25 Feb
25Feb

يتواصل الحراك السينمائي في العراق، إنطلاقاً من مكانة وأهمية ودور السينما باعتبارها إحدى الأدوات الفاعلة لـ(القوة الناعمة) التي تلعب دوراً كبيراً في معارك البناء والاعمار، ومحاربة الارهاب والفساد، وتكريس قيم الحب والجمال والمساواة والعدالة الاجتماعية، ونبذ لغة التطرف والعنف والإرهاب، ويعد مهرجان بابل لسينما الإنيميشين الدولي الذي يرأسه الدكتور عامر صباح المرزوك ويتولى إدارته الفنية المخرج السينمائي حسين العكيلي واحداً من هذه المهرجانات المهمة والمتميزة، حيث انطلقت دورته الأولى عام 1221 وشملت فعاليات متنوعة عكست اهتماماً غير مسبوق بسينما الإنيميشين، وسعت الى زيادة مساحة الاهتمام بهذه السينما التي باتت تحقق مكانة واسعة في صناعة السينما المحلية والعربية والدولية، ليواصل هذا المهرجان مسيرته الناجحة بإنعقاد الدورة الثانية التي اقيمت العام 2022.  وفي هذا السياق تقام اليوم الأحد وغداً الإثنين 26 و27 من شهر شباط الحالي (2023) الدورة الثالثة من مهرجان بابل الدولي لسينما الأنيميشن في محافظة  بابل، بدعم من نقابة الفنانين العراقيين، وديوان محافظة بابل، والسفارة الفرنسية، والمعهد الفرنسي في بغداد، وجهات أخرى في صالة سومرسينما في مول DDC في مدينة الحلة، وتتضمن العديد من الفعاليات السينمائية النوعية والفاعلة وبمشاركة أفلام مهمة عراقية وعربية وأجنبية واسعة.

في لقاء مع المدير الفني للمهرجان المخرج السينمائي حسين العكيلي تحدث لنا إبتداءً عن فكرة إقامة المهرجان ولماذا الإنيميشين تحديداً ؟ فقال: " جاءت بعد أن تم تضييف المخرج أنس الموسوي والمخرج حسنين الهاني وعرض أفلامهم في نادي بابل السينمائي بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة.. فكرنا أنا وشريك الإبداع الدكتور عامر صباح المرزوك بإقامة مهرجان متفرد لأفلام التحريك وأفلام الإنيميشن، وبالفعل شرعنا بالعمل على الفكرة وبمساعدة الأصدقاء المتخصصين بهذا الجنس السينمائي استطعنا من إقامة النسخة الأولى للمهرجان عام 2021"، وأضاف العكيلي: وشهدت الدورة مشاركة مهمة وتميزت بنجاحها في التمهيد لإقامة الدورة الثانية التي شهدت هي الأخرى مشاركة واسعة للأفلام العراقية، مع إصدارات سينمائية متنوعة  شملت كتاب توثيقي مهم لأفلم الإنيميشين العراقية من تأليف الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس وكذلك اصدار نشرة خاصة بالمهرجان."

وعن الذي يميز الدورة الثالثة التي ستنطلق الأحد 26/2/2023عن سابقاتها شكلاً ومضموناً أكد العكيلي:" تميزت الدورة الثالثة بالتطور الملحوظ على مستوى نوعية الأفلام التي ستتنافس على جوائز المهرجان، كما أصبح صناع سينما الإنيميشن في العراق يصنعون أفلامهم خصيصاً لهذا المهرجان، وكذلك المشاركة العراقية والعربية والأجنبية الواسعة، وتقام نسخة هذا العام في صالات سينمائية ذات مواصفات عالمية، وكذلك إصدار كتاب متخصص بصناعة سينما الإنيميشن وبرامج الرسم والتحريك من تأليف المخرج أنس الموسوي، وفي الوقت الذي اعتاد المهرجان على تكريم فنانين من صناع الإنيميشن في العراق فإن التكريم في هذه الدورة سيشمل جيل الرواد وجيل الشباب لما قدموه من إنتاج باهر بهذا التخصص والعمل على تطوير وإشاعة ثقافة الإنمييشين  في العراق."

