19 Sep
19Sep

كتب – عبد العليم البناء

يعد الفنان الدكتور ثامر الناصري من أبرز فناني التشكيل في العراق والوطن العربي وله العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والابداعية التشكيلية المميزة والمهمة داخل وخارج العراق، وعمل على صقل مواهبه بالدراسة الأكاديمية متتلمذاً على  أيادي كبار  أساتذة الفنون التشكيلية في العراق، حيث سبق له أن حصل على بكالوريوس وماجستير فنون تشكيلٌيةٌ من كليةٌ الفنون الجميلٌة في جامعة بغداد، ودكتوراه فنون تشكيلية من الجامعة العربية لشمالي أميركا، وعمل مدرب فنون ومدرس فنون في فرع الخزف في كلية الفنون الجميلٌة، وهو عضو جمعية التتشكيلٌيين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين، وجمعيةٌ الخطاطين العراقيين، وجمعية الفنون البصريةٌ المعاصرة، ورابطة الفنانين التشكيلٌيين الأردنيين، وله العديد من البحوث العلمية والمعارض المشتركة، ومتخصص بالنصب الكبيرة ومنفذ للأعمال النحتية من مواد البرونز والفايبركلاس، والأمين العام لجائزة أوروك الدولية. وسبق له أن انجز عدداً من التماثيل والنصب في أكثر من مدينة أجنبية لاسيما النصب الذي أنجزه ، في مدينة باياماري برومانيا عام 2000 وقد أنجزه من مادة الخشب قرب متحف المدينة، وفي أودني بفينيسيا الإيطالية عام 2004وحمل اسم (الألق) ومن مادة الرخام وهو من أعز أعماله النحتية، وفي مدينة دالاس عام 2008وحمل أسم (الورد) المعمول من مادة الرخام ويقع قرب بارك المدينة، وغيرها  الكثير.. الفنان ثامر الناصري إنتهى – مؤخراً - من عمله النحتي الجديد (سيمفونية الألق) الذي من ألمؤمل نصبه في (قرية دجلة السياحية) في العاصمة بغداد..

 وفي لقاء معه تحدث لنا عن هذا النصب الذي يتوافر على جوانب إبداعية جمالية وفكرية متنوعة عرف كيف يوظفها في هذا النصب الذي سيضفي لمسات جمالية ذات أبعاد فلسفية وجمالية باهرة على  مناخات وأجواء القرية الخلابة، حدثنا عن هذا النصب قائلا:    

                                                                                                                  "يتوفر النصب النحتي على حركية تبدأ في القاعدة صعوداً الى القمة وهي تجدد الملامح الأساسية للشكل الإنساني، عن طريق التأثير للمرجعيات الثقافية للإنسان دون تفعيل شكل محدد أو أيقونة معروفة سواء جغرافية أم إثنية أي القومية، لكن الشكل يحقق برغم ذلك هوية عراقية في صياغتها الأسلوبية. إنه يتضمن هيئات خاصة بالبنية الرافدينية وتكويناتها، لذا فإن وجوده سوف يعطي الفضاء العام والمكان هوية خاصة وحضوراً جمالياً..

" وأضاف الناصري : "عندما تكون الرؤيا المستقبلية واعية نختار الأفضل وتنحسر فرص الفوضى وصولاً إلى تلاشيها، ويتفاءل التاريخ حين يعيد أمجاده، فنحن في حضرة العراق الذي ما كان يوماً إلا أنموذجاً حضارياً ومناراً للثقافة والعلوم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والتطور الاحتماعي الرفيع، وما كان يوما إلا أنموذجاً زاخراً بقيمة الابتكار، فقد تعلم من تاريخ شعبنا وحضارته  كل شعوب العالم بأجمعها منذ القدم،التوثيق الفني الصوري وحققوا  المنجزات الإبداعية  المتفردة وعلموا البشرية أيضاً الكتابة، وبدأنا نشاهد الألواح الطينية والجداريات الكبيرة والمتوسطة النادرة على مر التاريخ ..

" وأوضح الناصري: "يؤسس هذا العمل النحتي خطاباً إبداعياً رفيعاً سامياً وجمالاً بصرياً، لأجل الإنسانية والتفرد الإبداعي والثقافي والعلمي والفني والرياضي، وتحقيق ثقافة مجتمعية رفيعة المستوى، نلاحظ بشكل خاص حالة إنسانية متفردة، وهي الشهادة، والتي هي أعلى قيم التضحية والسمو، نجد شموخ الشخصية الإنسانية المتمثلة بالشهادة، الرأس مرفوع الى السماء متوسماً الشهادة والبطولة بشموخ لتضحيات شعبنا بكل أطيافة وبكل أجناسه، والأيادي تمثلت بالأجنحة السومرية الرافدينية دلالة الملائكة المرتفعة للسماء، وهنا اخترق العلم بكل طياته من الأسفل إلى الأعلى ليتمثل مرة بانسيابية دخوله داخل روح الشهيد والأخرى هي الإيقاع الحركي للإنسان ليكون مكملاً لجسده بتناغم جميل، يلوّح بإرتفاع الروح إلى السماء بإيقاع سيمفوني رفيع وكأنه يعزف نشيد موطني موطني .

." وختم الناصري " النصب لوحده يبلغ طوله ثلاثة أمتار ونصف المتر ومع القاعدة التي يبلغ ارتفاعها تقريباً سبعون سنتيمتراً يصبح طوله كاملاً حوالي أكثر من أربعة أمتار، وهو من مادة الفايبر كلاس المسلح  ويستخدم (إن دور) و(آوت دور) وكفاءته عالية، ومقاوم لكل الظروف المناخية بما فيها المناخ العراقي، ولم أعمله من البرونز الذي ييخص النصب ذات الارتفاع الارتفاع الذي يتجاوز العشرة أمتار ليقاوم الفضاء الخارجي..

" هذا الصرح العظيم يحمل دلالة حسية .. جمالية .. إبداعية .. فيه إنسيابية غريبة متفردة تكمن في عالم الفنان الناصري، حيث تمتاز أعماله باللون الأبيض بدلالة نقاء الروح التي ينتجها تشكيلياً، وأيضاً لتكون فيها رؤى حسية إبداعية تتميز عن بقية الأعمال الأخرى في مجال النحت..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن