هناك حساسية كبيرة في تعامل الاوساط العراقية مع مسلسل "دفعة لندن" وخصوصا
مشهد الشابة العراقية التي تعمل خادمة لدى أخرى كويتية في لندن. الحساسية نابعة من طبيعة التصنيفات الطبقية والاخلاقية لمجتمعنا التي تضع سلما اعتباريا للمهن يقع الخادم ( او الخادمة) في اسفله. وفي الحقيقة لا توجد في المجتمعات التي تعيش الحداثة مهنة محترمة( او مقبولة) واخرى غير محترمة ولكن يوجد فرق "اعتباري" بين مواطن عامل ( مهما كانت طبيعة عمله ) ودافع للضرائب ومواطن عاطل يعيش على "معونات المجتمع" !
وعلى خلاف المجتمعات الشرقية التي يعاب فيها على الفرد الناجح انحداره من بيئات بسيطة طبقيا ، يقاس نجاح الفرد في المجتمعات الحديثة استنادا الى القفزة التي حققها بين واقع الفقر الذي كان يعيشه وواقع الثراء الذي وصل اليه ( القفزات التي حققها الفرد بسبب الفساد غير مشمولة في هذا المعيار لانها تدخل في مجال السقوط الاخلاقي ولا يتسامح حولها المجتمع والقضاء والاعلام ).،
في اول خطاب بعد وصول شيراك لمنصب الرئاسة في فرنسا تحدث بفخر عن تجربته كعامل يغسل صحون في مطعم بهافارد سكوير عندما كان طالبا في جامعة اميركية!!