29 Oct
29Oct

كتب – عبد العليم  البناء

 يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم المتميز والفاعل في مختلف المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات والورش والندوات المسرحية العربية والدولية دون انقطاع، مؤكدين جدارتهم واقتدارهم صناعاً للجمال والإبداع وحصدهم للكثير من الجوائز وتبوأ المراكزالمتقدمة، وهاهم يواصلون حراكهم الإبداعي في فضاءات وخشبات المسرح عبرمشاركة واسعة وكبيرة في النسخة الرابعة والأولى دولياً لمهرجان الدن المسرحي الدولي الذي أقامته فرقة الدن للثقافة والفن في سلطنة عمان، وانطلقت فعالياته في الثاني والعشرين من هذا الشهر وتختتم  اليوم الاثنين الحادي والثلاثين من شهر تشرين الثاني أكتوبر الجاري، واستمر لمدة عشرة أيام متتالية، واحتضنته الجمعية العمانية للسيارات في مسقط العمانية، تحت شعار (أهلاً بالعالم في سلطنة عُمان)، متضمناً عروض مسرح الكبار ومسرح الأطفال ومسرح الشارع، حيث يعد المهرجان حدثاً ثقافياً فريداً من حيث تنوعه بوجود ثلاثة مسارح في آن واحد بالإضافة إلى مسابقات أخرى كمسابقة أفضل صورة مسرحية ومسابقة أفضل فريق إعلامي لإبراز التنوع والإبداع المحيط بالمهرجان. 

بمشاركة31 دولة عربية وأجنبية، وقد تم اختيار 24 عرضاً مسرحياً للمشاركة في المهرجان، مع مشاركة فرق من سلطنة عمان، وأخرى من خارجها وفي مقدمتها العراق إضافة  الى الكويت والأردن وتونس والمغرب ومصر وسوريا، إلى جانب فرق من إيران وإسبانيا وكازاخستان والهند وألمانيا وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، ويتضمن المهرجان عروض مسرح للكبار، ومسرح للأطفال، ومسرح الشارع، وبفعاليات ثقافية متعددة، وحضور لعدد كبير من النجوم والضيوف العرب ومن مختلف دول العالم.

 ويشارك في المهرجان وفد عراقي مسرحي كبير لنقابة الفنانين العراقيين بحضور بهي برئاسة المخرج المسرحي الدكتور  علي الشيباني، ومعقباً نقدياً  على العمل الإسباني، والكاتب والمخرج ماجد درندش معقباً نقدياً على العمل العماني.. 

كما يشارك المسرح العراقي عبر الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والآثارفي مسابقة مسرح الكبار، قدم المخرج العراقي مهند هادي، عن نص بمسرحية (خلاف) من تأليف وإخراج  الفنان مهند هادي، وبطولة الدكتورهيثم عبدالرزاق، والدكتورة سهى سالم، ومرتضى حبيب، ومعهم علي عادل السعيدي، حسين أمير، علي صباح وأسامة خضر، وتتحدث المسرحية  عن حكاية (أمل) التي يسعى نجلها (كامل) إلى إقناعها بالسفر خارج موطنها وتحديداً الى إسطنبول، وتتصاعد الأحداث حينما يصل الى (أمل) خبر أن نجلها اختفى في ظروف غامضة، لتكتشف أمام المحقق الذي استدعاها للسؤال عنه، أنه انضم في إسطنبول إلى عصابة إرهابية لتصب (أمل) غضبها على السلطة التي تلعب على العقائد الدينية في جميع مشاكلها التي تتعرض لها، وبرغم أن شخصية (أمل)، التي جسدتها الفنانة سهى سالم، اسم يحمل الأمل دائماً، إلا أنها كانت هنا إسماً على غير مسمى! وفي المسابقة ذاتها (مسرح الكبار) تشارك الفرقة الوطنية  للتمثيل أيضاً بمسرحية (أنا وجهي)، تأليف وإخراج الدكتورة عوطف نعيم، وبطولة الدكتورة شذى سالم وسمر محمد وشيماء جعفر، وتدور أحداثها حول مأساة المرأة العراقية في زمن الضياع والفوضي من خلال ثلاث شخصيات نسائية في جسد امرأة واحدة، الأولى تمثل المرأة العراقية المعاصرة، والثانية تمثل المستقبل المجهول، والثالثة الرقيب الداخلي أو (الضمير)، الأولى ضاع وجهها وضاعت ملامحها وضاعت شخصيتها بسبب كثرة الاحباطات والانتكاسات والحروب والقتل، والثانية مستقبلها المجهول الذي يضيع هو الآخر في سلوكيات متمردة من أبرزها إدمان المخدرات، والثالثة هو ضميرها الرقيب الذي يراقب تصرفاتها ويحاسبها ويحملها مسؤولية الضياع. 

