متابعة - عبد العليم البناء
بعد عرضه الناجح والمثير للجدل، على هامش الدورة الرابعة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في مقر نقابة الفنانين العراقيين في تشرين الأول أكتوبر الماضي، يشارك الفنان الفلسطيني الكبير غنام غنام بعرض (بأم عيني 1948) من تأليفه وإخراجه وأدائه، في الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، والذي سيعرض في يوم السبت المقبل 9/12/2023 في قاعة مسرح إبن رشيق في العاصمة تونس الخضراء، ضمن برنامج (مسرح العالم).
جمهور المهرجان سيكون على موعد مع هذه الرائعة المسرحية المغايرة شكلاً ومضموناً لغنام غنام، الذي واحداً من أبرز المسرحيين الفلسطينيين والعرب - إن لم يكن أبرزهم- الذين حملوا لواء الدفاع وإبقاء جذوة القضية الفلسطينية متوقدة في عقول وقلوب وضمائر كل الشرفاء والأحرار في العالم، حيث – كما قال الناقد الجمالي البروفيسور عقيل مهدي يوسف- " سعى (غنام غنام) ليوثق تاريخ فلسطين، بالصوت، والحركة، (لأسرة نبيلة)، تعبّر عن مأزقها الانساني، ببعد تعبيري ونضالي، وصمود، ومقاومة، للإحتلال. طارحاً أسئلة مصيرية وبطولية تذكرنا بصور دالة، عن بطل فلسطين يحلق مثل نسر، في فضاء الحرية، بأنفاس عطرة للشهداء، الابرار، ليبقى عَلَم (فلسطين) خفافاً، كما يرسمه (ناجي العلي) في شخصية (حنظلة)، بنداء يمتد من صحف (باريس) الى (غزة)، فالعرض يتعمق في القضية الفلسطينية بأسلوب وأداء مؤثر وصادق لفنان فلسطيني يوثق ويرصد زيارة حقيقية (غير معلنة) للأرض المحتلة منذ 1948 والتي قام بها الفنان غنام غنام عام 2017، حيث رصد انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون البسطاء لينتصروا على احتلال وطنهم وحقهم، وشواهد حياتية يومية، وزيارة للبيت الذي ولد فيه غسان كنفاني عام 1936 وهُجِرَ منه عام 1948 وبرغم عشرات السنوات من الاحتلال لا زال يسمى ببيت غسان، حيث كل حجر في عكا يقول "الأرض بتتكلم عربي"، العرض يتحدث عن هشاشة الاحتلال، وبالتالي يطرح أكثر من سؤال.
ومسرحية (بأم عيني 1948) التي تعتمد السرد الذاتي وتسلط الضوء على معاناة الإنسان الفلسطيني في المنفى وتحت الاحتلال من خلال الحديث عن التهميش والإقصاء الذي يتعرّض له، تعد الحلقة الثالثة بعد مسرحيتين قدمهما الفنان غنام غنام في إطار هذا المسار النضالي النوعي والفريد، وهما (عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى)، وفي العروض الثلاثة إعتاد غنام غنام على تقديمها في فضاءات مفتوحة وليس، على خشبة مسرح مؤطر بالعلبة الإيطالية التي تسيدت منصات التمثيل المسرحي منذ ظهورها في القرن السادس عشر في إيطاليا وحتى يومنا هذا، ومن خلال مسرح بديل عن طريق الانفتاح على فضاءات مسرحية مغايرة تتسم بالتنوع ومحاولة تحقيق التواصل الحميم بين الممثل والجمهور تنظيراً وبناءً وتشكيلاً ودلالة.
جدير بالذكر أن المسرح العراقي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان بعرض مسرحية (أمل) للفرقة الوطنية للتمثيل، تأليف وإخراج الفنان القدير جواد الأسدي، وويتاقسم بطولتها الفنانان المبدعان حيدرحيدر جمعة ورضاب أحمد، إضافة مسرحية (طلقة الرحمة للفرقة ذاتها، وسيناريو وإخراج الفنان المبدع محمد مؤيد، الى جانب عروض أخرى ومنها : بلا عنوان من ايطاليا، أفريكان بارتي منبلا من إسبانيا، هذه سلام من فنزويلا، كلاش ديجيتال من سويسرا، مازالت في طنجة وانا ممنوع من السفر من النمسا، بلا دولة من البرازيل، المدينة العالمية من إيطاليا، دراكولا من النرويج، الدب من روسيا، وغيرها.