11 Mar
11Mar

انتهت المنافسة الشرسة بين أبرز صناع الأفلام وأشهرهم في الكوكب، وحظي حفل الأوسكار السادس والتسعين بمشاهدات مليارية، ووصل صوت غزة إلى العالم كله عبر “دبابيس” صغيرة” صبغت باللون الأحمر، وحملت رسالة للضمير العالمي من أجل وقف الحرب على غزة، ووضعها نجوم الحفل على صدورهم. 

واستطاعت المظاهرات التي أقيمت أمام مسرح دولبي قبل وأثناء الحفل، و” الدبابيس” الصغيرة على الصدور، أن تجعل من صوت غزة هو الصوت الأعلى في الحفل الدولي، وأن تعكس صور الدمار والإبادة الجماعية بغزة.

 كانت البداية من الممثل الأميركي رامي يوسف الذي كان من أوائل ضيوف الحفل الذين وصلوا إلى السجادة الحمراء، ثم مارك رافالو بطل فيلم ” أشياء بائسة”(Poor Things) و المغنية بيلي ايليتش و الممثلات أميركا فيريرا وفينياس أوكونيل، وبطلا فيلم ” تشريح السقوط” (Anatomy of a Fall) سوان أرلو و ميلر ماتشادو غارنر، بالإضافة إلى فريق الفيلم التونسي “بنات ألفة” وهم كوثر بن هنية و نديم شيخورة و هند صبري. 

وبعد معركة شرسة، قدمت الجوائز نتيجة نهائية تشير إلى تراجع هوليوودي، وحاجة ماسة إلى مراجعة سينمائية شاملة، وخاصة بعد التقارب في المستوى بين فيلمي ” اوبنهايمر” و ” أشياء بائسة”، وهو ما أدى إلى مطاردة شرسة التي خاضها “أشياء بائسة” للمخرج اليوناني يورغوس لاموس ضد الفيلم الأمريكي قلبا وقالبا “أوبنهايمر” من إخراج كريستوفر نولان عن قصة القنبلة الذرية الأميركية، وجاء عدد جوائز الفيلمين متقاربا، ففي حين فاز “أوبنهايمر” بسبعة تماثيل أوسكار، حظي “أشياء بائسة” بخمسة جوائز.

 ورغم حصول فيلم ” منطقة الاهتمام” (The Zone of Interest) على جائزتين وكونه يدور حول الهولوكوست، وبالتحديد عن رعب الحياة اليومية لأسرة معتقلة في معسكر أوشفيتز النازي، إلا مخرجه اليهودي جوناثان جليزر أعلن موقفا واضحا ضد الحرب في غزة مشيرا إلى أن الاحتلال اختطف الشعب اليهودي وإنسانيته. 

وخرجت الممثلة التي تنتمي إلى السكان الأصليين في الولايات المتحدة ” ليلي غلادستون ” بطلة فيلم “قتلة زهرة القمر” من سباق جائزة أفضل ممثلة، لصالح إيما ستون، التي فازت بالجائزة، إلا أن ستون أكدت أن غلادستون شريكة لها في الجائزة، وتمنت أن تتشارك وإياها في أعمالا فنية قادمة. ولم يشأ مقدم الحفل الإعلامي والكوميدي جيمي كيميل أن يخرج الحفل دون تعليق على الرئيس السابق والمرشح المحتمل للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، فقرأ تدوينة له  مقلدا طريقته في الحديث، و تقول التدوينة ” أن أسوأ مقدم ممكن لحفل الأوسكار هو جيمي كيميل نفسه”.

 وجاء فوز الممثلة دافين جوي عن فيلم الباقون (Holdovers) بأصولها الأفريقية، ليؤكد على فكرة التنوع التي لقي غيابها في السنوات الماضية انتقادا شديدا وأدى إلى تهديد بمقاطعة الجائزة الأكبر في العالم. 

