كتب – المحرر الفني
بأجواء مليئة بالموسيقى والسعادة والجمال، تخرجت الدفعة الأولى من طلبة بيت العود العربي في حفل شهدته قاعة الرباط (الشهيد عثمان العبيدي) في دائرة الفنون الموسيقية ، بحضور وكيل وزارة الثقافة الدكتور عماد جاسم، وفنان اليونسكو للسلام الموسيقار نصير شمة وعدد كبير من الفنانين الرواد والأساتذة الاكاديميين وجمهور نخبوي.
واستهل الحفل بكلمة لمؤسس بيت العود وفنان اليوسكو للسلام الموسيقار العالمي نصير شمة، احتفل بيت العود فرع بغداد، بتخرج الدورة الأولى من طلبته للعام 2023 الأربعاء، بحضور مؤسس بيوت العود ومديره الموسيقار نصير شمة، وبالتعاون مع دائرة الفنون الموسيقية.
وقال شمة: نرصن اللبنة الأولى من عطاء بيت العود، في بلد العود، الذي ينهل من فيض عطاء زرياب في العهد العباسي، وما زال متواصلاً.. يسير نحو المستقبل بثقة وأناة.
وأكد الفنان نصير شمة، مؤسس مدرسة بيت العود العربي، بالقاهرة، وغيرها من المدن المصرية والعربية، أنه سوف يتم تأسيس أول بيت للعود العربي بالرياض في السعودية الشهر المقبل.وأشار إلى أهمية آلة العود، باعتباره هوية الأمة، ويرجع تاريخ هذه الآلة إلى عام 2350 قبل الميلاد، حيث انتشرت في بلاد ما بين النهرين، وحضارة وادي النيل، والحضارات المجاورة لهما، وقد انتقلت أثناء فترة الحكم الإسلامي إلى تركيا، ومن قبل إلى إيران بلاد فارس، وأنه من رحم آلة العود، خرجت العديد من الآلات الموسيقية الأخرى .
وأشار الى أن أول بيت للعود تأسس في القاهرة عام 1998، والثاني في ابو ظبي عام 2008، والاسكندرية عام 2011، ثم عام 2018 في الخرطوم، ومؤخراً تم افتتاح بيت في بغداد عام 2020، والأسبوع القادم يفتتح بيت العود في الرياض.
مؤكداً أن الثقافة قادرة على بناء أهم الجسور، وخاصة الموسيقى، حيث من الممكن أن تؤثر الأحداث على كل الحياة، إلا الثقافة تبقى مساراتها موجودة ومتينة.وأشار الى أن الرسالة التي يتبناها بيت العود مازالت مستمرة في واجبها، ومازال هناك أمل نزرعه بالطلبة الذين تخرجوا، فكل مجموعة تتخرج تعطي أملا جديداً ومساحة ضوء من خلالها ننشر النور والثقافة ونطرد من كل بيت التطرف والتعصب والعنصرية.
وبدأ منهاج الحفل بتقديم إعمال موسيقية لكبار المؤلفين.. وكانت مقطوعة (مصير واحد) من مؤلفات الموسيقار نصير شمه التي قدمها الفنان رحمن الماجد ضمن أربعة أعمال موسيقية: المدرسة العراقية المميزة، وهذا مو انصاف منك رائعة المطربة العراقية سليمه مراد، وسماعي نهاوند .. جميل بشير، وبلاش العتاب ..عبد الحليم حافظ، وحب العصافير .. نصير شمه . وقدم الفنان مصطفى صالح: هلال الصبا .. نصير شمه، أحبك وحب كلمن يحبك .. ناظم الغزالي، سماعي عجم .. روحي الخماش. وقدم الفنان رعد رياض من سوريا الشقيقة: كابرس .. جميل بشير، موسيقى موزارت، سماعي نهاوند .. روحي الخماش، قدود حلبيه من المدرسة السورية. وقدم الفنان كرم ثامر: كابرس .. الشريف محيي الدين حيدر، مقام عراقي، غارسيا لوركا .. نصير شمه .
وفي ختام حفل التخرج اجتمعت لجنة التحكيم التي تكونت من عازف العود الفنان سامي نسيم، والدكتور دريد الخفاجي معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية والفنان أحمد سليم مدير معهد الدراسات الموسيقية لأقرار تقديرات درجات الخريجين، وحصل كل من الفنانين مصطفى صالح وكرم ثامر ورعد رياض على درجه بتقدير جيد جداً، وحصل رحمن الماجد على درجه الأمتياز.
وشكر سفير اليونسكو للسلام (الدكتور نصير شمه) الفنان (محمد العطار) الذي أشرف ع تدريسهم طوال فترة التحاقهم في بيت العود العربي - بغداد متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مسيرتهم الفنية
وبارك وكيل الوزارة بكلمته الالحفل والخريجين مؤكداً: نحن فخورون جدا بهذا المنجز الجمالي والإبداعي، وقد رافقنا مسيرتهم اثناء التمرين، كما رافقنا المسيرة المضنية للفنان نصير شمة لإفتتاح بيت العود، نحن فخورون بأننا ساهمنا في افتتاح هذا البيت المهم الذي يمثل الاشعاع المتنور في بغداد، مؤكداً أن دائرة الفنون الموسيقية تفتتح أبوابها لهذا العطاء الفكري، ليقدم في ختام كلمته الشهادات التقديرية تكريماً للعازفين الشباب وتثميناً لإبداعهم.وكان للجنة التي اختبرت الخريجين كلمات بالتناوب، أثنوا فيها على العازفين الشباب وأدائهم الابداعي، داعين الى إستمرارهم وتطوير قدراتهم.
الجدير بالذكر ان بيت العود يشغل أحد البيوت الأثرية وهو دار الوالي، والمشروع بصدد ان يكبر، كما نوه شمة في كلمته، ليكون مكاناً لكل الفنانين والمثقفين في مختلف التوجهات وليس فقط الموسيقى، ولكل أصناف الابداع وكل صنوف الفكر والفلسفة بما فيها صالون ثقافي، كما تدرس مؤلفات كل الموسيقيين، المقام العراقي سيكون له مكان، وكذلك لترميم الآثار، ليكون مركزاً ثقافياً كبيراً مفتوحاً لكل المواهب ولكل الأصوات.
وتعد منظمة نخيل عراقي الثقافية في بغداد هي الحاضنة الأولى والداعمة الأولى بعد مجموعة الحنظل الدولية والداعمة لفعاليات بيت العود بشكل يومي 2020، في مقرها الكائن في الوزيرية، إلى عام 2023، والتي يرأسها فخريّاً الموسيقار القدير نصير شمّة وتعمل بها كوادر فنيَّة وأدبية من النخب الثقافيَّة .