كتب : عبد الله سلام
لا يزال الوقت مبكراً للحكم على الأعمال الرمضانية في العراق، التي ستحظى بأكبر مقبولية وأعلى نسبة متابعة، لكن ما هو واضح حتى الآن من بين مجموعة أعمال درامية برزت وسط غزارة الإنتاج، إن مسلسل (خان الذهب) الذي لمع نجمه وتدور أحداثه في إطار دراما اجتماعية حيث يناقش العديد من القضايا التي تخص المجتمع العراقي بأجواء لا تخلو من الرومانسية والتشويق، وقد حظي بمساحة كبيرة لدى المشاهدين العراقيين، لكنه لم يسلم أيضاً من الانتقادات التي وصفته بالبعيد عن الواقعية، كما أن هناك قنوات فضائية تقوم بعرض حلقات المسلسل الذي تدور أحداثه بين عائلتين يعملون بصياغة الذهب، بالإضافة إلى إحدى العوائل ميسورة الحال التي تمر بمشكلات كثيرة. أحداث المسلسل تدور بشكل أساسي بين أسرة عراقية تواجه الحياة بالكثير من الصعاب والأزمات والمشكلات المتنوعة ويسعى أفراد الأسرة من أجل حل هذه المشكلات بجميع الطرق والمحاولات ، وغير ذلك مما يواجههم من القضايا الاجتماعية التي تحدث في واقع المجتمع العراقي، الأمر الذي ساهم في استقطاب المتابعين والمشاهدين العراقيين لمتابعة حلقات هذا المسلسل وترقب أحداثه غير المتوقعة. ويعد (خان الذهب) من أنجح المسلسلات العراقية التي تم عرضها خلال أيام شهر رمضان الكريم ولا تزال حلقاته شيقة ومليئة بالأحداث والتطورات، لكنه وبحسب متابعين فإن المسلسل لم يُكتب له الخروج عن سياق الإنتاج الدرامي العراقي الذي لا يزال يعاني من فقدان وحدة الموضوع إضافة إلى ضعف الحوار. ووصفوا حوار المسلسل بالضعيف في بعض المشاهد التي كانت تحتاج إلى قوة النص وإظهار براعة المؤلف في تقديم الرسالة، وعلى الرغم من ذلك فإن المسلسل نال استحسان الكثيرين، ولم تظهر هذه الانتقادات بشكل كبير حول رصانة العمل الدرامي، بقدر ما ابتعد بقصته عن الواقع العراقي. البعض يقول أن المسلسل نجح في الخروج عن المألوف في الإنتاج العراقي، ونجح في تقديم قصة متكاملة تشد المتابع وتحفّزه على مدار الوقت، وهذا غير معتاد في الدراما العراقية في السنوات الأخيرة التي تراجعت بشكل كبير على مستوى الأداء والفكرة والكتابة والإنتاج، لكن هذا المسلسل الناجح فشل بمحاكاة الواقع العراقي، وأخذ منحى فنتازيا. الانتقادات تركزت حول، الواقعية الاجتماعية للعائلة العراقية، حيث أظهر المسلسل الشاب أمير وهو إبن صائغ ذهب معروف، يقيم علاقة مع إحدى العاملات التي تعمل في معرض مجوهراتهم، وهي من عائلة ميسورة الحال، واسمها حياة، وهذاغير معهود في المجتمع العراقي. كذلك، فيما يتعلق بقصة زواج أمير من حبيبته حياة، من دون حضور والده أو أمه معه لخطبة حياة، بدى المسلسل كما لو أنه يفتقد لحلقة هامة في سياق السيناريو والقصة. على ذلك النحو، لا يخفي الكثيرون إعجابهم بالمسلسل بالرغم من كل المثالب التي أثيرت حوله، معتبرين إياها انطلاقة واعدة لأعمال أكثر جاذبية ودقة، في حين يرى أخرون أن المسلسل نجح بكل شيء إلا فيما يخص بعض المواضع التي يخرج فيها عن الواقعية.