المواطن – خاص
استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد في القصر الرئاسي بقرطاج، وزير الثقافة والسياحة والآثار د.أحمد فكّاك البدراني والوفد العراقي المُرافق، والذي ضمّ وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د.فاضل محمد حسين، والقائم بأعمال السفارة العراقية في تونس، ووزيرة الثقافة التونسية السيدة أمينة الصرارفي. أثنى الرئيس سعيّد على التأريخ الثري لبلاد ما بين النهرين، مستشهداً بالحضارات العراقية القديمة، ومدارس الموسيقى والفنون العراقية، مروراً بشارعي المتنبي والرشيد، وليس انتهاءً بالشعراء المعاصرين والتشكيليين الروّاد، مؤكداً ضرورة انشاء المراكز الثقافية المشتركة، وتطوير العلاقات الثنائية لتشمل إقامة الأمسيات الموسيقية والندوات الأدبية والشعرية، وزيادة التلاقح الثقافي بين الشعبين العريقين.
كما أشاد الرئيس التونسي بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أواخر آب الماضي، وما أثمرت عنه من اتفاقيات لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين، مثنياً على جهود الحكومة العراقية للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي والثقافي للبلد، وعلى شخص رئيس الوزراء وطريقته في الإدارة، واصفاً إياها بالحكيمة.
الوزير البدراني قدّم شكره للرئيس سعيد على حسن الإستقبال، وإشادته بتأريخ الثقافة والفنون في العراق، معرباً عن إعجابه بما شاهده في تونس من شعب مثقف وتوّاق للفن الأصيل والموسيقى الرصينة، وانتشار المراكز الراعية للإبداع والداعمة للفكر النيّر، كما قدّم مشروعاً لإقامة مهرجان (الموسيقى تصنع السلام) بمشاركة فرق موسيقية عراقية وتونسية وأخرى عربية، في العراق خلال الأسابيع القادمة.
تضمن اليوم الثقافي العراقي في تونس عرض فيلم وثائقي عن تأريخ العراق من إنتاج القسم الإعلامي في الوزارة، تلاه تقديم عرض للأزياء التأريخية تعبّر عن حضارة العراق، قدّمته الدار العراقية للأزياء، إحدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وإحدى أعرق دور الأزياء العربية والعالمية، لتقدّم بعدها فرقة التآخي لوحة راقصة عن تأريخ التعايش في كركوك، وفرقة أنغام الرافدين عرضاً موسيقياً للچالغي البغدادي وقراءة المقام العراقي بمشاركة الفنانين الكبيرَين قيس الأعظمي وطه غريب، وفرقة وتر من الموصل بقيادة المايسترو محمد محمود وبمشاركة الفنان عامر يونس، مقطوعات من التنزيلات الموصلية للملا عثمان الموصلي والأغاني التراثية الموصلية.
البدراني وقبل ختام الحفل قام بتكريم الفنان العربي الكبير لطفي بوشناق الذي حضر الأمسية، مثنياً على مجهوده في خدمة الفن والموسيقى والثقافة على مدار عقود خَلَت، ليقدّم بعدها شكره للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، متمثّلةً بمعالي د.محمد ولد أعمر.
الوفود الدبلوماسية وسفراء الدول العربية و الجمهور التونسي الحاضر في الأمسية، أعرب عن عميق شكره وامتنانه للوفد العراقي لما قدّمه من عروض مبهرة وثقافة غنية وتأريخ حافل، عادّاً إياها خطوة أولى ومهمة في انفتاح باقي الدول على محيطها العربي واتخاذ الخطوة نفسها لعرض تراثها وثقافتها وموسيقاها في مقر المنظمة العربية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي تعد بادرة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبرعاية معالي الوزير د.أحمد فكّاك البدراني، وحضور المدير العام للمنظمة د.محمد ولد أعمر، اليوم الثقافي العراقي في العاصمة تونس، وبحضور وفد رفيع من وزارة الثقافة العراقية يضم وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د.فاضل محمد حسين، ورئيس الهيأة العامة للآثار والتراث السيد علي عبيد شلغم، والمدير العام لدائرة العلاقات الثقافية العامة د.علاء العلّاق، ومدير عام دائرة الفنون د.قاسم محسن.
ابتدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري العراقي، لتجري بعدها وقائع توقيع مذكرة تفاهم لبرنامج تنفيذي ثقافي بين الوزارة والمنظمة، تستمر لسنوات قادمة، يتبادل فيها الطرفان الخبرات والأفكار والمشاريع، وإقامة الأسابيع الثقافية بين العراق والبلدان العربية ذات الإمتداد التاريخي الواحد والعميق، ألقى بعدها ولد أعمُر و البدراني كلمتين بالمناسبة، عبّرا فيها عن سعادتهما بهذا الحدث الثقافي المهم والمتفرّد، وقدّما الهدايا التذكارية التي تعبّر عن تأريخ وحضارة العراق وتونس.
وعلى هامش الأمسية الثقافية، أقيم معرضاً للفن التشكيلي العراقي، ضمّ قرابة 40 عملاً فنيّاً لتشكيليين عراقيين من داخل وخارج العراق، وبمواضيع تنوّعت بين المدارس التشكيلية المختلفة.