كما شاركت مسرحية ( وطن VIB) لفرقة الفنون الأدائية الصامتة في مسابقة مسرح الشارع، وهي من تأليف  وتمثيل وإخراج الفنان حسين مالتوس، ويتناول معاناة المواطن العراق  والتحديات التي يواجهها باستمرار تحت مختلف الظروف.. وعلى الصعيد ذاته تشارك مسرحية (الأمنيات الذهبية) لفرقة الزرقاء المسرحية بالأردن ، وهي من تأليف الدكتورة عواطف نعيم وتأليف الاشعار والأغاني للشاعر العراقي  جليل خزعل، ومن إخراج الفنان الأردني رمضان الفيومي وتمثيل خالد المسلماني وتسنيم أبوعيشة وسارة سعيد محمد رسول وسليم جمول.

 كما شارك العراق في الندوة الفكرية للمهرجان التي أقيمت تحت عنوان (مسرح الشارع تجارب ومفاهيم)  قدم فيها الأكاديمي والناقد المسرحي  الدكتور بشار عليوي ، دراسته النقدية في الجلسة الأولى للندوة الفكرية الدولية لمهرجان الدن الدولي حول (مسرح الشارع: تجارب ومفاهيم)، أعقبها توقيع كتابه (مسرح الشارع - دراسة ونصوص) بطبعة ثانية عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل ، ويقع في 127 صفحة من القطع الوزيري وضم  - حسب المؤلف - مجموعة من النصوص لعدد من المؤلفين العرب والمكتوبة بقصدية لمسرح الشارع والتي هي في أساسها شحيحة جداً لا بل هي معدومة بسبب عدم اهتمام الغالبية العظمى من كُتاب المسرح العربي بالكتابةِ لمسرح الشارع , ضمَّ الكتاب باقةً من النصوص بأقلام عدد من الكُتاب العرب والمهتمين بهِ , والكتاب هوَ خطوةٍ أُولى لسد النقص الحاصل في المكتبة المسرحية العربية التي تخلو من وجود نصوص كُتب بأقلام كُتاب مسرحيون عرب مخصوصة لمسرح الشارع , فقد ضَمَّ بالإضافة الى مُقدمتهِ , دراسة عن ماهية مسرح الشارع , وسبعة نصوص (بضمنها نص لمؤلف الكتاب) كُتبتْ خصيصاً لمسرح الشارع وقد تم ترتيبها داخل متن هذا الكتاب وفقاً للترتيب الأبجدي لكُتابها بقطع النظر عن بلدانهم .كما تم إختيار الدكتور بشار عليوي رئيساً للجنة التحكيمية لعروض مسرح الشارع بمهرجان الدن الدولي وضمت اللجنة كُلاً من الفنان عادل شمس من البحرين، والفنان فالح فايز من قطر، والدكتورة عزة القصابي،والفنان عُمير انور من سلطنة  عُمان.

 وقدم الفنان العراقي الكبير عزيز خيون ورشة عن التمثيل المسرحي  وما ينبغي على الفنان أن يتعرف عليه ضمن أبجدية التمثيل المسرحي  في إطار المهرجان، الذي شهد أيضاً مشاركة الفنان العراقي أمين جبار بتقديم وإدارة ورشة كوريوغراف بعنوان (الممثل فلسفيًا وفنيًا وسايكولوجيًا) شارك فيها العدييد من المسرحيين المشاركين بهذه الدورة من المهرجان

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن