كتب – عبد العليم البناء
وسط بهجة وفرح صناع السينما العراقيين والعرب، وبرعاية كريمة من لدن رئيي الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، اختتمت، في المسرح الوطني في العاصمة بغداد، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان بغداد السينمائي (دورة محمد شكري جميل) مساء الأربعاء الماضي الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح بإشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار، للمدة من العاشر ولغاية الرابع عشر من شباط 2024، وبحضور وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثارالدكتور قاسم السوداني، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية الدكتور عارف الساعدي، ونقيب الصحفيين العراقيين رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب الأستاذ مؤيد اللامي، وعدد من المسؤولين الى جانب الضيوف من النجوم وصناع السينما العراقيين والعرب الين تهادوا على السجادة الحمراء للمهرجان وجمهور غفير من عشاق السينما وعد كبير من وسائل الإعلام العراقية والعربية والاجنبية.
وشهد حفل الختام الذي أداره الفنان مازن محمد مصطفى، وقبل الإيذان بالسلام الوطني، أعلن الفنان مازن محمد مصطفى الذي ترنم قائلاً: مدي بساطي وأملأي أكوابي.. وإنسي العتاب فقد نسيت عتابي.. عيناك يا بغداد منـذُ طفولَتي.. شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي، عرض برومو عن كواليس المهرجان وفعاليات فنية شارك بها الفنان طاهر بركات، عازف الكمان والمطرب الذي غنى (جانا الهوى) و(أتوبه من المحبة)، الفنان قاسم السلطان الذي غنى (الليلة حلوة). تماهى الجمهور مع المطربين ، بينما إرتقى نقيب الفنانين.. مدير عام دائرة السينما والمسرح..
رئيس مهرجان بغداد السينمائي د. جبار جودي العبودي، المنصة، مرحباً: أهلاً بكم في ليلة بغدادية أخرى.. أشكر راعي هذا المهرجان رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني.. لو لا دعمه الحقيقي وإهتمامه ما كنا لنكون هنا، وأضاف: شكراً لوزارة الثقافة ومستشار رئيس الوزراء الشاعر د. عارف الساعدي؛ لأن هذا المهرجان ولد على يديه.. بيني وبينه.. شكراً لوكيل وزارة الثقافة، وشكراً لنقيب الصحفيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي، و... شاكراً المسهمين في إنجاح المهرجان. كما شكرد.جودي وزير الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني وكل من ساهم في دعم المهرجان ،من المسؤولين والمبدعين، واللجان العاملة المختلفة، وخاصة اللجنة التحصيرية التي عملت مع د.حكمت البيضائي مدير المهرجان، بشكل واصلت فيه الليل مع النهار،على مدار 7 اشهر من أعمال وتحضيرات، للخروج بمهرجان يليق بالفن العراقي.
واستأذن اليمانيون بشكر القائمين على المهرجان وهم يقدمون هديتهم لرئيس المهرجان، إذ قال الفنان أوسام عبد الرحمن: شعرنا أننا في بلدنا.. بين أهلنا.. دمتم بخير، في أيام توشحن بالفرح، لافتاً: عروض طرزت ذاكرتنا بأعمال عراقية وعربية عالية المستوى، تشكل حصيلة نتاج الشباب الذي يمثل رهان المستقبل. وقال مدير المهرجان د. حكمت البيضاني في كلمته: عروض وحوارات تواصلت طوال أيام المهرجان، متمنياً: اللقاء في العام المقبل، بعد أن جدد المشاركون العهد على الحضور في العام المقبل، ونعاهد من جانبنا.. نظير ذلك.. على المواصلة في سبيل تحقيق سلسلة مهرجانات متواصلة تستحيل تقليداً ثقافياً راسخاً بالعطاء والإبداع والأمل والتفاؤل وحيوية الحياة.
أشجت فرقة الخشابة البصرية، جمهور المهرجان بأجمل ما جاد به عزف كاظم كزار، على العود مبدعاً، كأن عودين يعزفان معاً بأربع أيدٍ.. وغنت الفرقة "هالليلة حلوة" و"يمحمد يا بو العود" و"أما براوه براوة.. أما براوه" و"حلوين".
وإختتم الحفل بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات الخمس، حيث تقدمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية أولاً، ليقرأ الفنان باسم قهار، رأيها الرسمي: تباينت مستويات الأفلام المشاركة وأفكارها، حيث وجدنا الفيلم الوثائقي العربي مهموم بمعاناة وطنه، لكن يعاني إرباكاً في تقديم وثيقة وبعض إلتماعات بحاجة للأخذ بها.
وأشرت اللجنة تنويهات بفيلمي "زيرو" إخراج أسعد الهلالي.. من العراق، و"مي" إخراج صلاح الحو.. من فلسطين، وذهبت الجائزة الى فيلم "سطل" إخراج عادل محمد إلحيمي.. من اليمن. وقال إلحيمي: أعجز عن التعبير في هذه اللحظات، شاكراً: العراق شعباً وحكومة، وأشكر منظمي المهرجان.. العراق عائد لقيادة السينما العربية.
ووقفت على منصة التتويج.. خشبة المسرح الوطني، لجنة تحكيم الأفلام المشاركة في مسابقة أفلام التحريك.. الأنيميشن، برئاسة محمد غزالة، وعضوية زياد تركي وحسين العكيلي.وأكد مدير التصوير السينمائي زياد تركي: شاهدنا عشرة أفلام من أجمل ما جادت به مخيلة السيناريست ورؤى الرسام وأفكار المخرج، مواصلاً: نقترح إدخال الفن ضمن الدراسة الأكاديمية وتوفير المنح اللازمة بدعم من المؤسسات الرسمية والمجتمعية.. المحلية والعالمية.
