كتب – عبد العليم
البناء تستعد مديرية الإنتاج الدرامي في شبكة الإعلام العراقي لاستقبال الموسم الرمضاني يإنتاج وجبة جديدة من الأعمال الدرامية التي تعرضها لجمهورها هذا العام على قناة العراقية العامة ،وسط منافسة شديدة مع نخبة من الأعمال الدرامية التي تنتجها بكثافة في مثل هذا الموسم القنوات العراقية والعربية، وقد استطاعت هذه المديرية من وضع أمور وأهداف عدة لكي تغادرحالة الركود التي عاشتها طوال السنوات السابقة لأسباب عدة، متجاوزة الإخفاقات والخروقات والخطط المرتجلة واللامسؤولة، مستفيدة من الدعم الكبير من لدن السيد رئيس مجلس الوزراء وإيمانه العميق بالدور الإيجابي والكبير للقوة الناعمة في معركة البناء والإعمار والتطوير ومكافحة الفساد والإرهاب، وتعد الدراما التلفزيونية إحدى أدوات هذه القوة الفاعلة ..
وقد سعت شبكة الإعلام العراقي بإشراف رئيسها الدكتور نبيل جاسم الى إنتاج تسعة أعمال درامية جديدة من تأليف وإخراج وتمثيل نخبة من الكتاب والمخرجين والممثلين من مختلف الأجيال ما بين الكبار والشباب والنجوم الصاعدة، حيث يشهد الموسم عرض مسلسلات متنوعة ما بين الاجتماعي والشعبي والتشويقي والكوميدي وغيرها، والتي يعتقد المسؤولون في الشبكة أنها ستلبي حاجة وطموح العائلة العراقية خاصة والجمهور العراقي عامة بمختلف مشاربه وفئاته وشرائحه، ضمن توجه حيوي وفعال يهدف إلى إعادة الثقة بالدراما العراقية الأصيلة والرصينة..
ومن أجل تسليط الضوء على هذه الأعمال الدرامية التي ستطل على شاشة العراقية في الموسم الرمضاني الجديد، كانت لنا هذه الجولة من الحوار مع المخرج وديع نادر مدير الإنتاج الدرامي في شبكة الإعلام العراقي، والذي ابتدأناه بالسؤال الآتي:
* بعد توقف ليس بالقصير للدراما العراقية وبالذات في المواسم الرمضانية ولأسباب عدة .. تبرز من جديد باقة من الأعمال على مائدة رمضان الدرامية ..
ترى ما الذي ستتميز به عن المواسم السابقة ؟
- منذ أكثر من عشر سنوات توقفت عجلة الدراما العراقية بسبب أحداث الحرب على عصابات داعش والأزمة المالية وعدم وجود تخصيصات، وبجهود استثنائية من دولة رئيس الوزراء لتوجيه النظر الجاد والمثمر الى هذا الملف المهم الذي يلامس واقع وطموحات المجتمع العراقي، حيث عمل على دعم الانتاج الدرامي في شبكة الاعلام العراقي، مديرية الانتاج الدرامي بمبادرة كريمة وسخية.
وفي هذا الموسم إن شاء الله سيكون هناك تسعة أعمال متنوعة ومختلفة نأمل أن تلامس مشاعر ووجدان وتطلعات المشاهد..
وبما يجسد حقيقة أن الدراما تصنع الحياة، ومن خلال اختياراتنا لهذه الأعمال نشعر التي تدور أحداثها وموضوعاتها وثيماتها حول قضايا وأزمات اجتماعية وإنسانية فضلاً عن القضايا الوطنية والتربوية الهادفة التي حاولنا تسليط الضوء عليها في هذا الموسم الحافل فعلاً بالدراما الأصيلة والمتجددة.