كما ستتضمن هذه النسخة – والحديث مازال للعكيلي - فعاليات مميزة أخرى تشمل افتتاح معرضاً للتحف السينمائية وآلات العرض السينمائية القديمة والتي تعود بنا إلى بدايات السينما والذكريات التي يحملها متذوقو وصناع  السينما ورواد دور العرض السينمائية في العراق، ناهيك عن أن هذه النسخة تتميز بالدور التنظيمي للمهرجان والذي نعده الأساس الرئيس في نجاح المهرجان والذي شمل كوادر من نقابة الفنانين فرع بابل برئاسة الفنان …

وعن الجهات الداعمة للمهرجان أشار العكيلي الى أن هذا الدعم للمهرجان مازال محدوداً ومن وجهات معدودة في مقدمتها نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام المتمثل بنقيبها الدكتور جبار جودي الذي أصر على إقامة هذه النسخة من المهرجان وبجهود طيبة، والسفارة الفرنسية في العراق والمعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، وكذلك دعم ديوان محافظة بابل لهذه النسخة والنسخ السابقة، سومر سينما في bdc mall المتمثلة بشخص المهندس سليم الربيعي، وبعض الجهات الأخرى."

يتضمن حفل الإفتتاح إلقاء كلمات للسيد محافظ بابل، والسفير الفرنسي في العراق، ونقيب الفنانين العراقيين وتكريم المخرجين السينمائيين : فاخر حسين، وعدي عبد الكاظم،َ وعرض عرض فيلم الافتتاح (إغتيال زهرة) للمخرج حسين العكيلي الذي سيكون خارج المسابقة الرسمية التي يشارك فيها 12 فيلماً عراقياً و13فيلماًعربياً و10 أفلام أجنبية، حيث سيعرض في اليوم الأول الفترة الصباحية أحد عشر فيلماً ضمن المسابقة الرسمية، يليها حفل توقيع كتاب (الفن الثامن) للمخرج أنس الموسوي، وفي الفترة المسائية الساعة الخامسة مساءً ستنعقد الندوة الفكرية عن (التجربة العربية في صناعة أفلام التحريك) التي يديرها الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس، يليها عرض مجموعة أخرى من الأفلام ضمن المسابقة الرسمية ويبلغ عددها 13فيلماً.وفي اليوم الثاني الإثنين 27/2/2023الساعة العاشرة صباحاً ستعرض مجموعة أخرى من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ويبلغ عددها 12 فيلماً، ويعقبها حفل الختام الذي سيتضمن إعلان نتائج المسابقة الرسمية وتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية.

حدثنا العكيلي عن فيلمه (إغتيال زهرة) الذي سيعرض خارج المسابقة الرسمية وهو من سيناريو وإخراج حسين العكيلي ذاته، ورسم وتحريك أنس الموسوي قائلاً: " الفيلم يتناول حياة الطفلة زهرة التي تفقد عائلتها بسبب الحرب وتبقى هي الوحيدة على قيد الحياة تحت إنقاض المنزل، فتخرج بعد أن تستعيد وعيها وتحمل بيدها وردة بيضاء، نسمع صوت غير منظور من خارج الكادر يقترب شيئاً فشيئاً، وكل ما يقترب الصوت تتراجع الفتاة إلى الخلف فيسقط منها السندان وتختفي الفتاة تحت ركام المنزل، تقترب الأصوات فتسقط صورة معلقه على الجدار تجمع عائلة الفتاة.. نعود إلى الشارع نشاهد دبابات عسكرية تسحق على الوردة البيضاء وتمضي، بعد ابتعاد الدبابات تخرج زهرة من تحت الركام وتتجه نحو الوردة البيضاء تشعر بالألم على زهرتها التي قتلتها الحرب، تنظر إلى السماء يبدأ البرق وينزل المطر على وجه زهرة ليغسل الجراح وآثار الحرب من وجهها، ومن ثم يسيل الماء باتجاه الزهرة ليعيد لها الحياة مرة أخرى، وهو إشارة الى الحرب التي عاشها العراق وتعيشها بعض البلدان العربية التي عانت ومازالت تعاني من ويلات الحروب، فعند خروج آخر اليه عسكرية من هذه البلدان حينها يكتب لها الاستقرار والأمان وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي. استخدمت أحدث البرامج في الرسم والتحريك وسيكون هو فيلم الافتتاح كما أنه من إنتاج المهرجان."