وأشار الى أن: اللجنة توصلت الى التنويه بفيلمي "طيف" إخراج ميثم هاشم.. من العراق، و"زوو" إخراج طارق الريماوي.. من الأردن، في ما فاز بالجائزة فيلم "سكتش" إخراج عدي عبد الكاظم. ومن ثم اعتلت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، خشبة المسرح الوطني، برئاسة المخرج صلاح كرم وعضوية منال سلامة وعمار جمال.. وبيَّن كرم: ضم هذا الكرنفال ستة عشر فيلماً، حملت رسائل من معاناة الشعوب العربية التي أقحمتها إرادات دولية في حروب هوجاء.. لا تبقي ولا تذر.
وقرأت بيان لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة الفنانة منال سلامة: إرتأت اللجنة.. بعد مشاهدة ستة عشر فيلماً.. إتسمت بروح المواطنة؛ لذا توصي اللجنة بمنح أكثر من جائزة.. ذهبية وفضية وبرونزية، منوهة بفيلم "الحفرة" إخراج عدي البازي.. من لبنان، كأفضل تصوير، و"يد أمي" إخراج كاردينيا هيمن، كأفضل سيناريو (كاردينيا هيمن).. العراق، و"فوتوغراف" إخراج المهند محمد كلثوم، ونال الجائزة البرونزية فيلم "فلسطين 87" إخراج بلال الخطيب.. فلسطين، و(الموجة الأخيرة) إخراج مصطفى فرماتي، وحقق الجائزة الذهبية، فيلم "ترانزيت" إخراج باقر الربيعي.
لجنة تحكيم مسابقة فضاءات سينمائية جديدة، وضمت في عضويتها: عبد الستار ناجي ود. حكمت داود.. قرأ بيانها رئيس اللجنة المخرج استناد حداد : شاهدنا عشرة أفلام من إنتاج نقابة الفنانين توزعت بين الروائي والوثائقي والأنميشن، تباينت المستويات وأشكال المعالجة.. منها الجيدة والمقبولة، موصين بضرورة دعم وتطوير مبادرة النقابة لخلق حراك سينمائي، داعين الى الإهتمام بالصورة الدرامية، متابعاً: قررت اللجنة منح الجائزة الثالثة لفيلم (نصب الحرية) إخراج حيدر موسى.. من العراق، والثانية لـ (مظلة) إخراج حيدر فهد حيدر.. من الأردن، والأولى لفيلم (شعلة) إخراج هاني القريشي.. من العراق. وكان مسك ختام جوائز المهرجان جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة..التي رأسها المخرج السوري والعربي الكبير نجدت إنزور، وضمت في عضويتها الفنان القدير محمد المنصور.. من الكويت، والفنانة الكبيرة فاطمة الربيعي.. من العراق، والسيناريست حامد المالكي من العراق، والمخرج محمد الدراجي من العراق.. منحت اللجنة تنويهاً بالفيلم العراقي (ميسي بغداد) للمخرج سهيم عمر خليفة، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الأردني (إن شاء الله ولد).
في حين ذهبت جائزة أفضل فيلم (وداعاً جولياً) للمخرج السوداني محمد كردفاني. وجائزة أفضل إخراج للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة عن فيلم (مطلقات الدار البيضاء). وجائزة أفضل ممثل للفنان العراق رائد محسن عن دوره في فيلم (اّخر السعاة). وجائزة أفضل ممثلة للفنانة العراقية زهراء غندور عن دورها في فيلم (ميسي بغداد). وجائزة أفضل سيناريو فاز بها سعد العصامي وولاء المانع عن فيلم (اّخر السعاة).
وجائزة أفضل تصوير فاز بها مايكل ديساي عن الفيلم اليماني (المرهقون). وشهدت صبيحة يوم ختام مهرجان بغداد السينمائي العرض العربي والعالمي الأول للفيلم السوري الروائي الطويل (يومين) للنجم السوري الكبير دريد لحام وإخراج باسل الخطيب، في سينما مسرح الرشيد الذي اقبل عليه جمهور المهرجان ليرفع لافتة كامل العدد، وعبر دريد لحام عن سعادته، وأن الجمهور العراقي والعربي شغوف دائماً بالفن والفنانين.ويحكي الفيلم قصة نغم (شهد الزلق) وصباح (جاد دباغ)، طفلان يهربان من تعنيف والدهما (حازم زيدان) لأمهما (نجاح مختار) بعد كل مرة يعود فيها الأب إلى البيت مخموراً أو خاسراً على طاولة القمار.. وبعد مكيدة لطيفة يحيكها الولدان، فيلوذان بعربة تنقل الخضراوات والفواكه من أسواق العاصمة إلى قرية في ريف دمشق، ويحدث أن يكون صاحب العربة هو غيث (دريد لحام) الرجل المسن المشهود له بالحكمة والنزاهة، ويعيش وابنته الوحيدة (رنا شميس) من العمل في دكان السمانة وصيانة الأجهزة الكهربائية.
كما شهدت الصبيحة ذاتها توقيع عدد من الإصدارات السينمائية للمهرجان التي شملت كتاب (جواهر سينمائية عراقية) للكاتب والاعلامي المعروف عبد العليم البناء، وكتاب (الفيلمو غرافيا العربية) للناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس، وكتاب (مذكرات مدير إنتاج سينمائي) للراحل الكبير ضياء البياتي ، إضافة الى العدد الخاص (14) من مجلة (السينمائي) الذي جاء في 96 صفحة المكرس للاحتفاء بالمهرجان ، فضلاً عن كتاب (حفلة عشاء) الذي ضم 13 سينايوفيلم روائي قصير للكاتب عبد الحسين ماهود.