كتب : د. شاكرلعيبي
أتناول رسّاما من لاتفيا [وهذا بلد يختلف عن ليتوانيا، وذو ثقافة من أصول إسكندنافية فنلندية]، رَسَمَ جل أعماله المسماة "الدورة المشرقية" بين 1918- 1919 والتي سنظن في النظرة الأولى أنها لرسّام عربيّ أو مشرقي إذا لم نكن نعرف رسّامها.لقد رسمها غروسفالدس بين العراق (البصرة وبغداد دون أدنى شك) وإيران (كرمان وهمدان). ويومها كانت العمارة أكثر تشابها والتقاليد أكثر تقاربا. سأستثني في مقاربتي الأعمال المرسومة لبلاد فارس إلا عملا واحدا، وسأركّز على الأعمال المرسومة لبلاد العراق.(حياته وأعماله في البوست السابق).هنا لوحة عنونها غروسفالدس (موكب حداد محمديّ) من العام 1919-1920، وهي مرسومة أما في همدان أو كرمان، وتمثل موكب عزاء حسينيّ وفق تقاليد الشيعة. عناصر هذا العمل التي اكتفت بذاتها وبدلالة تكاد رمزية يستدعي للذهن من بعيد اللوحات العراقية المنجزة في سنوات الستينيات بشأن استشهاد الحسين. نذكر خاصة تجربة الفنان الراحل كاظم حيدر التي قدمها في معرضه الشخصي ببيروت سنة 1965 تحت عنوان (ملحمة الشهيد) بجماليات أكثر صرامة وتماسك بنائيّ كبير.