* لنلق نظرة على الاعمال التي ستقدمونها خلال هذا الموسم ؟
- تقدم لنا أكثر من ثمانية وأربعين نصاً تلفزيونياً، وعملت عليها بجهد وبدأب لا يخلو من الدقة لجان عدة..منها: لجنة اختيار النص، ولجنة قراءة النص، ولجنة وضع ميزانية النص، فتم اختيار تسعة نصوص، كانت أفكارها ومعالجاتها مختلفة عن الأخرى، وأسندت لمخرجين وفنانين وفنيين من مختلف الأجيال، كما تم تصويرها بأحدث الأجهزة والمعدات التلفزيونية في الصوت والإضاءة والمونتاج والمؤثرات وغيرها، وهي مسلسلات : (أقوى من الحب) للمؤلف الكبير صباح عطوان والمخرج عزام صالح، و(خيوط حرير) للكاتب الكبير باسم شبيب والمخرج الكبير علي أبو سيف، و(ناي) تأليف الكاتب الكبير أحمد هاتف وأخراج الشاب ملاك عبد علي، و(كريستال) للكاتب المهم محمد خماس وأخراج محمد جعفر، و(حضرة السيد أمبير) تأليف الفنان الموهوب القادم من البصرة محمد قاسم وإخراج يونس لطيف، و(ضوء أسود) للكاتب الكبير ناصر طه وإخراج أحمد سامح، المخرج المصري المعروف، وهو من بطولة ندى عادل وكثير من الممثلين العراقيين، و(ألو تكسي) للمؤلف طلال هادي والمخرج علي سعد ومن بطولة ماجد ياسين، و(ملاك) تأليف حسين النجار ومن أخراج أيمن ناصر الدين من سوريا، و(انفصال) للكاتب الشاب نهار حسب الله وغيداء العلي والمخرج الكبير جمال عبد جاسم.
* يبدو من حديثكم أنكم حاولتم الاعتماد على الوجوه الجديدة دون نسيان الاسماء المخضرمة تأليفاً وإخراجاً، فما الذي دعاكم الى ذلك؟
- نحن عمدنا في هذا الموسم إلى أن نشرك الكثير من وجوه الشباب، وأن نشرك الكثير من المخرجين الشباب، فكان على مستوى الاخراج ثلاثة من المخرجين الرواد واثنان من المخرجين العرب، وأربعة من المخرجين الشباب يظهرون للمرة الأولى في إخراج مسلسل كبير، ناهيك عن بعض الكتاب الشباب.
* وقد امتد ذلك الى نوعيات ومستويات الممثلين الذين كان من بينهم نسبة غير قليلة من الوجوه الجديدة..أليس كذلك؟
- بالفعل فقد شارك عدد كبير من الرواد والفنانين الكبار من مختلف محافظات العراق، بالإضافة الى زج عدد كبير من الممثلين الشباب والوجوه الجديدة، ونأمل من هذا كله رسم ملامح جديدة وبروز ممثلين واعدين سيكون لهم الأثر الكبير مستقبلاً في المشهد الدرامي العراقي، وفي هذا الموسم واجهنا تحديات كثيرة تصدينا لها وفق حسابات فنية ومهنية وعلمية دقيقة، وقد عمل معنا أكثر من ٦٠٠ فنان من مختلف الاختصاصات الفنية والتقنية، ونأمل أن نضع حجر أساس جديد في مسار الدراما العراقية لتنطلق بقوة وبشكل أوسع وأكبر في المواسم القادمة .
* وما الذي تراهنون عليه في انتاج هذه الاعمال التسعة؟ وهل تسعون الى منافسة الدراما العربية أم الى استعادة الثقة بالدراما العراقية أولاً وأخيراً؟
- نعم نحن نراهن كثيراً على هذه الأعمال كونها أختيرت بدقة وعناية كبيرة من لجان محترمة، ونحن نؤكد أن هذه الخطوة هي خطوة ثابتة نحو دراما عراقية جديدة، ونأمل أن تعقب هذه الخطوة خطوات أخرى، ومن ثم سنفتح النوافذ والأبواب للأنتاج العربي المشترك أمام الفنان العراقي ليؤكد حضوره المضاف والفاعل في الساحة العربية والخليجية.
* وما الرسائل التي تريدون إيصالها عبر هذه الوجبة الدسمة والمنوعة من الأعمال الدرامية ؟
- هناك رسائل مهمة نطلقها من خلال هذه الأعمال، والرسالة الأساسية هي أن هناك دراما محترمة في العراق، دراما تستطيع أن تصنع حياة جديدة، في امتداد متصاعد مع مسيرة الدراما العراقية ذات الإرث الكبير والتاريخ الكبير، ونتمنى أن نكون قد وفقنا في رسم ملامح جديدة لهذه الدراما التي صنعت على أيدي الرواد وأساتذتنا الكبار، نحن قادمون الى الساحة العربية في الموسم القادم إن شاء الله، وهذا الموسم هو الخطوة الأولى وستلحقها خطوات أخرى ثابتة إن شاء الله.
* كلمة أخيرة..
- اتمنى أن تنال هذه الأعمال الحضور والحظوة الكبيرة لدى جمهورنا العراقي الكريم، وفي نفس الوقت أتمنى أن نكون قد وفقنا بتقديم هذه الأعمال المتنوعة مع أمنياتنا بالنجاح والتوفيق للجميع.