ضمن جهوده المتواصلة في توثيق الإرث الثقافي والاجتماعي لمدينة أبي الأحرار "عليه السلام"، نشر مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وضمن موسوعته الحضارية الشاملة عن المدينة، بعضا من أحوال أهلها خلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك.
وجاء في المحور التاريخي للموسوعة، أن "من أهم الليالي في رمضان التي يحتفل فيها الناس هي ليلة الخامس عشر من رمضان، ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)"، مشيرا الى أن "الاحتفالات تقام بهذه المناسبة في الصحنين الشريفين وفي معظم المساجد والبيوت، فيما هنالك مراسيم معينة للصلاة والدعاء وقراءة القرآن في ليالي القدر".
ويذكر قسم التاريخ الحديث والمعاصر أن "الرحالة (فوك) وصف أوضاع المجتمع الكربلائي خلال شهر رمضان، أبان وجوده في مدينة كربلاء خلال تلك الفترة من عام 1874م ، قائلا: إن المساجد فتحت أبوابها بشكل لافت واتسعت حركة المدينة، كما وصف ليالي رمضان بأنها (أجمل ما رآه في العالم).
وتنقل الموسوعة عن "فوك"، تأكيده إن "الناس ينشغلون ليلاً في الصلاة وتلاوة القرآن، وقراءة الأدعية، ثم القيام بالزيارات، إذ يكثر التزاور في رمضان"، مشيرا الى أن "هذه الزيارات تعمل عملها في معالجة بعض الأحقاد والضغائن وإعادة الصفاء الى بعض النفوس، فلا ينتهي رمضان إلا ويكون قد زال كل شيء مما كان قد تسرب في النفوس من الضغائن جراء تلك الزيارات المتبادلة".