوتيلب فيشته إلى أنه( لا يمكنكَ إزالة حبة رمل واحدة من مكانها دون حدوث تغيير شيء ما عبر جميع أجزاء الكل اللامحدود المترابط فيما بينه).
وتشير فكرة جناح الفراشة إلى أن أجنحة الفراشة قد تحدث تغيرات بسيطة في الجو يمكنها في النهاية أن تغير مسار، أو تؤخر أو تسرع، وربما توقف حدوث إعصار في مكان ما من العالم، وما يقصد هنا ليس قوة جناح الفراشة الخارقة للعادة، وأنما هو تعبير عن فكرة أن النظام يتشكل من أجزاء تتأثر وتؤثر بعضها بالبعض الآخر مهما كانت هذه الأجزاء صغيرة، وضئيلة، وغير ذات أهمية..
وأخيراً لا بد من قراءة أثر الفراشة في الحب على الطريقة العراقية، إذ يفاجئنا زامل سعيد فتاح في قصيدته الغنائية التي قام طالب القرغولي بغنائها( يا خوخ يا زردالي)، يفاجئنا بالجهود التي يبذلها في منع فراشة صغيرة من الاقتراب من الحبيب الذي كان يغفو بين النخيل شجرة خوخ، يُخشى من أن تلامس وردتها جنح فراشة صغير، بل لا يكاد يُرى من بعيد..
يا خوخ لأجلك عاشرت كل الطيور وصادقت،
خايف جنح عصفور يهدل غصنك ويمك نمت،
وحتى الفراشة لو تلامس وردتك بيها صحت...