كتب – المحر الفني
يواصل الفنان التشكيلي زياد جسام الذي مراودته للأفكار والرؤى الجمالية التركيبية الملهمة من خلال إبداع مجسمات قصدية وموضوعية مدروسة بدقة ومثيرة للدهشة تجعل المتفرج يؤولها حسب معارفه وثقافته، وقد برز ذلك جلياً عبر عديد المعارض والأعمال التي أنجزها داخل وخارج العراق جسدت – حسب النقاد والمعنيين - انتباهته الثقافية المقدّمة بوعي فني لافت، مع قدرته على توظيف التقانات وابراز مهاراته في استثمار ومعالجة خامات يومية ومهملة، أو تطويع ما هو صلب ومفاجئ، فخلفت ردود أفعال وأصداءً متباينة دون أن تهمل استثارة فضول المتلقي ومغازلة مجساته الجمالية، لتؤكد استثنائيته وحضوره الفاعل في المشهد التشكيلي العراقي والعربي بأبعاده الإبداعية التكيبية الحداثية ..
وفي هذا السياق يشهد المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد في تمام الساعة السادسة والنصف مساء اليوم الخميس 4/5/2023 افتتاح المعرض التركيبي الجديد (قاع النهر) للفنان التشكيلي المبدع زياد جسام والذي يستمر لغاية الحادي والعشرين من شهر آيار الحالي من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة السادسة عصراً عدا يوم الجمعة.
عن معرضه هذا وثيمته الإبداعية والجمالية التركيبية يقول الفنان زياد جسام :" يجب أن نبدأ في التفكير مثل النهر إذا أردنا أن نترك إرثًا من الجمال والحياة للأجيال القادمة، فالأنهر شواهد على التاريخ، تختبئ في قاعها الكثير من الأسرار، منها ما يحزننا، وأخرى عن قصص جميلة فيها من السعادة والأمل."
هذا ما شغل ذاكرة الفنان التشكيلي زياد جسام، فكلما مر على (نهر دجلة) وقف متأملاً متسائلاً .. ترى ماذا يوجد في قاع هذا النهر؟
أثارته هذه التساؤلات وأحالها الى (مجسمات تركيبية) كأنها انتشلت من (قاع النهر) فيها الكثير من التقنيات والجماليات التي تحمل في داخلها الكثير من التأويلات، تارة توثق الواقع وتارة أخرى من خصب الخيال.. جمعها في معرضه التركيبي الغريب الذي حمل اسم ( قاع النهر)..
تجدر الإشارة الى أن زياد جسام (مواليد 1974)، حاصل بكالوريوس فنون جميلة فرع الرسم / بغداد العام 2000 -2001، وأقام العديد من المعارض:(أربعة في حوار) بغداد 2012، (لحظة حب) قاعة لوسكريب لارماتان/ باريس 2015، (إعادة تدوير) قاعة برج بابل/ ،2016، (قصة حلم) قاعة محترفه الشخصي في بغداد 2021، وشارك في أغلب المعارض التي أقامتها جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ووزارة الثقافة والقاعات الأهلية في العراق منذ 1995، وحاز جوائز وشهادات تقديرية عن مشاركات بملتقيات دولية، في المغرب، ولبنان، ومصر، وتركيا، واليونان، وصدر عن تجربته في الرسم كتاب باللغة الفرنسية للكاتبة جوزفين لورنس بعنوان (لحظة حب) 2015، واختار أسلوباً فنياً معاصراً يعتمد فلسفة مفاهيمية في تنفيذ أعماله يعتمد بساطة الخامة وعمق الفكرة الفلسفية