* أين تضع تجربتك أمام تجارب الكتّاب المسرحيين العرب والإماراتيين؟
- ما زلت أحاول وأتلمس طريقي، أنا تلميذ لكل الكتّاب العرب، أنهل من مدارسهم، معارفهم، تبهرني نصوصهم، لذا فأنا أتمنى أن تشكل نصوصي فارقاً يوماً ما.
* من مجموع نصوصك التي تجاوزت الثلاثين، أيها تعتز به أكثر ولماذا؟
- أعتز بها كلها، وذلك لأنه في التجارب الأولى ومهما كان فيها من النواقص، فإنها تعلمك كيف تتجاوز هذه الاخطاء والسلبيات؟، وبالتالي فكل هذه التجارب أنا أعتز بها، لأنه لا يوجد دافع آخر غير حبي لهذا الموضوع، حبي لمن أتوجه له بالكتابة يدفعني للكتابة.
* تكاد تكون أنت الأبرز من بين المسرحيين العرب ممن استلم مهام ستراتيجية قيادية مهمة من أجل أن تكون بوصلة المسرح العربي في مسار أمين، كيف تجمع بين كل هذه المهام الإدارية الإبداعية وبين مهامك ككاتب مهم، وأن توازن بين هذه المهام؟
- أنا أدعي أن لدي القدرة على إدارة الوقت، وبالتالي بالإمكان أنك تجمع بين الحالة الإبداعية وممارستها وبين العمل الإداري، ولأنه ليس بعيداً عنك، أي غير مفصول عن العمل الإداري، وبالنهاية أعمل للمسرح، وبالتالي تستطيع أن تدير وقتك بشكل تحصل فيه على زمن خاص بك للكتابة ولمواصلة مشروعك، وليس سراً، ففي البدايات أوقفت مشروعي الشخصي أمام هذا المشروع العظيم الذي تشرفت وكلفت بإدارته، ولكن بعد أن إستقرت الأمور وبدأت تتضح معالم هذا المشروع عاودت مرة أخرى العمل على مشروعي الخاص، وكما قلت فقد كنت قد أوقفت هذا المشروع لمدة حتى نستطيع على الأقل أن نعبر بهذا المشروع كل المطبات التي أمامنا، أتصور الآن أن مشروع الهيئة العربية للمسرح بعد أن استطاع أن يقف على رجله أصبح عندي وقت للكتابة.
* هنالك واقع نلمسه أن الشيخ سلطان يكاد يكون المسؤول العربي الوحيد الذي يهتم اهتماماً خاصاً بالمسرح، ما هي مؤشرات الشيخ سلطان في توجهه المسرحي؟
- الشيخ سطان عاشق للمسرح لأنه مسرحي، ويقولها دائماً حتى في لقاءاته، بأن هذا المسرح الذي حاول المستعمر في يوم من الأيام أن يغلق كل الأبواب في وجه هذه التجربة في بداياتها بالإمارات، وهي تجربة له هو شخصياً، قال هرب منهم وسكن قلبي، وبالتالي هو عاشق لهذا المسرح، من غير أجندة ومن غير أي شيء يحاول أن يقدم كل ما من شأنه أن يجعل هذا المسرح قادراً على التنفس، لا يزايد ولكنه بالفعل حريص على هذا الموضوع، والدليل أنه في كلمته التي كلف بكتابتها وإلقائها في اليوم العالمي للمسرح عام 2007 إختتم كلمته بشعار مهم جداً: "نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة"، وفور نزوله من على المنصة وجه بتأسيس الهيئة العربية للمسرح، وها أنذا أقدم ما يمكن أن يجعل هذا المسرح قادراً على التنفس وأن يبقى.
* هل من أشياء خاصة لم تذكر عن الشيخ سلطان في علاقته مع المسرح والمسرحيين وقيادته للهيئة؟
- هو صريح ، يتحدث بكل شيء، فكلما التقى بالمسرحيين يقول كل ما لديه، لم يترك شاردة أو واردة في علاقته بالمسرح وحبه لها، فما قام به ويقوم به ويقدمه من مكرمات للمسرحيين إماراتيين وخليجيين وعرب تدلل على مدى عشقه لهذا المسرح وارتباطه به.
* ونحن الآن نجوس ونتجول في فضاءات المسرح العراقي عن قرب، ما الذي أثار انتباهك في المسرح العراقي، ومن هم الذين أثّروا في اسماعيل عبدالله ؟
- أنا تتلمذت على يد كل الأساتذة ابتداءً من المرحوم إبراهيم جلال الى قاسم محمد الى عوني كرومي الى جواد الأسدي الى كل من جاء الى الإمارات وعمل معنا، كنا قريبين ومطلعين على تجاربهم المسرحية، كل المسرحيين العرب نهلوا من مدرسة المسرح العراقي، وما يبهر الآن هو ظهور جيل جديد حمل الراية بأمانة ومضى بها قدماً وحلق بها لآفاق بعيدة بظهور أسماء مهمة ومؤثرة على مستوى الكتابة وعلى مستوى الإخراج والتمثيل، والأسماء عديدة في المسرح العراقي، والحركة النقدية غير عادية، والتجارب المسرحية متطورة حديثة ومتجددة، وهذا يشعرنا بالفخر والأمان والطمأنينة، لذلك فتجارب المسرح العراقي متميزة ومتفردة.
* من خلال هذه الأسماء ومن خلال كل هذه التجارب المسرحية العراقية، ما الذي تتوقف عنده؟
- النص العراقي نص رزن متميز ومتماسك، هو مدرسة تتعلم منها كيف تلامس الوجع الذي في داخلك، وكيف تنقله الى المسرح، بهذه الشاعرية غير العادية، والمتفردة في كتابة النصوص، بهذه اللغة الراقية جداً التي تكتب بها هذه النصوص، بهذه الرشاقة، بهذا البناء الدرامي المتماسك، أنا تبهرني تجربة النص المسرحي العراقي.
* ما جديد الكاتب اسماعيل عبدالله؟
- عندي تجربة حديثة قدمتها مع الأستاذ محمد العامري بمسرحية (زقنبوت)، التي فازت بجائزة أفضل عرض في المهرجان الخليجي، وأيضاً فاز فيها الأخ محمد العامري بجائزة الإخراج، وفزت أنا بجائزة النص، هذه هي التجربة الأخيرة التي قدمناها والتي سوف تعرض في أيام الشارقة المسرحي.
* واختتمت الحوار.. وأنا ألملم أوراقي.. قائلاً لهذه القامة المسرحية الأصيلة والمتواضعة تواضع الكبار: شكراً جزيلاً ..