يلتئم شمل كبار نجوم وصناع السينما العربية والأجنبية، مع برنامج يضم 80 من أفضل ما أنتجته صناعة السينما حول العالم، مع ورش عمل وندوات تعليمية متخصصة وغيرها من الفعاليات والبرامج الثقافية والفنية والانتاجية التي تصب في دعم صناعة السينما العربية..
كتب – عبد العليم البناء
إذا كانت تكمن أهمية السينما لا تنبع من سطوتها فقط بل من كونها أداة لفهم العالم وتفسيره ووسيلة لتأسيس الحضور وإدراك الذات الفردية والجماعية وتخييل تاريخها وراهنها ومستقبلها ، فإن المهرجانات السينمائية تعد من الوسائل التي تحتوي عوالمها وسحرها ودهشتها ولغتها ورسم وتفعيل حراكها الإبداعي الأصيل ..
وفي هذا السياق يجيء مهرجان الجونة السينمائي الذي تنطلق مساء غد الجمعة 13 تشرين الأول أكتوبر الجاري، فعاليات الدورة السادسة لهذا المهرجان الاحترافي الكبير، والتي تستمر حتى 20 منه، وتخصص فعالياتها بالكامل لدعم صناعة السينما محلياً وعربياً وعالمياً، حيث يلتئم شمل كبار نجوم وصناع السينما العربية والأجنبية، مع برنامج يضم 80 من أفضل ما أنتجته صناعة السينما حول العالم، مع ورش عمل وندوات تعليمية متخصصة وغيرها من الفعاليات والبرامج الثقافية والفنية والانتاجية التي تصب في دعم صناعة السينما العربية. . يقام حفل افتتاح المهرجان في تمام الثامنة من مساء يوم غد الجمعة ، حيث يشهد حضوراً فنياً وسينمائياً ضخماً.
اختار مهرجان الجونة فيلماً قصيراً للعرض في حفل الافتتاح للمرة الأولى في تاريخ المهرجانات السينمائية الدولية، ووقع الاختيار على فيلم (ستين جنيه) للمخرج عمرو سلامة، وتبلغ مدته 18 دقيقة، ويحكي عن مراهق موهوب يعيش في فقر مع والدته وشقيقه المعاق، من خلال أحلام اليقظة الموسيقية نكتشف سراً غامضاً تتورط فيه العائلة، ومع ذلك، فإن هذا الرابط العائلي سيمنح زياد الفرصة للبدء من جديد.
وحسب مديرالمهرجان إنتشال التميمي في تصريح صحفي : "لدينا أفلام مهمّة كثيرة في عروضها العالمية والدولية الأولى. لكن للاختيار أسبابه؛ أهمها أنّ يوم الافتتاح يستغرق وقتاً طويلاً، بداية من السجادة الحمراء إلى الحفل بما يتضمّنه من تفاصيل، من بينها تقديم لجان التحكيم واستعراض الأفلام المشاركة، والتكريمات...
مما يُعدّ مرهقاً لمَن يتابع بعد ذلك فيلماً طويلاً، وقد ينصرف بعضٌ عن ذلك، مما يظلم العمل السينمائي المهم. لذا، عرضُ فيلم قصير سيكون أفضل، تشجيعاً لهذه النوعية من الأفلام. انحزنا أكثر للفكرة بعدما شاهدنا فيلم (ستين جنيه) للمخرج عمرو سلامة، فهو بديع".
في حين أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي، منح جائزة الإنجاز الإبداعي للمخرج مروان حامد، اعترافاً بمسيرته السينمائية المهمة، ومساهمته الجادة في صناعة السينما المصرية والعربية، بأعمال متنوعة، مثلت نقلة فنية وتجارية في السنوات الماضية، حيث أصبح اسمه من أهم أسماء المخرجين في مصر والوطن العربي، خاصة أنه شكّل مؤسسة فنية متكاملة بالإخراج والإنتاج.
المهرجان سيحتفي بالفنانة البريطانية جاين بركين، تخليداً لإسمها بعد رحيلها المفاجئ منذ ثلاثة أشهر عن عمر ناهز 76 عاماً.كما تقرر منح جائزة الإنجاز الإبداعي، لكل من جوانا حاجي توما وخليل جريج، تكريماً عن مجمل أعمالهما ومنها دفاتر مايا (2021)، و جمعية الصواريخ اللبنانية (2012)، و بدي شوف (2008) بطولة النجمة الفرنسية كاثرين دينوف.