وعبرت دموع دافين جوي عن فرحة كبيرة، رغم أنها فازت، مؤخرا، بجوائز كثيرة، بينها “غولدن غلوب”، و”كريتيكس تشويس أووردز”، و”بافتا”. 

ويدورفيلم “الباقون” الذي فازت دافين جوي عن دورها فيه بالجائزة، حول مدرس تاريخ غريب الأطوار في مدرسة إعدادية يتم إجباره على البقاء في الحرم الجامعي خلال العطلات مع طباخ حزين وطالب مضطرب ليس لديه مكان يذهب إليه، وهو من إخراج ألكسندر باين وبطولة بول جياماتي. وقالت دافين في خطاب مؤثر بعد فوزها “لم أكن أعتقد أنه كان من المفترض أن أصبح ممثلة، لقد بدأت كمغنية، وقالت لي والدتي اذهبي إلى قسم المسرح، وأشكر أمي على ذلك”.

 جوائز حائرة صور فيلم “أوبنهايمر”، الفائز بأوسكار أحسن فيلم وأحسن ممثل وأحسن ممثل مساعد وأحسن مخرج، في الأماكن الفعلية التي اقيم فيها مشروع إنشاء القنبلة الذرية الأميركية بمشاركة عدد كبير من نجوم هوليوود، وقد جاءت جائزة أفضل فيلم بعد منافسة شرسة مع أفلام “باربي” و”تشريح السقوط” و”أشياء بائسة” و”الباقون”، ونجح “أوبنهايمر” في اختطاف جوائز الموسيقى التصويرية والمونتاج والتصوير السينمائي أيضا. 

وتأتي جائزة  أفضل ممثل باعتبارها مسك الختام لسلسلة من الجوائزنالها الممثل كيليان ميرفي، والذي حصل على جائزة غولدن غلوب وجائزة بافتا وجائزة نقابة ممثلي الشاشة لأدائه في الفيلم نفسه. أما المخرج كريستوفر نولان،  فقد حقق أول جائزة أوسكار في مسيرته المهنية هذا العام، وتأكد أنه سيفوز بها بعد بعد فوزه في  جوائز غولدن غلوب و بافتا واختيار النقاد ونقابة المخرجين الأميركيين، ولم يستطع فيلم “باربي” أن يتجاوز مكانه، فرغم الترشيح لستة جوائز لم يحقق سوى واحدة و هي أفضل أغنية أصلية، وفازت بها بيلي ايليتش، والتي تعد أصغر فائزة بالجائزة في تاريخها.

 وللمرة الأولى في تاريخ الأوسكار، يفوز عمل أوكراني، وهو فيلم “20 يوما في ماريوبول”، للمخرج مستيسلاف تشيرنوفولا يخلو الفوز من مدلول سياسي، أشار له المخرج الفائز، مؤكدا أنه كان يتمنى لو لم يفز بالأوسكار مقابل ألا تهاجم روسيا أوكرانيا. 

وتدور أحداث الفيلم حول الدمار الذي أحدثه تقدم القوات الروسية والشكوك التي واجهها سكان مدينة “ماريوبول”، وسط القنابل. ويأتي هذا الفوز بجائزة الأوسكار في وقت مهم بالولايات المتحدة.

 ولم يخيب أسطورة الرسوم المتحركة الياباني هاياو ميازاكي الظنون، فاقتنص جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل، ويحكي الفيلم قصة الشاب ماهيتو ماكي الذي لا يزال مصدوما بعد وفاة والدته خلال حملة القصف بالقنابل الحارقة في الحرب العالمية الثانية، وعندما يتزوج والده مرة أخرى من إمرأة أخرى، يكافح ماهيتو لتقبّل حياته الجديدة، لكنه يجد نفسه مستدرجا إلى واقع بديل بواسطة طائر “مالك الحزين” الناطق. 

وسبق أن حقق ميازاكي جائزة الأوسكار الذهبية بفيلمه “سبيريتد أواي” عام 2001، كما حصل على جائزة فخرية من الأكاديمية لإنجازاته في مجال الرسوم المتحركة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن