كتب - المحرر الفني
واصل الفيلم العراقي الروائي الطويل (جنائن معلقة) للمخرج المبدع أحمد ياسين الدراجي مشواره وحصاده الوافر من الجوائز والمركز المتقدمة والمهمة والمميزة سينمائياً، حيث حصد ثلاث جوائز هي أفضل فيلم روائي وأفضل سيناريو وأفضل ممثل التي ذهبت إلى بطله الشاب حسين محمد جليل،في ختام الدورة الـ13 من مهرجان مالمو للسينما العربية، التي أسدل الستار عليها، الأربعاءالماضي في السويد، في حفل استضافته قاعة لوفتكاستليت (قلعة الهواء) المطلة على جسر أوريسوند بمدينة مالمو.
ويتناول الفيلم أثار الحروب الدامية التي عصفت بالعراق من خلال قصّة صبي في الثانية عشرة من عُمره يُدعى أَسعد وشقيقه الأكبر طه اللَّذان يحاولان كسب عيشهما عن طريق جمع البلاستيك والمواد المعدنيَّة من مكبّ النفايات المعروف بِاسم (جنائن بابل المعلَّقة) في بغداد. في أحد الأيام، يعثر أسعد على دمية مطاطية جنسيَّة فيقرّر الاحتفاظ بها وأخذها معه إِلى المنزل. حين يكتشف طه بالأمر يُعنف أخاه بشدَّة، ولكن أسعد يصمّم على الاحتفاظ برفيقته المطَّاطيَّة الشَّقراء ويذهب بها إلى ثكنة عسكرية مهجورة ليتجنَّب مطاردة أخيه. يُخبر أسعد صديقه القديم أمير بأمر الدُّمية ليبدأ الصِبيان معاً مغامرة للرّبح ويلقى مشروعهما الجريء إقبالا كبيرًا من مراهقي وشباب المدينة، في سردية دراميّة لا تخلو من الفكاهة نسجها بلغة فنيَّة متميزة أحمد ياسين الدراجي في فيلمه الطويل الأوَّل. وعُرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما حاز الفيلم على جائزتي أحسن فيلم وأحسن تصوير في المسابقة الرسميّة لمهرجان البحر الأحمر.
المخرج السينمائي الشاب أحمد ياسين الدراجي سبق له أن خاض تجربة إخراج افلام قصيرة ودرس السينما أكاديمياً في معهد لندن للسينما، وخاض تجربته الأولى في (جنائن معلقة) الذي اشترك في كتابة السيناريو له مع الكاتبة والمنتجة البريطانية من أصل أميركي ماركريت غلوفر، والمنتج الرئيسي له شركة (عشتار - عراق للانتاج السينمائي ) التي تديرها المنتجة السينمائية هدى الكاظمي.وضم فريق العمل: أحمد ياسين - كاتب ومخرج.هدى الكاظمي - منتجة رئيسية.مارغريت غلوفر - كاتبه مشاركة ومنتجة مشاركة.مي عودة - منتجة مشاركة لمرحلة ما بعد الأنتاج.دريد المنجم - مدير تصوير.ميدو علي - مدير صوت ومونتير.مايكل راكويتز - التصميم الفني.عمار عباس - منفذ ادارة فنية.شهد علي - منتج منفذ.شهد الطائي - مساعد منتج.وارث كويش - مساعد مخرج اول ومنتج منفذ.رغد قاسم - مساعد مخرج ثاني.صبا عدنان - مساعد مخرج راكور.باقر ماجد بريسم - مساعد ادارة فنية واكسسوارات.علي محمد هادي - مسؤول أزياء، في حين تم تصوير الفيلم في أطراف العاصمة بغداد بين مدينة النهروان والباوية وحي النصر، ويبلغ طول تسعين دقيقة
وتم اختيار كل من الطفلين، (حسين محمد) الذي لعب شخصية (أسعد)، و(أكرم مازن) الذي لعب شخصية (أمير)، وكانت مدة تدريبهما طويلة لفهم الشخصية واتقان الدور، وأختير الممثل الشاب (وسام ضياء) لشخصية (طه)، والممثل القدير (جواد الشكرجي) لدور (الحجي)، والممثل (علي فرحان) لدور (عماد)، والمثل (عطية الدراجي) لدور (إمام الجامع) ،وغيرهم من الممثلين المحترفين".
ومن بين الأعمال السينمائية الفائزة في المهرجان، فيلم (هايفن) للمخرجة رين رزوق، الذي حصد جائزة أفضل فيلم غير روائي، بينما منح المشاهدون من خلال التصويت المباشر جائزة الجمهور للفيلم السوداني (أجساد بطولية) للمخرجة السودانية سارة سليمان.وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم (بطاطا) للمخرجة الكندية من أصول لبنانية وسورية نورا كيفوركيان، في حين نوّهت اللجنة بالفيلم التونسي (تحت الشجرة) للمخرجة أريج السحيري.ونالت الجزائرية عديلة بن ديمراد جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (ملكات)، فيما حصل الفلسطيني فراس خوري على جائزة أفضل إخراج عن فيلم (عَلم). وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالجائزة فيلم (ماما) للمخرج المصري ناجي إسماعيل، وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم اللبناني (يرقة) للمخرجتين ميشيل ونويل كسرواني، كما نوهت اللجنة بفيلم (ألمظ) للمخرجة ميا بيطار من السودان.ويُعد مهرجان مالمو الذي تأسس في عام 2011، أكبر نافذة للسينما العربية بالدول الاسكندنافية، ويستضيف سنوياً مجموعة من صناع ونجوم السينما.وقال رئيس ومؤسس المهرجان محمد قبلاوي في كلمة الختام: "لن نسدل الستار، بل نختتم العيد السينمائي الثالث عشر من مهرجان مالمو للسينما العربية بالإعلان عن بدء أعمال الدورة الرابعة عشر، والتي ستقام في الفترة من 22 إلى 28 أبريل 2024".