أبرار ستار الجبوري
صناعة السينما والدراما بشكل عام، من أهم عناصرها عنصر التشويق. في كل عمل تلفزيوني أو فيلم سينمائي، يُعد المخطط البداية والوسط والنهاية. للأسف، يُظهر الكثير من الكتاب اهتمامًا قليلًا بالقواعد والمحاور الأساسية التي تساهم في إنجاز عمل متكامل يثير اهتمام المشاهد أو المتلقي. وفي بعض الأعمال العراقية التي تم إنتاجها في هذا الموسم الرمضاني، كان هناك غياب لعنصر التشويق. فبعض الأعمال كانت أحداثها معروفة ومكشوفة للمشاهد، ولم تثر أي تساؤلات حول ما سيحدث في الحلقات القادمة. ينبغي أن يكون المشاهد مترقبًا وأن يثير الجدل حول ما سيحدث في المشهد.
التشويق عنصر مهم في السينما والتلفزيون، ويعتمد على خلق الإثارة والتوتر لدى الجمهور، وجعله يشعر بالحماس والترقب لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
يجب على مخرج العمل أن يوظف التشويق في العمل الفني عبر عدة محاور عملية، وهذا يتطلب رؤية وتفسير النص الإبداعي من قبل المخرج.
1-تُوضع الموسيقى التصويرية قبل حدوث الحدث بمشهدين على الأقل، وتكون تدريجية. على سبيل المثال، يُوضع الموسيقى تدريجيًا في مشهد اعتيادي في كوفي شوب وحتى تظهر في المشهد الذي سيكون فيه الحدث.
2-حركة الكاميرا عنصر مهم في عملية خلق التشويق، ويجب على المخرج ومدير التصوير عدم التركيز فقط على الممثل أو الحدث، بل يجب استخدام لقطات الكلوز وحركات الكاميرا التي تظهر للمشاهد أن هناك حدثًا معينًا سيحدث.هذا يساعد على بناء التوتر والإثارة، ويجعل المشاهد يتوقع ويترقب الأحداث القادمة، مما يزيد من تفاعله مع العمل الفني.
3-يجب على المخرج التعامل مع الممثل وإعطاء الإرشادات اللازمة التي لا تكشف الحدث وتحافظ على عنصر المفاجأة، وذلك من خلال النظرات الحادة إلى الكاميرا أو إلى المكان الذي سيحدث فيه الحدث.
4-ينبغي تجنب استخدام المؤثرات الصوتية قبل حدوث الحدث، ويجب أن يكون للمؤثرات دور خلال فعل الحدث فقط.
هذه بعض الخطوات العملية التي يجب على كل صانع عمل تنفيذها بشكل جيد لتحقيق التشويق في العمل الدرامي. كون السينما توظف من خلال عناصر اللغة السينمائية كخط رئيسي ومحور عام للأعمال التلفزيونية والسينمائية.