د.جبارخماط حسن
افق إبداعي حقق صداه في المد الجماهيري الذي توافد الى مسرح الرواد في قسم الفنون المسرحية ومسرح حقي الشبلي في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
انطلق المهرجان من فكرة أطلقها عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور (مضاد الاسدي )مفادها : لماذا لا نطلق مهرجاناً يتناول حالة السجن والسجناء ؟ هل السجن يقترن بزمان معلوم ؟ أم هو حالة وجودية تقترن بالاغتراب ؟ فكرة نوعية وجدت صداها الفني لدى مخرجين ثلاثة : د. حميد صابر د. حسين علي هارف د. ياسين اسماعيل خاضوا غمار الغوص في فكرة السجن والسجانين ، ليكتبوا مدونة بصرية وسمعية وحركية ، طاقتها الفاعلة المجسدة ، ممثلون أكفاء ، تناسجت إبداعاتهم في أنساق العرض المسرحي ، تعاونوا على الخير الجمالي مع طلبتهم ، لتكتمل صورة التعبير الأنيق في فضاءات العروض الثلاثة :
١- مسرحية (أسد بغداد) إخراج د. حميد صابر، تناولت سردية السجن وأفق الحرية في علاقة تفاعلية ما بين القيود والحرية لدى الإمام (موسى بن جعفر) عليه السلام.
٢- مسرحية (طائر الوجع) إخراج د. حسين علي هارف ، تناولت حالة الاغتراب لدى الشاعر السجين (مظفر النواب) وكيف تكون الكلمة مقاومة لذاك الاغتراب وقيود السجن.
٣- مسرحية (القافات) إخراج ياسين اسماعيل ،عناوين للزنازين الباردة والموحشة ، ضمت سجناء الرأي والبحث عن مستقبل فيه العدالة والمساواة والعيش بسلام من دون خوف أو رعب.
لماذا هذا الانجذاب لدى الجمهور إزاء ما كان وتحقق على خشبة المسرح ؟ هل السجنية شعور مضمر يلاحق الإنسان ، بسبب عدم اكتمال السعادة ؟ هل نحن نعيش أبوابا موصدة ، تقيد إرادة الفعل وتعطل حيوية اكتشاف اليقين الذي نسعى إليه ؟ (شذى سالم ) و(مازن احمد مصطفى) و(خالد أحمد مصطفى) و(كاظم العمران) ممثلون محترفون رسموا لوحات أدائية تفاعل معها الجمهور.
طلبة أبدعوا في الالتزام بمقاربات الاخراج ومقاصد المعالجات ، فكانوا أصواتاً إبداعية نفخر بها ، لأنها خرجت من تراكم الدرس الأكاديمي في قسم الفنون المسرحية وقسم التربية الفنية.
قالوا ماذا سيكون شعار المهرجان ؟ بعد حوارات جادة واستعادات من الفكر والأدب وما تمده مخيلة الصياغات اللغوية ، وصلنا الى الجواهري وبيته الفذ الذي يلخص رحلة الانتقال من القيد الى الحرية: " كأن القيود في معصميه مفاتيح مستقبل زاهر " تحية لكل من اجتهد وثابر وصنع لنا هذا المهرجان في ربوع كليتنا العامرة بالجمال والفكر العميق .