المواطن – متابعة
تكشف الأعمال الرمضانية المعلن عنها حتى الآن ضمن منافسات الدراما العربية عن حضور قوي للمسلسلات السورية سواء المقرر عرضها على إحدى المنصات الرقمية أو عبر الشاشة الصغيرة.وبرغم تنوع عناوين الأعمال السورية المشاركة في الماراثون الرمضاني المرتقب، فإن مسارات حكايا المسلسلات تظهر اتجاه أغلبها للدراما الاجتماعية التي تسيدت في السنوات الأخيرة السيناريوهات المعرضة في رمضان بسوريا.
وغالباً ما يقدم هذا الخيار لكتاب السيناريو فرصة لتأثيث المشهد الدرامي التلفزيوني بقضايا اجتماعية-إنسانية تراوح بين ماضي السوريين وحاضرهم، في محاولة لتعرية بعض الآفات التي تنخر في المجتمع وتؤثر في قيم أبنائه الأخلاقية من قبيل الفساد والفقر.
والمسلسلات السورية التي ما يزال بعضها قيد التحضير في سباق ضد الساعة، تستعين بنجوم يملكون قاعدة جماهيرية عريضة على غرار (السنديانة الدمشقية) منى واصف، مما يعزز فرص نجاحها في شد المشاهدين داخل سوريا وخارجها.
وتأتي عودة منى واصف إلى الدراما الاجتماعية السورية من بوابة "أغمض عينيك"، وذلك بعد مشاركتها في السنوات الأخيرة في أعمال سورية - لبنانية مشتركة، حيث كان لها حضور بارز في مسلسل "الهيبة" بأجزائه الخمسة، ثم في "ممالك النار"، فـ"وأخيرا" الذي عرض في موسم رمضان 2023.
وتحظى الأسرة باهتمام كبير من قبل صناع الأعمال الدرامية لتعدد موضوعاتها وتشعب القصص التي يمكن النفاذ منها إلى الكثير من المشاكل الحياتية التي تعاني منها جل الأسر السورية، فمن حي شعبي بمدينة دمشق يطل "ولاد بديعة"، حيث يقابل كل منهم العديد من الصعاب والتحديات في رحلة سعيهم لتحقيق أحلامهم المختلفة.
ويعرض المسلسل قصة جديدة ومختلفة يعيش في خضمها الأشقاء الأربعة مع والدتهم "بديعة" التي تبذل جهودا جبارة لتربيتهم وتوفير حياة كريمة لهم. وفي توليفة من القصص الاجتماعية القائمة على الحب والجريمة والانحلال والأطماع، يحاول "بيت أهلي" تقديم معالجة درامية لهذه الآفات في إطار تحضر فيه المشاهد الرومانسية والمواقف الكوميدية.
ويجمع المسلسل نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية بينهم أيمن زيدان، مديحة كنيفاتي، صفاء سلطان، عبدالفتاح المزين، ورامي أحمر، كما يشهد العمل عودة المؤلف فؤاد شربجي للكتابة الدرامية الشامية عبد غياب عقدين.
ومن عمق التاريخ تطل الحارة الدمشقية في إطار درامي اجتماعي من مسلسل "عزك يا شام" الذي يتناول قصصا مختلفة منفصلة متصلة تدور أحداثها في أربعينيات القرن الماضي.ويحمل المسلسل توقيع المخرج رشاد كوكش، وتأليف كل من نادين خليل ومحمد حميرة، ويشارك فيه عدد من نجوم الشاشة السورية بينهم وفاء موصللي، سعد مينا، فايز قزق، صباح بركات، حسام تحسين بيك، عبير شمس الدين، سحر فوزي، أمانة والي، جيني أسبر، جمال العلي، وعهد ديب.
وتحضر البيئة الشامية بنفحات من الماضي.. أيضا في عمل جديد للنجم تيم حسن الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل سوريا وخارجها تجعل أعماله سواء منها القديمة أو الجديدة محل متابعة.ويظهر حسن من جديد كمحور للحراك الدرامي والدافع الأساسي إلى سير الأحداث في مسلسله الجديد "تاج"، إذ لا ينفك النجم السوري الشهير باسم "جبل" الشخصية التي رافقت المشاهدين في العالم العربي لخمسة مواسم في مسلسل "الهيبة"، عن مشاركة متابعيه صورا من كواليس العمل.
وكشفت هذه الصور عن ملامح شخصيته الجديدة "تاج الدين الحمَّال" والتي تنتمي لحقبة زمنية قديمة، وقد حمس تيم متابعيه بالقول في إحدى تدويناته "شامنا فرجة".وتدور أحداث المسلسل وهو من إخراج سامر البرقاوي وتأليف عمر أبوسعدة وإنتاج شركة الصباح، في حقبة خمسينيات القرن الماضي وتحديدا فترة الانتداب الفرنسي في سوريا.
وهذا ما تناوله طاقم عمل "شر البلية" الذي يطرح من خلال حلقات منفصلة متصلة العديد من القضايا الاجتماعية المعاصرة مثل الفساد، البطالة، الفقر، العلاقات الاجتماعية، وغيرها في إطار كوميدي ساخر.كما تحضر مسلسلات أخرى بمواضيع شيقة تمزج الاجتماعي بالبوليسي مماثلة في عدة أعمال بينها مسلسل "رماد الورد" الذي تدور أحداثه حول جريمة يتفرع عنها عدد آخر من الجرائم.ويحضر الأكشن في مسلسل "المعبر" الذي يعود بمشاهديه إلى العام 2005، وهو عمل من إخراج يزن شربتجي وتأليف حمزة اللحام، ويجمع كل من كاريس بشار، مكسيم خليل، عباس النوري، أنس طيارة، ولين غرة.أما الثنائي علي وجيه ويامن الحجلي، فيدخلان في سادس مشروع يجمعهما وثالث مسلسل يخرجه لهما المخرج سيف الدين سبيعي، بنية العلاقات الاجتماعية من خلال شخصيات "مال القبان" متعددة الشرائح.
ولا يظهر تركيز الدراما السورية على الجوانب الاجتماعية في الجديد من أعمالها فحسب، بل يبرز كذلك في مواسم جديدة لعدد من المسلسلات التي سبق عرضها.ومسلسل "كسر عضم" الذي اختار له القائمون عليه عنوان "السراديب" في جزئه الجديد، وهو لا يختلف عن "مال القبان" في طرحه، فهو أيضا دراما اجتماعية تحاكي الواقع السوري بمختلف شرائحه، وفق مخرجته رشا شربتجي.
إضافة الى "العربجي2" بطولة باسم ياخور، سلوم حداد، ديمة قندلفت، نادين خوري، فارس ياغي، شادي الصفدي، مديحة كنيفاتي، وحسام الشاه.
وتناولت الأخبار المتداولة حول العناوين السورية التي ستكون حاضرة للعرض رمضان المقبل الجزء الرابع عشر من مسلسل "باب الحارة" الذي عرف انتشارا كبيرا في الوطن العربي.الأعمال المنتظر عرضها رمضان المقبل تطالع المشاهد العربي عامة والسوري خاصة بعرض همومه العائلية وما يتفرع عنها من مشكلات تؤرقه، في محاولات متكررة للإجابة على مجموعة من احتياجاته الاجتماعية، إلا أنه يعاب عليها إسقاطها للقضايا السياسية التي اختفت، أو تكاد من المشهد الدرامي التلفزيوني.