دنيا صاحب
تتمثل روح الإرادة للموسيقار العالمي نصير شمه أهم صفة من صفات شخصيته الملهمة التي ساهمت بتأهيله إلى الرقي والإبداع وعزمه على إبتكار موسيقاه العالمية بنكهة العود الأصيل، يقدم أعماله الفنية بنموذج خاص المزواجة بين فن الموسيقى والتشكيل برؤيته التعبيرية في تحريضات بصرية تجريدية، كمصدر إلهام مبنيًا على تطور الإيحاء بالحركة الموسيقية إلى الحركة الفعلية بالألوان المفعمة بقوة الإضاءة تدعى بالفن الحركي، يتقلد بمنهجه الفني سرد القصص و الروايات عنوانًا لمعزوفات صوفية روحية و رومانسية، تشمل معظم مقطوعاته الموسيقية تتجلى من وحي خياله الفسيح، أما الجمالية في موسيقاه بصورة عامة فتتصف بطابع تفسيري تجاه قضية محورية أو قضايا أخرى متعلقة بجماليات الموسيقى في آن واحد تتضمن : كتابة الشعر، الانسجام، التنويم المغناطيسي، الانفعالية بالمشاعر، الديناميكيات الزمنية، الصدى، الرسم، واللون، المرح والسعادة ..إلخ حيث تميزت أنغامه الموسيقية بالتتابع في التدرج الديناميكي وهو تقنية تسمح بتغيير مستويات الصوت (الصوت العالي والصوت المنخفض) أثناء العزف، بحيث يتم التغيير بين السريع والبطيء والصوت الهاديء والصوت المرتفع لإظهار الكثير من الأحاسيس والمشاعر الوجدانية الملونة بترددات طاقية تجعل من المستمع ينسجم تماماً مع مواكبة عازف العود بانغامه على وتيرة الإيقاعات المتنوعة للآلات الموسيقية في الأوركسترا، فأستطاع نصير شمه أن يمزج الموسيقى بالفن التشكيلي والشعر بالتعبير الوجداني والروحاني بعبقرية فنان جامع للتوليفات النمطية الحسيه لمصادر الفنون الجميلة والآدب.
إذ أتسم أسلوبه بالإبتعاد عن القوالب التقليدية لكنه استخدم نظام المقامات العربية يعزف مقطوعاته الموسيقية بعزف روحاني إرتجالي وسط العديد من أصوات الآلات الموسيقية المتنوعة، فيستخلص منها أيقونات جمالية وهي لوحات فنية تشكيلية بمزيج من الألوان المخملية يرسمها تجليات العشق بأبجديات فلسفته الصوفية لتعميق إظهار الجانب الداخلي حيث استخدم {التشكيل – الإيقاع – والوتريات} في خدمة اللون، وذلك في محاولة لـخلق نظام من الرموز متحرر من كل الحالات الخارجية، بهدف التعبير عن ضرورة الداخلية”.
حاول الفنان نصير شمه خلق لغة جديدة ذات ايقاعات لحنية متموجة تثير خلجات المتلقي وتؤثر عليه نفسيًا بتأثير فسيولوجي لتوحي له بحركة التخيل والتأمل في أبتكار أفكار جديدة تصنف بالأعمال البصرية، يتكون منها مزيج مركب من القفزات الصوتية والنغمية.
يتبع اللحن حركات اهتزازية معينة من الأعلى والأسفل لا فواصل حادة بينها. لذلك يمكن تمييز هذا النوع من الموجات الصوتية مما يجعله شكلاً غنياً من أشكال التعبير الذي استحوذ عليه الفنان باحترافه النمط التعبيري الذي يهدف نحو ترقية امكانياته وقدراته الإبداعية في تصنيف العالمي، فنجده منتظمًا في جدولة أعماله اليومية وتنسيقه للرؤى والأفكار التي يتبعها لإنشاء التكوين العام لسمفونياته البصرية، وبفضل البحث والتجريب الذي ينمي الأسلوب الابتكاري لدى الفنان حيث إنه وصل إلى رؤى جديدة في الحركة السمفونية البصرية، التي تمنح للمتلقي الحرية في استقبال العمل الفني كما يشاء له خياله فأصبحت موسيقى نصير شمه الأساس لهذه اللغة الفلسفية البحته لكل نغمة بيت شعر و لون معين.
يجسد التناغم الموسيقي بقمة الروعة في تلحين أصوات الموسيقى المتناغمة والمنسجمة الصادرة عن مجموعة من الآلات الموسيقية المتنوعة، ثم يجسدها تشكيلياً ذات طابع خيالي أثيري ملمسها جوهري متناسقة في اللون العاطفي للصوت أي مع كل نغمة.
مثل هذا التناغم يدعى {الملمس الأثيري}. وهو نوع من النظام في عالم الموسيقى الخيالية الرومانسية والروحية، ومن هذه المقتطفات الفنية تكون للمقامات والأصوات الصادرة منها نتاج عمل فني موسوعي شامل متجذر بالنغمات والأوتار المتأصلة في التقاليد التراثية للثقافة العربية وسماتها الموسيقية الخاصة بالمنطقة الشرقية، يستخدم مهارته في درجات عالية التحكم في العزف الروحاني الصوفي والأندلسي وغيرها من المعزوفات ذات طابع تراثي في معظم سمفونياته العالمية، وهي ليالي العشق الإلهي وفي جبل عكمة في العلا – مدن النرجس – رحلة الأرواح – غداً أجمل – هنا الحياة – قلعة أربيل – إشراق – شكت – الطريق إلى شقلاوة – ..إلخ وهكذا يخرج إمكانات آلة العود بواسطة التكنيكات الهائلة داخل نسيج متوازن من الترددات الصوتية العالية والمنخفضة والإستفادة من الإيقاع للمقامات الذي هو بمثابة المكون الرئيسي للموسيقى، حيث أنه يوجد بشكل فطري في الإنسان كما يوجد في حركة الكون بأسره.
ويمكن للفنان تطبيقه داخل أعماله عن طريق معرفة تأثير كل لون؛ نفسيًا وبصريًا،ضمن أطار هذا الأسلوب الإيحائي في منهجه الفني و الموسيقي التراثي الذي يواكب عصر الحداثة وتطور التكنولوجيا فهو يفند الموسيقى الرقمية التي تختفي منها لمسات الأحاسيس والمشاعر الإنسانية (الملمس الحي) للمبدعين وهي أساس التعبير في اللوحة الفنية أو في القطعة الموسيقية وغيرها من الفنون .
وهذا الوصف التحليلي للعناصر الهامة في منهجية الموسيقار والفنان الرائد نصير شمه في عزفه على آلة العود في خوض أعماله يعبر فيها عن البعد الروحي الخامس الذي يسمح للناس بالدخول إلى عالم الإيقاعات الموسيقية بشفافية الاسترخاء النفسي في مرفأ الراحة والاستجمام الموسيقي، وثمة هناك ميزتان أساسيتان تشترك فيهما أغلبية مقطوعاته الموسيقية بإثارة مشاعر الجمهور هما حب الإرتجال في العزف المنفرد والجماعي وغلبة الصور اللحنية التراثية العربية الشرقية يرتب المقامات بحسب تأثيرها الحسي على سبيل المثال غالباً ما يعبر عن الحب والجمال والأمل والسلام وكل المزايا التي تتضمنها سمفونياته بمقام البياتي ويعبر عن الشجن والحنين والشوق بمقام الحجاز أو الصبا، وإن إتقانه للعزف على آلة العود ليس المعيار الجمالي في أداء المقامات وحسب، ولكنه يتعمق بروح التصوف بروحانية عاشق صوفي، إذ تلائمها شروط من أهمها كثافة الشحنة العاطفية أثناء الأداء بإحساس عميق بالنغمات والزخرفة الموسيقية اللونية التي تشاهدها عيون الفنان نصير شمه قبل أن يؤلف ويعزف الحانها أو يرسم ألوانها فهو يمتلك ذائقة موسيقية بعناق دائم بين اللون والنغمات، فهو يعنى بأهمية التنويع في المقامات أثناء العزف على العود، والابداع في الرسم بالصورة المثالية الكاملة بإيحاءات تجريدية صامته ومتحركة بعمق لوحاته السماوية التي تحمل في طياتها خبراته الفنية لأربعة عقود من تاريخ مسيرته في عالم الفن والموسيقى بأشكال رمزية تعانق أسطورة الفنان التاريخية، يجعل من الرموز الصيغة المناسبة للتعبير بشفرات ملغزة عن افكاره الفلسفية مثلما أن الأسطورة تمثل رؤى تعبيرية من إيحاءات كونية، من أجل أن تعكس السلام في العالمين الداخلي والخارجي.
وأيضاً يعبر الفنان نصير شمه عن مشاعره بكل سلاسة بطريقة أكثر عمقأ وإلهاماً، بينما النسخ المباشر من الطبيعة يتعارض عنده مع تلك العملية، لذا حاول الفنان نصير شمه ابتكار لغة تعبيرية أثيرية تخلق تواصلًا بين عالمه الداخلي والعالم الخارجي، متنقلًا بين مراحل مختلفة، يختبر من خلالها قدراته التعبيرية والجمالية بتوزيع الألوان لكل مرحلة.
بداية من لوحات التجريب المسطحة ثم التعبيرية التجريدية لعالمه الداخلي يتسامى عن الأشكال المادية، وتنأى مكنوناته الجوهرية العزوف قدر المستطاع عن التصوير المباشر للعالم الخارجي، فيخلق بذلك تأملًا أكثر عمقًا وطابع روحانياً يجمع بين العمل الفني والمتلقي على قاعدة التعامل مع اللون بشكل يشبه التعامل مع الموسيقى وتأثيرها على النفس البشرية.
أعتبر اللون كما لو كان مفتاح اللوحة ومشاعره هي اليد التي يعزف عليها، لإحداث الاهتزازات الموسيقية في النفس البشرية، إذ أن جرس اللون يلامس ما يتوافق معه في روح الإنسان وعقله الباطن وأفكاره التي يعتقدها حوله. حتى إذا بدأت العلاقة بين الشخص واللون عبر انطباع فكري عميق بمحتوى تعبيري خيالي أو تصوري واقعي يتأقلم معه بمشاعر إيجابية، وإن ذلك الإحساس يختلف من متلق لآخر تبعًا لعلاقة كل فرد، تاريخيًا وثقافيًا واجتماعيًا، باللون، ونغمة، لكنه بالرغم من ذلك يقوم الفنان نصير شمه بتفنيد تأثيرات كل لون و نغمة حسب التاريخ البشري الذي ربما لا يختلف من مكان لآخر ولا من ثقافة لأخرى.
وهذا الوصف التحليلي للعناصر الهامة في منهجية الموسيقار والفنان الرائد نصير شمه في عزفه على آلة العود في خوض أعماله يعبر فيها عن البعد الروحي الخامس الذي يسمح للناس بالدخول إلى عالم الإيقاعات الموسيقية بشفافية الاسترخاء النفسي في مرفأ الراحة والاستجمام الموسيقي، و ثمة هناك ميزتان أساسيتان تشترك فيهما أغلبية مقطوعاته الموسيقية بإثارة مشاعر الجمهور هما حب الإرتجال في العزف المنفرد والجماعي وغلبة الصور اللحنية التراثية العربية الشرقية يرتب المقامات بحسب تأثيرها الحسي على سبيل المثال غالباً ما يعبر عن الحب والجمال والأمل والسلام وكل المزايا التي تتضمنها سمفونياته بمقام البياتي ويعبر عن الشجن والحنين والشوق بمقام الحجاز أو الصبا، وإن إتقانه للعزف على آلة العود ليس المعيار الجمالي في أداء المقامات وحسب، ولكنه يتعمق بروح التصوف بروحانية عاشق صوفي، إذ تلائمها شروط من أهمها كثافة الشحنة العاطفية أثناء الأداء بإحساس عميق بالنغمات والزخرفة الموسيقية اللونية التي تشاهدها عيون الفنان نصير شمه قبل أن يؤلف ويعزف الحانها أو يرسم ألوانها فهو يمتلك ذائقة موسيقية بعناق دائم بين اللون والنغمات، فهو يعنى بأهمية التنويع في المقامات أثناء العزف على العود، والابداع في الرسم بالصورة المثالية الكاملة بإيحاءات تجريدية صامته ومتحركة بعمق لوحاته السماوية التي تحمل في طياتها خبراته الفنية لأربعة عقود من تاريخ مسيرته في عالم الفن والموسيقى بأشكال رمزية تعانق أسطورة الفنان التاريخية، يجعل من الرموز الصيغة المناسبة للتعبير بشفرات ملغزة عن افكاره الفلسفية مثلما أن الأسطورة تمثل رؤى تعبيرية من إيحاءات كونية، من أجل أن تعكس السلام في العالمين الداخلي والخارجي.