ويشمل برنامج المهرجان هذا العام 80 فيلماً متنوعة ما بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، تشارك في مختلف المسابقات، ومن أكثر من 40 دولة حول العالم، منها أفلام حققت جوائز كبيرة في مهرجانات سينمائية عالمية خلال العام الجاري.حيث يشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلماً، منها فيلم (تشريح سقوط) للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان بدورته الـ76، وفيلم (درب غريب) للمخرج البرازيلي غوتو بارنتيه الذي حصد 4 جوائز من مهرجان ترايبيكا السينمائي لعام 2023.كما يشارك بالمسابقة الفيلم المصري (آل شنب) في عرضه العالمي الأول، وفيلم التحريك (كلب سلوقي وفتاة) بالإضافة إلى فيلمين يحملان التوقيع الأول لصناعهم وهما: (لو أمكنني الغرق بسبات) لزولجارغال بيورفداش، و(تنويم مغناطيسي) لإرنست دي غير.
وتضم قائمة الأفلام الروائية الطويلة فيلم (وداعاً جوليا) إخراج محمد كردفاني - إنتاج السودان، مصر، ألمانيا، فرنسا، السعودية، السويد، ويعرض في قسم سينما من أجل الإنسانية، وتدور أحداثه حول منى مغنية معتزلة تعيش في شمال السودان، تخوض زواجاً يشوبه التوتر، وتعاني من الشعور بالذنب بعد تسترها على جريمة قتل، لذا تحاول إصلاح الموقف عبر إيواء جوليا أرملة القتيل الجنوبي، وابنهما دانييل في منزلها، وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي 2023 مسابقة نظرة ما - جائزة الحرية، وحصل على جائزة منصة الجونة السينمائية لأفضل فيلم روائي في مرحلة التطوير 2020.
كما تضم قائمة الأفلام المشاركة في القسم الرسمي خارج المسابقة سبعة عشر فيلماً تتنوع بين العمل الأول والثاني لصناعها بالإضافة لفيلم (المعزة) الذي يشارك في عرضه العالمي الأول.إضافة الى مسابقة الأفلام القصيرة ، مشاركة 12 فيلماً بمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، منها فيلمان في عرضهما العالمي الأول وهما زينات، والجزائر، والسعادة،ومن عبدول إلى ليلى. فضلاً عن برنامج المحاضرات والحلقات النقاشية والورش التي تقام ضمن فعاليات جسر الجونة السينمائي، ويهدف البرنامج إلى خلق جسرًا بين صنّاع الأفلام الصاعدين والمخضرمين، وبين الفنانين والخبراء في الصناعة إلى جانب فتح حلقة للتواصل بين المواهب المحلية والعالمية، 8 بلدان عربية في منطلق الجونة، في وقت كان قد أعلن مهرجان الجونة السينمائي، عن اختيار 20 مشروعًا للمشاركة تمثل 8 بلدان عربية، في النسخة السادسة من منطلق الجونة، وتتنافس المشروعات على جوائز يفوق مجموع قيمتها 380 ألف دولار أمريكي.
ناهيك عن عن إطلاق أحدث مبادرا المهرجان وهي (سوق الجونة السينمائي)، الذي يقام للمرة الأولى، ويستهدف خلق بيئة للتواصل وبناء العلاقات بين صانعي الأفلام والموزعين ووكلاء المبيعات والمستثمرين وغيرهم من الكيانات الرئيسية.
بالإضافة إلى مبادرة "الجونة السينمائية للشباب" وهو برنامج مخصص للطلاب وصنّاع الأفلام الذين يقدمون أعمالهم للمرة الأولى، ويدعوهم البرنامج للمشاركة والاستفادة من جميع فعاليات المهرجان، إذ يهدف إلى توفير الموارد والتوجيه والترويج والدعم المطلوب، لتطوير أعمال هذه المواهب الشابة، ويمكن لصنّاع الأفلام الناشئين والمخضرمين أيضًا، إلقاء نظرة على الشركاء القادرين على دعمهم في عرض الأفلام، أو الانتهاء من أعمالهم التي لا تزال تحت التطوير.وتهدف مبادرة الجونة السينمائية للشباب إلى تمكين الشباب وتعزيز صناعة السينما في مصر عبر رعاية المواهب، ودعم أصوات متنوعة، وتحسين المهارات.