وأضاف العكيلي: مدة الفيلم  3دقائق.. ومايميز هذا الفيلم أنك تصنع سينما مختلفة جذرياً عن السينما الحقيقية بأدوات وإمكانيات تقنية محدودة، لكن اصرارنا على صنع مثل هذه الأفلام وتحدينا للظروف الإنتاجية الصعبة استطعنا أن نصنع فيلماً يرتقي إلى مستوى الأفلام العالمية ذات الإمكانيات الفنية الكبيرة، استطعت وبمساعدة الفنان المبدع أنس الموسوي أن نقدم صورة معكوسة لواقع الحرب وتأثيره على المجتمع العراقي." واما عن تبني المهرجا إصدار كتاب (الفن الثامن) لأنس الموسوي فأكد العكيلي: "هو إضافة كبيرة إلى المكتبة السينمائية العراقية،  فهو الكتاب الأول من نوعه الذي يتناول القضايا التقنية والفنية لصناعة أفلام التحريك، هذا الكتاب سلط الضوء على بدايات سينما التحريك في العالم ومن ثم تناول أهم برامج الرسم والتحريك التي يعتمدها صناع الإنيميشن في إنجاز افلامهم، وأنا شخصيا سوف أحاور أنس الموسوي عن فنه الثامن وأهم ما جاء في متن هذا الكتاب.

وبخصوص طبيعة تشكيل  لجان المهرجان أكد حسين العكيلي:" لقد امتازت لجان المهرجان هذا العام بالمهنية العالية واتباع الأتكيت في كل التفاصيل، الأمر الذي سيسهم في إنجاح المهرجان فهم أناس متمرسون على إدارة مهامهم بشكل فني مميز، كما أنهم يمتلكون وعياً ثقافياً وفنياً وهذا ما يميزهم عن غيرهم، فأنت تتعامل مع فنان يفهم معنى وجود فيلم يعرض في صالة السينما بشكل مختلف عن شخص آخر لا يعي ذلك، كما كان لهم دور كبير في تنظيم جميع فعاليات المهرجان."


وختم المدير الفني للمهرجان المخرج حسين العكيلي:" أخيراً إستطعنا أنا وأخي وصديقي المميز الدكتور عامر صباح المرزوك رئيس المهرجان أن نضع بصمة لمدينتنا متمثلة بمهرجان بابل لسينما الأنيميشن،  لنشر وإشاعة ثقافة أفلام الأنمي في العراق وخصوصاً في محافظة بابل، كما أننا سنواصل العمل على إقامة النسخة الرابعة من المهرجان في العام المقبل والتي ستحمل مفاجآت أخرى مميزة .. وشكراً لكل من وقف معنا ودعمنا لإقامة مهرجاننا هذا.. وشكراً لكل الجهود الكبيرة التي بذلتها لجان المهرجان بدأءاً من اللجنة العليا للمهرجان ومروراً بلجنة المشاهدة، ولجنة الحكم، واللجنة الفنية، واللجنة الإعلامية، ولجنة التشريفات.. شكراً لجميع الداعمين لمهرجاننا مهرجان بابل لسينما الانيميشن بنسخته الثالثة."


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن