يتواصل الحراك السينمائي العراقي بجهود فردية وتارة بدعم من جهات متنوعة تسعى الى دفع عجلة السينما الى أمام والعمل على إعطاء الفرصة للسينمائيين العراقي لكي يأخذوا فرصتهم في المشاركة في مهرجانات عربية ودولية فضلاً عن المحلية..
وفي هذا السياق أعلن المخرج العراقي باقر الربيعي- مؤخراً - عن الإنتهاء من مرحلة البوست برودكشن لفيلمه الجديد (ترانزيت)، والذي ترتكز فكرته على يعقوب، الموظّف في قسم الإحصاء في مشفى. يردّ على اتصالات ذوي الضحايا، الذين يسألون عن مفقوديهم. بين حين وآخر، يقلق من اتصال يُثير الريبة فيه.
أكد باقر الربيعي: مواضيع أفلامي كلّها مأخوذة من الواقع الذي نعيشه، أي الحروب التي أهلكت شعوب العالم. في (ترانزيت)، أريد القول أنّ ضحايا الحرب لا يُعدّون ولا يُحصون، والأيام المقبلة ربما لن يكون فيها من يدفن جثامين الضحايا. رسالتي أنْ نوقف هذه الحروب
وأوضح باقر الربيعي: " في أفلامي السابقة تناولت الحرب بصورة مغايرة، عكس ما قدّمته السينما العالمية في أفلام الحروب. مثلاً، تستخدم هذه الأفلام الحروب، غالباً، كدعاية للفخر والانتصار، وإظهار جوانب عدّة، كالمقاومة العظيمة التي يقوم بها المقاومون. لكنّ (ترانزيت) إدانة للحرب عامة، بغضّ النظر عن المكان والزمان..
وأضاف الربيعي: كتب الفيلم السيناريست ياسر موسى، من خلال أضابير الموتى المنتشرة في كل مكان، في قسم الإحصاء، وإمكانية الحصول على ملايين الملفات الخاصة بالذين غادروا الحياه من دون ذنب، سوى أنّهم أناس عزّل، ينتمون إلى هوية أخرى.. وتمّ بناء المكان بهذه الهيكلية، مع مُصمّم الديكورات والمكياج بشار فليح. ولعب الدور الأساسي الممثل السينمائي أسعد عبد المجيد..
وسيشهد الفيلم عرضه العالمي الأول نهاية شهر آذار مارس القادم، في واحد من أهم المهرجانات السينمائية في الوطن العربي، وهو من بطولة الفنان العراقي القدير أسعد عبدالمجيد.
الفيلم يقع في سبع عشرة دقيقة وهو من تأليف : ياسر موسى وإخراج : باقر الربيعي، وتصوير: محمد كامل، ومونتاج : علي كبابي، وموسيقى : عارف فؤاد، وإنتاج : قنوات كربلاء ( حيدر جلوخان ) بطولة : أسعد عبد المجيد.
تجدر الإشارة الى أن الفنان باقر الربيعي مخرج عراقي، أنجز أفلاماً روائية قصيرة عدة منذ عام 2009، منها: همسات الشياطين، والجانب الآخر، وصورة، و(البنفسجية)، وآخرها (ترانزيت)، نالت اهتمامَ نقّاد ومتفرّجين، واستطاعت الوصول إلى مهرجانات عالمية، ويعكف - حالياً - على تحقيق فيلمٍ روائي طويل، يُقدّم فيه نظرة أخرى عن الحرب الأهلية التي استنزفت أرواحاً كثيرة في بلده.