(الجنة والنار ) يعيد للناصرية سيرتها الاولى
علي الغريفي
الناصرية (أثينا) الشرق وترانيمه القديمة ، واذا ماكان للنقوش والمنحوتات طقوساً فللتمثيل والمسرح مثلها . لقد حاكى السومريون أصوات الطبيعة والحيوانات بحناجرهم وضربوا بأيديهم أرجلهم لإشباع إحساسهم الإيقاعي حتى طوروا آلات موسيقية .
دونوا سير ملوكهم وأعمالهم العمرانية وحوادث التاريخ فحوت حضارة رقمهم الطينية سياسة التربية والتعليم والفن .
واستمرت الناصرية برغم قسوة الزمن بالدفاع عن حياتها وبمقايضة الحزن الأسود بترانيم مائية. خرج من أبنائها عمالقة كبار في مجالات الحياة المختلفة كان هدف كل منهم تلوين الحياة بالبهجة والأمل والاصرار على الجمال والواقعية دون زيف أو قناع .
بالأمس انتهى الحزء الأول من مسلسل ذي قار ترحب بكم (الجنة والنار) ، والذي دارت أحداثه على أرض سومر حيث بداية الصراع بين الخير والشر بين الواقع ونقيضه بين التلقائية والتكلف بين البساطة والتعقيد .. إلخ .
وجوه جديدة وأسماء شابة وإمكانيات لوجستية محدودة ، لكنها قدمت عملاً آثار جدلاً ونقاشاً واسعاً منذ الحلقة الأولى وحتى نهاية الجزء الأول جزء (الشر الأسود ) كما أشار الممثل القدير سنان العزاوي وهو يحيل المتابعين للجزء الثاني (الشر الأحمر ) .
(الجنة والنار) أعاد للناصرية سيرتها الإبداعية الأولى لتكون الخطوة الجريئة في مسار التصحيح والعودة للأصالة والإبداع ومقاييس الجمال العراقية .
لست مع من يتخذ من المسلسل معولاً للانتقاص من أعمال عراقية أخرى ولست متفقاً مع من يقلل من قيمة ممثلين أو لهجات ممثلين أدوا أدواراً جنوبية بلهجة مختلفة فلكل مجتهد نصيب .
(الجنة والنار) مسلسل عراقي يمكن تكراره في أماكن أخرى ومحافظات أخرى في عموم جغرافية الوطن ولست مع احتكار المكان . أبارك لكل العاملين هذا النجاح لشبابنا وأصدقائنا ولمشاهدينا هذه المتعة الفنية وللناصرية هذه العودة .