علي الغريفي
في 2014 قام الدكتورعبد اللطيف رشيد بتحويل منزل عائلته في منطقة علي ناجي بالسليمانية الى كاليري فني كبيرضم نحو 400 لوحة من اللوحات الفنية التشكيلية المتميزة من نتاجات الفنانين العراقيين التشكيليين المعروفين، اضافة الى لوحات الفنانين العالميين . في الأربعاء الماضي 21/2/2024 زرت المعرض في السليمانية بعد مشاركتي ممثلا عن (ملتقى بحر العلوم للحوار ) في مراسم تشييع (172) من المؤنفلين والذي جرت مراسيمه برعاية السيدة الاولى شانازاحمد إبراهيم ، وتحسست ان هذا الكاليري يعتبرمن اروع المبادرات الثقافية الجميلة ، وشاهدت الفنون والاعمال التشكيلية المختلفة ويتمتع بمواصفات المعارض الكبيرة ، حيث تضمن مجموعة من اللوحات الرائعة التي تجمع بين مختلف المدارس الفنية والتعبيرية، وتمثل اجيالا من التراث الفني العراقي ورساميه المعروفين، بالاضافة الى انها تضم تجانسا له مغزى بين فنانين عراقيين ومن مختلف الاتجاهات والاديان او الرؤى، ويعتبر هذا الكاليري رسالة ثقافية موجه للعالم ومبدعيه.
مبادرة الرئيس الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد وهو المهتم بالجوانب الثقافية واثرها في تشجيع الفنون وجمع اللوحات العراقي على جدران هذا الكاليري تعكس الواقع الفني المميز للثقافة العراقي من جهة واجراء حوار بصري فني بين المشتركات الوطنية والثقافية لابناء البلد الواحد ، وهي تمثل أيضا دعوة صريحة ومحبة لكل فناني العراق لعرض أعمالهم الفنية وتزيين جدرانه بها ، فضلا عن الاختيار الدقيق والجميل للوحات عالمية توضح مغزى الرئيس لطيف في تحويل هذا الكاليري الى بصمة ثقافية مميزة ورائدة توفر معلومات تاريخية وتاثيرها في امتداد المجتمعات وانتمائها الى تراثها وهويتها الوطنية وهذا ما يؤشر جليا في استمرارية توجه الرئيس وتبنية لبناء مركز للتعايش والحوار الثقافي وافتتاحه مؤخرا افتتاح المركز الثقافي العربي الكردي في السليمانية وتأكيده في كلمته على :( أننا "نطمح من خلال المركز الثقافي العربي الكردي إلى ترسيخ وتطوير الصلات والحياة المشتركة ما بين الثقافة والمثقفين الكرد وزملائهم من العرب ومن القوميات الأخرى، وبالعكس أيضاً، أي ما بين المثقفين العرب ونظرائهم الكرد ومن القوميات الأخرى المتآخية في العراق الديمقراطي الاتحادي"، مشيرا إلى أن المركز مؤسسة مدنية مستقلة..).
ان الاهتمام الثقافي بكل جوانبه يفتح بادرة امل ويشكل محركا ذكيا ومهما لحيوية الشعوب واستقرارها وهو – أيضا - واحد من محركات التنمية وصناعة المستقبل وهذا ما لمسته في كاليري الرئيس .