26 Feb
26Feb

كتب - عبد العليم البناء 

في مبادرة لافتة ودالة تحمل الكثير من المضامين الإبداعية والجمالية التي تشهدها المرافق السياحية العراقية لاسيما في المرحلة الراهنة، وفي احتفالية خاصة، إفتتح فنان اليونسكو للسلام الموسيقارالعراقي  والعالمي نصير شم، نصب (سيمفونية الألق) في (قرية دجلة السياحية) وسط العاصمة العراقية بغداد، الذي صممه الفنان النحات الدكتور ثامر الناصري الذي يحمل دلالة حسية، جمالية، إبداعية .. لما فيه من انسيابية غريبة متفردة عرف بها الفنان النحات الدكتور ثامر الناصري، الذي تمتاز أعماله باللون الأبيض بدلالة نقاء الروح التي ينتجها تشكيلياً، وأيضاً لتكون فيها رؤى حسية إبداعية تتميز عن بقية الأعمال الأخرى في مجال النحت.. وحضر الاحتفالية نخبة كبيرة من المعنيين والمهمتمين بالفنون التشكيلية وشرائح اجتماعية متنوعة، يتقدمهم الفنان القدير سامي قفطان، وأمين سر نقابة الفنانين العراقيين الفنان التشكيلي فاضل وتوت، وعضوا الشعبة التشكيلية في النقابة النحات محمد عزيزية والفنانة التشكيلية ليزا شاكر..

 وألقى الفنان القدير نصير شمة كلمة في هذه الاحتفالية الفنية المميزة أشاد فيها بإقامة مثل هذه النصب والأعمال الفنية التشكيلية في العاصمة بغداد وقال فيها: من الجميل إقامة مثل هذه النصب الجمالية التي تلفت انتباه الناس بشكل عام، بما فيهم الكبار والأطفال، للفن وللجمال والابداع الذي يجب أن ينتشر في كل مكان.." مؤكداً : "هذه فرصة لكي ينتشر الجمال والإبداع في كل مكان، وفرصة أن أحث كل أصحاب المشاريع أن يهتموا بالاعمال التشكيلية كي تصبح بغداد متحفاً للفنون ومتحفاً مفتوحاً للفن الحديث ولكل أشكال الفنون، خصوصاً وأن العراق فيه العديد من الفنانين المبدعين الكبار الذين لديهم بصمات فنية كبيرة داخل وخارج العراق، ومنهم الدكتور ثامر الناصري الذي تشرفنا اليوم بافتتاح عمله المميز في قرية دجلة السياحية." 

وتمنى شمة على بقية الجهات أن تحذوا حذو قرية دجلة السياحية " أتمنى على بقية الجهات في بلدنا العزيز أن تهتم اهتماماً حقيقياً بالثقافة، وأن تخصص جزءاً من كل مبنى جديد سياحي أو ثقافي أو حتى رسمي ليكون فيه حصة للأعمال الفنية لتزدهر الحركة الفنية، وكي يستطيع المبدع أن يعمل بحرية وهو مطمئن الى أن ما ينجزه من أعمال ستحقق صداها وموقعها الحقيقي لدى  المعنيين وجميع الناس ..أحييكم وشكراً لحضوركم."

من جانبه أوضح الدكتور ثامر الناصري متحدثاً عن النصب : "يؤسس هذا العمل النحتي خطاباً إبداعياً رفيعاً سامياً وجمالاً بصرياً، لأجل الإنسانية والتفرد الإبداعي والثقافي والعلمي والفني والرياضي، وتحقيق ثقافة مجتمعية رفيعة المستوى، حيث نلاحظ بشكل خاص حالة إنسانية متفردة، وهي الشهادة، والتي هي أعلى قيم التضحية والسمو، نجد شموخ الشخصية الإنسانية المتمثلة بالشهادة، الرأس مرفوع الى السماء متوسماً الشهادة والبطولة بشموخ لتضحيات شعبنا بكل أطيافة وبكل أجناسه، والأيادي تمثلت بالأجنحة السومرية الرافدينية دلالة الملائكة المرتفعة للسماء، وهنا اخترق العلم بكل طياته من الأسفل إلى الأعلى ليتمثل مرة بانسيابية دخوله داخل روح الشهيد والأخرى هي الإيقاع الحركي للإنسان ليكون مكملاً لجسده بتناغم جميل، يلوّح بإرتفاع الروح إلى السماء بإيقاع سيمفوني رفيع وكأنه يعزف نشيد موطني موطني ..

" وتابع الناصري " النصب لوحده يبلغ طوله ثلاثة أمتار ونصف المتر ومع القاعدة التي يبلغ ارتفاعها تقريباً سبعون سنتيمتراً يصبح طوله كاملاً حوالي أكثر من أربعة أمتار، وهو من مادة الفايبر كلاس المسلح ويستخدم (إن دور) و(آوت دور) وكفاءته عالية، ومقاوم لكل الظروف المناخية بما فيها المناخ العراقي، ولم أعمله من البرونز الذي يخص النصب ذات الارتفاع الذي يتجاوز العشرة أمتار ليقاوم الفضاء الخارجي.."

الجدير بالذكر أن الفنان الدكتور ثامر الناصري يعد من أبرز فناني التشكيل في العراق والوطن العربي وله العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والابداعية التشكيلية المميزة والمهمة داخل وخارج العراق، وعمل على صقل مواهبه بالدراسة الأكاديمية متتلمذاً على  أيادي كبار  أساتذة الفنون التشكيلية في العراق، حيث سبق له أن حصل على بكالوريوس وماجستير فنون تشكيلٌيةٌ من كليةٌ الفنون الجميلٌة في جامعة بغداد، ودكتوراه فنون تشكيلية من الجامعة العربية لشمالي أميركا، وعمل مدرب فنون ومدرس فنون في فرع الخزف في كلية الفنون الجميلٌة، وهو عضو جمعية التتشكيلٌيين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين، وجمعيةٌ الخطاطين العراقيين، وجمعية الفنون البصريةٌ المعاصرة، ورابطة الفنانين التشكيلٌيين الأردنيين، وله العديد من البحوث العلمية والمعارض المشتركة، ومتخصص بالنصب الكبيرة ومنفذ للأعمال النحتية من مواد البرونز والفايبركلاس، والأمين العام لجائزة أوروك الدولية.

 وسبق له أن انجز عدداً من التماثيل والنصب في أكثر من مدينة أجنبية لاسيما النصب الذي أنجزه، في مدينة باياماري برومانيا عام2000 وقد أنجزه من مادة الخشب قرب متحف المدينة، وفي أودني بفينيسيا الإيطالية عام 2004وحمل اسم (الألق) و من مادة الرخام وهو من أعز أعماله النحتية، وفي مدينة دالاس عام 2008وحمل أسم (الورد) المعمول من مادة الرخام ويقع قرب بارك المدينة، وغيرها  الكثير..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن