عبد العليم البناء
منذ انطلاق دورته الرابعة عشرة، في العاشر من الشهر الحالي ملء رحاب العاصمة بغداد، ومهرجان المسرح العربي الذي أضاء لياليها بقناديل صناع الجمال من مبدعي المسرح الذين قدموا من أنحاء الوطن العربي وأصقاع العالم، وقاطرته تمضي الى أمام من دون توقف أو تلكؤ برغم التحديات التي تبرز هنا وهناك، وبجهود حثيثة ودأب ومثابرة لا نظير لها أبداها فنانو العراق الذين استثمروا كل الإمكانيات والطاقات التي عرفوا بها، من أجل أن تكون هذه الدورة هي الأضخم والأكثر تميزاً وإستثنائية.. فارقة في كل شيء بين دورات مهرجان المسرح العربي، متميزة بعدد أيام أطول وفعاليات نوعية.. أكثر تفاعلاً مع الجمهور العريض ومن خلال البث الحي وعلى الهواء مباشرة في استثمار دقيق لوسائل الإتصال والتواصل العولمية الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
جميع المكلفين وكل من موقعه، وفي مقدمتهم الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح والمنسق العام للمهرجان، يتصدون لمهامهم بروح الفريق الواحد، في تناغم تام مع فريق الهيئة العربية للمسرح، برئاسة الأمين العام الأستاذ إسماعيل عبد الله، ويعملون دون كلل أو ملل وبهمة واقتدار وبفروسية عالية مواصلين الليل بالنهار، ومن الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً ، لتوفير كل المتطلبات والمستلزمات والوسائل الهادفة لإنجاح حراك صناع الجمال من المسرحيين المشاركين الذين جاوز عددهم الـ600، وهم يسعون الى تحقيق أحلامهم ومشاريعهم "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد".
من دون أن ننسى الإخراج الناجح والانسيابي والسلس لحفل الافتتاح، الذي تتوج بالعمل الاستعراضي الكبير الـ... باذخ بالجمال (ملحمة الحب والسلام) والذي يعد أضخم عمل من نوعه في تاريخ المهرجانات المسرحية.. عراقياً وعربياً. فلنرفع قبعاتنا للجنود المجهولين الذين إمتشقوا عطاءاتهم وإبداعاتهم على خشبات العروض وفي كواليسها وفي قاعات المؤتمرات الفكرية، والصحفية، ومعارض الكتب، والاستوديو التحليلي، والإصدارات المتنوعة، والنشرة اليومية، بما فيهم لجان النقل، والإقامة، والإطعام، والصحة، والإستقبال، والتشريفات، وكل العاملين في كل زاوية من زوايا المهرجان، الذي بات موئل وملاذ كل مبدعي المسرح العربي أينما كانوا، والذي ستتردد أصداؤوه طويلاً..