17 Apr
17Apr

كتب : د. جبار خماط

مرات نسمع ونشوف البعض ، يتقلص ويمتعض من يسمع عرض مسرحي ينطلق من أصل ديني أو فكرة فيها مضمون ديني، تباوع على وجهه، يريد ينفجر بوجهك من الغضب ، ليش ؟ زين إنت مسرحي صح ؟ تعرف جيداً أن المسرح انطلق من الدين وطقوس التعبير التي فيه، وكلش زين تعرف أن الديني هو ربط المرئي / الحياة باللامرئي / ما بعد الحياة، يعني توجد مساحة من تفعيل العقل والمخيلة من التقاط اإشارات واردة من ذلك العالم الذي لا يخضع لقوانين الحس، لذا ظهرت الطقوس للتعبير عن تلك العلاقة بالجسد والصوت واستعمال الأشياء كوسائل داعمة للفكرة أو الرسالة التي تريد إيصالها، واليوم الطقوس حالة يومية تعيشها المجتمعات للتعبير عن هويتها، فكل الأديان لها طقوس، وكل من يمارس طقساً يشعر بهوية التواصل الجماعي مع الطقس الديني، صلاة، احتفال، طقس، عرض مسىرحي، موشح ..زين ليش تضوج وتتوتر من تسمع عرض مسرحي فيه مضمون ديني؟ وداعتك الفن أكثر السلوكيات إيماناً بالحرية المشروطة بالجمال، اللي هو محطة استراحة يصنعها الفنان لإبعاد ضغوط الحياة والآيديولوجيات الضيقة.

نؤمن بالديني ونرفض التطرف الديني أو المغالاة، لأن المتطرف يتلخص : شوف تؤمن بي، أخليك على راسي، ما تؤمن ألغيك وأدمر وجودك !

بالمقابل نرفض التطرف الفني الذي يتلخص بالآتي : شوف هذا الشكل آني مقتنع بي، لازم تتواصل وياي، وإذا ترفضه المشكلة بيك مو بالعمل الفني !

طبعا كلا الرؤيتين لا تحقق توازناً في فهم الحياة والتعبير عنها طلباً للتواصل الإيجابي معها.

وداعتكم، الديني قبالة الفني، جدل في انتاج الجوهر الإنساني الذي يتلخص بالشكل أو التعبير، هل يوجد تعبير فني واحد ؟ قطعا لا، هل يوجد تعبير ديني واحد ؟ قطعا لا .. المشترك بين الديني والفني هو جوهر التعبير عن العلاقة بين المرئي واللامرئي بالمخيلة التي تعيد صناعة الواقع وتضيف عليه ما لا يمكن تحققه في الواقع اليومي، لذا قالوا في الطقس، بأنه كسر للمدرك الاجتماعي اليومي، والفن أكثر السلوكيات الإبداعية اقتراباً لمضمون الطقس الذي يجمع ولا يفرق.

الديني / قيم في شخص- معرفة 

الفني / قيم في تعبير - شكل 

الطقس الفني: قيم الشكل الذي يصل بنا الى المعرفة !

هكذا ندخل الى العرض المسرحي الذي فيه حمولة دينية معلومة، لنخرج بأفق من المعرفة جديد أنتجه التعبير الفني، ها شتگول ؟ زين كلامي لو بعد تريد أضيف ؟

(الأجل حارس)، عرض مسرحي، ينطلق من الطقس بتعبير معاصر لإنتاج معرفة جديدة للديني الذي جاء إلينا بمدونات جاهزة، وظيفة الفن إعادة قراءة تلك المدونات بأداء فني له القدرة على جمع الآراء المتناقضة وإيجاد مناخ تواصلي إيجابي ، بعيد عن القطيعة وسلبية الخلاف والنزاع.
تعالوا نشاهد (الأجل حارس) لنعرف كيف يمكن للديني أن يكون تفعيلاً ثقافياً إنسانياً يتواصل ويحقق انسجاماً مجتمعاً نحن بحاجة إليه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن