بعيدا من التجاذب السياسي، باتت شخصية المهاجر حاضرة بشكل متزايد في أفلام سينمائية يكون فيها بطلاً، مثل فيلم (إيو كابيتانو) الذي بدأ عرضه أخيراً في عدد من الدول الأوروبية للمخرج الإيطالي ماتيو غاروني، الذي فضل أن يتطرق إليه في فيلمه بدون أجواء بؤس. لكن بدون أن يتغاضى عن المخاطر على الحياة خلال مسيرات العبور الشاقة.
انتهى الأمر بوصول شابين إلى إيطاليا على متن قارب مكتظ جداً.ويقول المخرج :هؤلاء الأشخاص "يحملون ملحمة معاصرة"، لافتاً "عند تأليف هذه القصة، كنت أفكر بمغامرة كبرى تعيدنا إلى كونراد، إلى جاك لندن أو هوميروس".
ويضيف "لم أصنع هذا الفيلم بهدف تغيير العالم، بل لإعطاء الجمهور الفرصة لعيش هذه المغامرة من منظور مختلف. خلف الأرقام، هناك أشخاص لديهم أحلام مثلنا". وفي السابع من فبراير/شباط، سيتم عرض فيلم (غرين بوردر) للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند، حول محن المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروس.
ومثل فيلم (إيو كابيتانو) يتساءل فيلم ("غرين بوردر) عن مسؤولية الأوروبيين، فبحسب الأمم المتحدة، فإن عبور المتوسط هو أخطر طريق هجرة بحرية في العالم مع إحصاء أكثر من 2571 حالة وفاة عام 2023.
وأكد غاروني أنه تم عرض (إيو كابيتانو) في إيطاليا في عدة مدارس. لكن عرض الأفلام لا يمر أحياناً بدون إثارة جدل، ففي 2022 رافقت إطلاق فيلم (أنغاجيه) وهو فيلم فرنسي عن المهاجرين في جبال الألب، حملة كراهية موجهة ضد مخرجته إميلي فريش.
وتعرضت أنييشكا هولاند (75 عاما) التي حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في البندقية عن فيلمها (غرين بورد)، أيضا لهجمات عنيفة من القوميين البولنديين، قبل أن يخسروا السلطة هذا الخريف في وارسو، وتهديدات بالقتل.أما في السينما الفرنسية، فتقع قضية الهجرة في صلب فيلم (لا تيت فرواد)) الذي تنطلق عروضه في 17 يناير/كانون الثاني، ويتناول مهربي المهاجرين في جبال الألب.