19 May
19May

يبدو أن تبادل القبلات بين البشر، ظاهرة كانت تجري في زمن أبعد مما كان مثبت علميا حتى الان بعدما أكدت الالواح المسمارية الطينية الاثرية ان التقبيل كان جزءا لا يتجزا من العلاقات الرومانسية والعائلية والودية في العراق، وما كان يعرف بمنطقة بلاد ما بين النهرين القديمة.  

وترجمت وكالة شفق نيوز؛ تقريرا لصحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالانجليزية حيث ذكر التقرير أن الباحثين وجدوا أن أول قبلة موثقة حدثت في الشرق الاوسط منذ 4500 عام، أي قبل حوالي الف عام مما كان يعتقد سابقا، مشيرة إلى أن هذه الواقعة مسجلة في بلاد ما بين النهرين القديمة، والتي تتضمن مع العراق الحديث.  

ونقلت الصحيفة عن مقال في مجلة "ساينس" العلمية قوله إن التقبيل تم توثيقه على ألواح طينية من المنطقة، ما يعني أن تبادل القبلات كان جزءا لا يتجزأ من العلاقات الرومانسية والعائلية والودية. 

واوضح التقرير ان الدكتور في جامعة كوبنهاجن الدنماركية ترويلز بانك اربول هو الذي ترأس فريق الأبحاث، ونقل عنه قوله انه "في بلاد ما بين النهرين القديمة، وهي التسمية التي تطلق على أوائل الحضارات البشرية التي كانت تتواجد بين نهري دجلة والفرات في العراق وسوريا حاليا، كان الناس يكتبون بالخط المسماري على ألواح من الطين"، مضيفا ان "الآلاف من هذه الألواح نجت حتى يومنا هذا ، وهي تتضمن نماذج واضحة عن تبادل القبل الذي كان يعتبر جزءا من العلاقة الرومانسية الحميمة في العصور القديمة ، تماما كما أنه من الممكن أن يكون تبادل القبل تعبيرا عن الصداقات والعلاقات بين أفراد الأسرة".  

ولفت التقرير؛ أن الباحثين خلصوا في دراستهم إلى أن تبادل القبل في العصور القديمة، ربما تسبب أيضا يف انتشار الفيروسات بما في ذلك فيروس "الهربس البسيط 1" الذي يسبب تقرحات البرد، مشيرا الى ان النصوص الطبية لبلاد الرافدين تشير الى وجود حالة تسمى "بوشانو"، والتي كانت تؤدي الى اعراض تشبه اعراض فيروس الهربس.  

الا ان الدكتور اربول اعتبر أن هذه النصوص لا يمكن قراءتها في ظاهرها بسبب المفاهيم الثقافية والدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. 

ونقل التقرير عن الباحثة في جامعة اكسفورد الدكتورة صوفي لوند راسموسن قولها ان هناك دراسات اخرى اظهرت ان بعض الفيروسات الموجودة في وقتنا الحالي اثرت ايضا على المجتمعات القديمة.  

وبحسب الدكتور اربول الذي سلط الضوء على الآثار الاجتماعية لتبادل القبل في مجتمعات بلاد ما بين النهرين، فان "مصادر بلاد ما بين النهرين تشير الى ان المجتمع حاول تنظيم التقبيل الرومانسي الجنسي"، مضيفا انه "لم يكن هذا الأمر شيئا بإمكان المرء القيام به في الشارع علانية، ويبدو أنه كان من الأفضل أن يمارس بين المتزوجين.  

وبرغم ذلك، اعتبر اربول ان وجود مثل هذه المعايير يعني أن تبادل القبلات الرومانسية الجنسية كان شيئا شائعا في العالم القديم لدرجة أنه صار يحتاج الى وضع هذه المعايير.  

والهدف من دراسة الجامعة الدنماركية بلورة رؤية جديدة للسلوك البشري والعادات الاجتماعية.  

وبحسب الدكتور اربول؛ فإن الدراسة التي أشرف عليها "تعيد تاريخ القبلة الرومانسية الجنسية الف عام الى الوراء"، مضيفا ان الدراسة تثير بعض النقاط المهمة للنقاش المستقبلي وهي إلى أي مدى يمكن أن يؤدي تبادل القبل إلى تسريع انتقال المرض. 

لكن اربول قال انه "لا يفترض أن تأثير التقبيل على انتقال المرض سيتغير بشكل كبير في المجتمعات الحديثة".  

وردا على سؤال حول فهم المرض وانتقاله في المجتمعات القديمة، قال اربول ان افكارهم كانت متأثرة بالدين وكانت مختلفة بشكل واضح عن النظريات الطبية الحديثة، موضحا أنه كان ينظر إلى الأمراض على ان سببها الالهة والشياطين، وانه برغم ذلك كانت هناك وسائل عملية تقريبا لتجنب العدوى، مثل تجنب الشرب من كأس المراة المريضة.  


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن