المواطن – خاص
صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح في دولة الامارات العربية المتحدة - الشارقة كتاب (فنون الإيماءة / المايم والبانتومايم) للباحث والفنان الايمائي العراقي د. أحمد محمد عبد الامير.
تمحور اهتمام الكتاب وهدفه بمحاولة دراسة فن التمثيل الإيمائي الصامت، ورصد تطوره التأريخي العالمي والعربي، وتحديد أشكاله وأنماطة الأدائية وبنائها المفاهيمي والتقاني ويكشف الغمامة والغموض في الأنماط ويحدد ملامحها ونوضح الإشكال الإصطلاحي والمعرفي الذي تقع فيه العديد من المصادر والتراجم والبحوث، لما لهذا الدور المعرفي في تحديد الأطر الخاصة بمنهج الأداء الإيمائي الصامت وكل ما يخص المؤدي والأداء في خشبة المسرح وآلية التصميم والتأليف للعرض الايمائي، بالإضافة إلى العناصر التقنية المرافقة للعرض المسرحي من ماكياج وازياء وأصوات، كما نكشف الغطاء عن الإرث الأممي والعربي القديم والحديث في المشهد الإيمائي الصامت بإعتباره منجزاً إنسانياً، ثقافياً، وجمالياً.
تتجلى أهمية الكتاب والحاجة اليه بدراسة جانبين مهمين: الأول: يهتم بدراسة التطور التاريخي لفن الإيماءة الصامت ودراسة عناصره الفنية، لما لها منْ أثرٍ في تتبع الدور التاريخي للحضارات الإنسانية ودورها في نشأة الفنون الإيمائية. والثاني: محاولة التأسيس لقراءة العرض الإيمائي الصامت ودراسة العناصر الفنية المؤسسة للمشهد الإيمائي، وإشتراطات الاداء وواجبات الممثل، والمخرج، وكاتب النص الإيمائي الصامت.
كذلك يُعنى بتصميم الحركة التعبيرية، لما لها من أثر معرفي في إنتاجِ وتصميمِ وقراءةِ العرض الإيمائي للمخرج والمؤدي والمدرب الإيمائي. كما هناك حاجة ضرورية لهذا الكتاب، عَبْرَ تحديد واجبات ومهام المخرج والمصمم للعرض الإيمائي، بالإضافة إلى دراسةِ نادرة في تتبع أشكال الفرجة العربية الإيمائية القديمة من فجر ظهور الاسلام إلى الوقت الحاضر كاشفًا الضوء عن أشكال أدائية نادرة ذكرت في بطون الكتب التأريخية لنعلم من خلالها معرفة العرب (قديماً) بأشكال فنون الإيماءة الصامتْة لمْ يتم التطرق إليها بشكل تفصيلي ومستقل.
إحتوى الكتاب على ستةِ فصولٍ، موسومة بالعناوين الآتية : الفصل الأول/التطور التأريخي لفنون الإيماءة الصامتة، والإشارة فيه إلى ولادة مفهوم الصمت والتعبير الحركي وصولًا إلى بدايات المشهد الإيمائي البدائي، متنقلًا بين مراحل التاريخ والحضارات والثقافات المتعددة لتسليط الضوء عن أنشطتها وتجاربها الإيمائية، منتقلًا إلى مراحل الإرتقاء الفني والجمالي والمعرفي إلى حداثة التجربة وأشكالها المتعددة ومنها المايم والبانتومايم والأشكال الفنية المعروفة منها (المايم الذاتي، المايم الموضوعي، المايم جسدي، المايم تماثيل ... إلخ ).
الفصل الثاني/المؤدي الإيمائي الصامت: (الواجبات ، والإشتراطات)، وهو فصل تقني مفاهيمي يهتم بواجبات الممثل والاشتراطات والسمات الواجب توافرها فيه، هذا بالإضافة إلى أعراف وتقاليد المسرح الصامت للأنماط الأدائية.
الفصل الثالث / كتابة السيناريو الصامت، طاقة التأليف، والمصمم الإيمائي، فصل معرفي يبحث في العلاقة ما بين النص الدرامي مع المخرج (الثنائية المؤسسة للمشهد الإيمائي) مع تحديد ببيئة النص المكتوب للمسرح الإيمائي.
الفصل الرابع /التعبير الحركي للممثل الإيمائي، ويتطرق إلى آلية التعبير الحركي الإيمائي للممثل الصامتْ وكيفية تشكيل الحركة وتحقيق الدلالة القصدية.
الفصل الخامس/التمثيل الإيمائي الصامتْ في الفرجة العربي، ويبحث عن مراحل النشوء والإزدهار (الجاهلي والإسلامي) للأشكال الأدائية الصامتة وشبه الصامتة ، دونتْ في بطون وأُمهات الكتب والمراجع العربية المهمة، لنعلم أن للعرب منجز إيمائي واضح وجزء من الفرجةِ الإيمائية الصامتة، منها الصفاعنة، والسماجة، والكرج .. إلخ، وصولًا الى القرن التاسع عشر وحداثة التمثيل الصامت عربياً ومنه إلى تجارب الممثلين الإيمائيين العرب الأبرز في النصف الثاني من القرن العشرين في نشر التجربة الإيمائية في الساحة الفنية والمؤسسات الأكاديمية إلى يومنا هذا.
الفصل السادس/نماذج تطبيقية سيناريو صامت موجه للأطفال، يقدمه الكتاب للقراء أنموذجاً للنص المكتوب للمسرح الإيمائي الصامتْ.
يأمل المؤلف أن يقدم الكتاب فائدة (معرفية، ومفاهيمية، وتقانية ) عن فنون الإيماءة والصمت، للإيمائيين والفنانين المسرحيين والفرق المسرحية الخاصة بفنون المسرح الايمائي، والباحثين العرب في مجال الفنون المسرحية عامة، والمشتغلين أو المتخصصين في المؤسسات الأكاديمية بشكل خاص، فضلاً عن طلبة كليات الفنون المسرحية.